نقد ادبي لنص حسين الفاعوري

تقديم نقدي أدبي للشاعر حسين نايف الفاعوري

"شاعر الغضب النبيل، وضمير القصيدة الجريحة"

في زمن تواطأت فيه القصيدة مع الصمت، خرج حسين نايف الفاعوري من رحم الوجع العربي ناكئًا جراح الأمة بمدادٍ لا يهادن، ولسان لا يساوم. شاعر يمتلك حسًّا نبوءيًا غاضبًا، يتكئ على إرثٍ لغوي راسخ، لكنه يضرب في عمق الحداثة الشعرية دون أن يتخلى عن إيقاع الجرح ونبض الإنسان.

هو صوت الخارجين من الطوفان، الحاملين أسمالهم وأحلامهم في قصائد كأنها نشيد الخلاص. في قصيدته السياسية، كما في "سورة الغضب" و*"لا عتب"*, يتماهى مع نبض الجياع، ويصرخ فيطيح بوجه الاستبداد بلغة مشبعة بالرموز الدينية والتاريخية، تفكك السرديات الرسمية، وتبشّر بعصر الإنسان الحر.

أما في قصائده الوجدانية والغزلية، كما في "غفران", "لعينيك هذا الشوق", و*"في العش الساحر"*, فإنه ينزع عن الحب قداسته الكاذبة، ويعيد تشكيله بوصفه تجربة تحمل الخطيئة والتوبة، الرغبة والانكسار، العطش والتجلّي. هو شاعر الجسد حين يعترف، والروح حين تنهار ثم تنهض.

شعره يتنقل بين الفصيح والنبطي، بين القصيدة الحرة والتفعيلة، دون أن يفقد بوصلته: قول ما لا يقال، وفضح ما يُخفى، وحب ما يُحظر.

حسين نايف الفاعوري ليس مجرد شاعر يكتب...
بل هو شاعر يحاكم.
يحاكم الزمن، والخذلان، والمحبوبة، والسلطان، وحتى نفسه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى