بعثر أوراقه القديمة ، وجد رسالة بخط يده مُترعة بالبدايات المتعثرة . حروفها متناثرة كمخطوطة فرعونية ، لكنها لا تزال تنبض بالحياة ورائحة الماضي ، عقود من زمن مضى كأول رسالة حب يكتبها ، وعلى هوامشها رسومات لقلب ينزف ، وسهم يخترق المشاعر ينفذ إلى الأعماق ، استعاد الذكرى والتاريخ والطفولة ، مسحها بيده نفظها من غبار عالق ، همس لها بحنان الولهان ، في ذلك الليل صامت ، سطّر كلماته الملتاعة لها، يرسم حروفها بمداد دموعه ، عندما هَمّ باعترافه لها بما يخالجه من مشاعر جارفة نحوها ، استمد النور من ضياء قمر ينشر شعاعه بين السحب المتقطعة ، على سطح منزله الشعبي ، يسارع في نثر حروفه كلما لاح له ضوء القمر.. حبيبتي البعيدة "أكتبُ لكِ تحت خيوط القمر المنسلة كقطرات مطر شتائي ، لأني عندما أنظر في القمر مكتملاً أتذكركِ ، وعندما أشاهدكِ أنسى القمر ، أعلم إنكِ لا تولين حبي شيئاً ، ولا علم لكِ بما أخفيه من مشاعر صادقة ، فأنا وأنتِ صغيران على الحب وعذابه ، لكن لابأس سأمضي إلى مالا نهاية ، ليتكِ تبادليني نفس الشعور ..
توقف عن القراءة لغمغمات أنفاسه كالذي يصّعد إلى السماء.
عاد به الماضي بعد أن أصبح في الخمسين وقلبه ينزف بجرح الذكرى كأنه اليوم ، عطّر الرسالة التي لم تصل مجدداً ثم خبأها في درجٍ محفوظ ، تأوه بخفوت، يمسح دموعه الشاردة.. ويدعو بالرحمة لمن أحبها في صمت..
توقف عن القراءة لغمغمات أنفاسه كالذي يصّعد إلى السماء.
عاد به الماضي بعد أن أصبح في الخمسين وقلبه ينزف بجرح الذكرى كأنه اليوم ، عطّر الرسالة التي لم تصل مجدداً ثم خبأها في درجٍ محفوظ ، تأوه بخفوت، يمسح دموعه الشاردة.. ويدعو بالرحمة لمن أحبها في صمت..