راسم المدهون - هو العمرُ...

هو العمرُ
خلتهُ ليس يمشي
فلذتُ بأهداب آخر النساءِ الجميلات
آتيات كمشكاةِ حزن
توزّع ما ظلَ من ذبالات ضوء
على العابرين
وانتبهتُ
ليس من عابرين سواي
هل الحزن حين توزعه على العابرين
مشكاته
يسقط في مراياي وحدي
وقد خلتُ دهرا بأنَ العمر ليس يمشي ؟
قلتُ تأتين
لم أكن واثقا من نعاسكِ
مثلما لم أزل غير واثق من سهري
ولكنني قلتُ تأتين
تفتحُ مرآتك بابها السحريَ
تراني ؟
لا تراني ؟
لست واثقا سوى من منام
يرافقني منذ أول الدهر
كي لا أنام تماما
وأعرفه
سيغالبني في الرهان على الليل والنهار
يغالطني كي أنام في وهج الشمسِ
وأصحو حين تنامُ الديوكُ
فتأخذني نوبة من عناد
أقول سأغلبه
سوف أسهر في وهج الشمس
ثم أعيد الحكاية
أسهر حين تنام الديوك
تقولين نمت
بلى
بعينين مفتوحتين
وأصابع شبه قابضة على الريح
تقولين ما مرَت ريح ؟
هل العمر يشبه الريح
كي أقول سهوت
لم أنتبه
ثم أسأل :
هل كان العمر طيلة العمر يمشي
ولم أنتبه أنني لم أكن غير دومري عجوز
هنا في انتظارك ؟