عبير ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ - ﺧﻴﺎﻧﺔ.. قصة قصيرة

ﺗﻔﺘﺤﺖ ﻭﺭﻭﺩ ﺧﺪﻭﺩﻫﺎ، ﻭﺗﺒﺴﻤﺖ ﺃﺯﺍﻫﻴﺮﻫﺎ ، ﺗﻸﻷ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﻀﺎﺣﻚ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻲ ... ﻭﺍﻣﺘﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪّ، ﻭﺗﻤﺎﻳﻠﺖ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻛﺘﻤﺎﻳﻞ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻣﺘﺮﺍﻗﺼﺔ ﺗﺤﺖ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ... ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، ﺗﺪﻭﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﻻﻛﺘﻤﺎﻝ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ .... ﺑﺎﻏﺘﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ":
ﺃﻟﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ؟؟ .. ﻫﻴﺎ ... ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺤﻔﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺼﻞ "
ﺗﺒﺴﻤﺖ ﻟﻤﺤﻴﺎﻫﺎﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ":
ﻫﻴﺎ ﻳﺎﻭﺍﻟﺪﻱ .. ﺃﻧﺎﺟﺎﻫﺰﻩ "
ﺧﺮﺟﺎ ... ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ، ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻫﺎ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﻴﺮ ... ﻣﺎﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻗﻂ ... ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻌﺘﻤﺎ ... ﻣﺨﻴﻔﺎ ...لكنها ﻟﻢ ﺗﺨﻒ ... ﻓﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺼﺎﻧﺔ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﻛﺄﻥّ ﺑﻬﺎ ﻃﺎﻗﺔ ﺗﺮﺩّﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﺫﻯ ... ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻓﺠﺄﺓ ... ﻭﻧﻈﺮ ﺃﻣﺎﻣﻪ، ﻟﻴﺮﻯ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﺎﺭﻫﺔ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ... ﺳﻠﻄﺖ ﺍﺿﻮﺍﺀﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ .... ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺗﺮﺟّﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺒﺎﻥ ﺷﺎﺋﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ...!! ﺗﺘﺪﻟﻰ ﺳﻼﺳﻞ ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺑﻬﻢ ... ﻛﻜﻼﺏ ﻫﺎﺭﺑﺔ ﻗﻴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ... ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﻣﻼﺑﺲ ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﺑﺪﻭﺍ ﻛﺰﻭﺍﺭ ﻓﻀﺎﺀ ... ﻻﻣﻜﺎﻥ ﻟﻬﻢ ... ﻭﻻﺯﻣﺎﻥ ... ﺗﺒﺮﺯ ﺃﻧﻴﺎﺑﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻤﻀﻐﻮﻥ ﻟﺒﺎﻧﻬﻢ ... ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻛﻔﺮﻳﺴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻀﺒﺎﻉ ... ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ، ﺧﺒﺄﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻟﺘﺮﺩّ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺑﺮﺍﺛﻨﻬﻢ ... ﺗﻬﺎﻓﺘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ .... ﻗﻄﻔﻮﺍ ﻭﺭﻳﻘﺎتها.... ﻭﻟﻄﺨﻮﺍ ﺯﻫﺮﺍﺗﻬﺎ .. ﻣﺎﻋﺎﺩ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺻﺮﺍﺧﻬﺎ ... ﺃﻧﻬﻜﺖ ﻗﻮﺍﻫﺎ ... ﻭﻳﺪﻫﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﻴﺄﺧﺬﻫﺎ .... ﻭﻳﺨﻠﺼﻬﺎ ... ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ....!!! ﺑﺪﺍ ﻛﻤﻦ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺼﻤﻢ ....!! ﻭﻗﻒ ﻭﺍﺟﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺬﺋﺎﺏ ﺗﻨﻬﺶ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺘﺰ ﻟﻴﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ....!! ﻧﺴﻴﺖ ﻣﺎﺣﻞ ﺑﻬﺎ ..... ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﺴﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔﻞ .... ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻇﻨﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺩﺭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ


* عن نادي القصة السعودية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى