د/محمد عباس محمد عرابي - تقنيات حداثية في الرواية الأردنية(2005- 1990) للباحثة نهى جميل

عرض /محمد عباس محمد عرابي


تقنيات حداثية في الرواية الأردنية(2005- 1990) رسالة علمية قدمتها الباحثة /نهى بنت محمد جميل المشرف استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير في الأدب والنقد كلية الآداب- الجامعة الهاشمية
2008 آب بإشراف/الدكتور مصلح عبد الفتاح النجار
بينت الباحثة أن هـذه الدراسة اهتمت بمقاربة التقنيات الحداثية في الرواية الأردنية، في الفترة ما بين العـام 1990والعـام ،2005وقد حددت الدراسة بهذه الفترة، لأنه يمكن القول إنها تمثل تطورا كبيرا فـي جسد الرواية العربية بعامة، والأردنية بخاصة، وذلك في أعقاب حرب الخلـيج الثانـية، والتحولات السياسية في المنطقة، التي كان لها آثار اجتماعية، انعكست على الأدب، ولاسـيما الرواية، التي أصبحت مع مرور الوقت، الجنس الأدبي الأكثر واقعية، وقربا مـن نبض الشارع، ولذلك فإن التقنيات موضوع البحث، هي تقنيات جديدة، لم تبرز في شكل
ظواهـر في الرواية الأردنية، إلا في هذه الفترة، وهي تبرز أكثر ما يمكن، في أعمال إبراهيم نصر االله، ومؤنس الرزاز، وإلياس فركوح، وغيرهم
وفيما يلي نص مكونات الدراسة، ونتائجها كما ذكرتها الباحثة
*مكونات الدراسة :
تتكون الدراسة من مقدمة، ومهاد تاريخي، وفصلين، ثم خاتمة.
المقدمة
تناولت المقدمة أهمية الموضوع، والدوافع التي أملت اختياره، ثم عرضت منهج الدراسة. أما المهاد التاريخي، فجاء
ليـتحدث عن الرواية الأردنية وتطورها من العام 1912وحتى ما قبل العام .1990
* الفـصل الأول: "اللغة"
تناول الفـصل الأول "اللغة" التقنيات الحداثية الروائية، المتعلقة باللغة وهي الشعرية، والتـناص ، والعـنونة وتناول كلا منها بالبحث النظري، ثم انصرف لتوضيح كلّ منها من
خلال طرح نماذج من الروايات الأردنية تمثّل تلك التقنيات.
الفـصل الثانـي "السرد" "
تناول التقنيات المتعلقة بالسرد، وهـي تعـدد أصـوات الرواة، والرواية المفككة، والميتارواية، والرواية الفنتازية ، فوضح
مفاهـيمه، وبين الزخم الدلالي الذي أضافه للرواية بشكل عام، والرواية الأردنية بشكل خاص، وقد اتبعته الباحثة بتطبيق عملي، من نماذج لروايات أردنية.
نتائج الدراسة :
اشتملت الخاتمةعلى النتائج التي توصلتْ إليها الدراسة، وأهم ما خلصت إليه:

-وظفت الرواية الأردنية الشعرية في الرواية، فجاءت نتاجات هذه المرحلة نابضة باللغة الجمالية، وهذا الجمال لم يكن خارجيا فحسب، ولكنه ينبع من المضمون، وينسحب على الشكل.
- وظفت الرواية الأردنية تقنيات العنونة بكل أنواعها، إذ لم يعد العنوان مجرد زائدة، أو إضافة، وإنما هو مرسلة كاملة في إنتاجيتها الدلالية.
-كان تطور توظيف العنوان في الرواية الأردنية، مواكبا لمسيرة تطورها، فانتقلت من وظيفة وعظية مباشرة، إلى وظائف أخرى أقل مباشرة، كالشعرية وغيرها.
- تطورت الرواية الأردنية، من حضور الراوي الواحد العليم بكل شيء، إلى مرحلة تعدد الرواة، وذلك بناء على ما حدث من تطور فكري وعقلي، قائم على التعدد، لم يعد يقبل بفكرة الراوي الواحد، والسلطة الواحدة.
- تمثلت تقنية تعدد أصوات الرواة، أو المرايا المتعاكسة، في الرواية الأردنية عن طريق التناوب ما بين شخصيته أحيانا، أو ما بين الراوي، وأحد الشخصيات، وقد يتدخل المؤلف ذاته في نص الرواية، وأضافت هذه الطرق كلها زخما دلاليا للراوية الأردنية، ينسجم مع طبيعة الفكر السائد، الذي ينبذ فكرة الصوت الواحد.
دلت الدراسة على أن وظيفة الراوي الحقيقية، ليست تقديم أفكار، ودلالات جاهزة، بقدر ما هي تساؤلات يطرحها في ثنايا روايته، ويهدف من خلالها للبحث عن الحقيقة.
- أصبح جزء مهم من العبء في إنتاج الرواية، ملقى على عاتق المتلقي، الذي أصبح بإمكانه تلقي الرواية، وإعادة تشكيلها، ولملمة شظاياها، والربط بينها .
- لم تعد الرواية الحداثية إيهاما بالواقعية، وإقناعا للمتلقي أنه أمام أحداث حقيقية واقعية، ولكنها أصبحت تقول له إنه أمام رواية، وليس أمام الواقع.
- أفادت الرواية الأردنية من نتاجات أخرى، وتناصت معها، بصورة كانت منسجمة مع بنية الرواية، وليس كدخيل غير مرغوب على جسدها، واتضح أثر ثقافة روائيي هذه المرحلة في توظيفاتهم الموروثات المختلفة في الرواية.
- وظفت كثير من الروايات الأردنية تقنية التشظي، والتفكيك، وكانت انعكاسا لعصر التشتت الذي نعيش، وهو تشتت ذهني وعقلي واجتماعي، وسيطرة للتكنولوجية الروائية على إنسان اليوم، الذي أفرز رواية تتصف بالتفكك، والتشظي.
- خلت كثير من الروايات من الربط المنطقي المتسلسل للأحداث، وأحيانا كانت تخلو من الحبكة، وإن وجدت، فهي حبكة مفككة، وكان هذا الأمر انعكاسا لعالم، يسير بطرق لا معقولة، ولا تخضع مجرياته للعقل والمنطق.
- سعت الرواية الحداثية لتفكيك النظام الكلاسيكي للرواية، وسيرورة الزمن، حتى أطلق أحيانا على الرواية الحداثية مصطلح "مضاد الرواية".
- لم تعد الرواية الحداثية تسلية ما قبل النوم للمتلقي، فهي تحتاج لذهن حاضر، وإعمال للعقل، كي يلم أشتات هذه الشظايا المتناثرة بفوضى مدروسة بين دفتي الرواية.
- شكلت النماذج التطبيقية الروائية في هذه الدراسة نماذج لروايات وظفت التقنيات الحداثية، بصورة أثرت الرواية، وأعلت من قيمتها الفنية، والمضمونية ولم تكن مجرد تلق لهذه التقنيات، زج بها في جسد الرواية، مما لا يخدم بنية الرواية أحيانا، بل يسيء إليها.
-يتداخل النقد والرواية في الرواية اليوم، فيما أطلق عليه الميتارواية، إذ تتناول عملية كتابتها، وتشكيل أحداثها، وخلق أبطالها، وتكشف له عن خبايا عملية الخلق، التي كانت سرا خاصا بالروائيين قديما.
- الميتارواية تكتب سيرة الكتابة، وعملية الخلق الأدبي، وعملية المخاض، التي ينتج منها، وليست فقط سيرة لأبطاله في الرواية.
- كانت الرواية الفنتازية أحد أهم تجليات الواقع المرير الذي يعيه الروائي الأردني، ولاسيما واقع النكبة ويوميات المخيم وتفاصيل القضية الفلسطينية.
- 18لم تكن الرواية الفنتازية الأردنية أداة للعبث، واللامعنى، أو التسلية، ولكنها تمثل الواقع العربي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى