هنا وقد شاخ يومهم منذ الأمس القريب يترجون الغد ان يأتي عسى ان يمنحهم ويعطيهم شيئأ فقدوه، حياتهم مليئة بفقدان كل شيء انتهى مساؤهم بخلاف فيما بينهم ، خلاف ينسيهم آهات ومرار الدنيا كل هذا على قميص هذا ما رددته أمهم انهت حديثهم وقامت الأم بغسل القميص وهي تحاول ما بوسعها ان ترضي اولادها الثلاثة بعد ما اتعبتها مأساة كأنها غول الآمس تاركاً جراحه بحقول عمرها من وفاة زوجها منذ سنين عدة، حتى يومها وهي تجيب عليهم وهم يتناوبون بالحديث والاسئلة فيما بينهم مجتمعين جميعهم ويريدون الخروج من البيت وجميعهم يودون ارتداء هذا القميص الجديد .. كل هذا والقميص غُسل ونُشر على الحبل بأنتظار ان ينشف، أخذت الذاكرة تسري بين ملامح القميص فيقول : منذ ان وصلت لهذه العائلة اتسلق حبل الغسيل وكل يوم عربة الوقت لم تتركني فالأخ الكبير يرتديني منذ الصباح الباكر يجول بين الاسواق طوال النهار يطرق ابواب العمل تاركاً مدرسته التي لم ينل منها شيئأ برأيه وعندما يسأله احدهم عن دراسته يقول هي لأخي الاصغر فهو من المهتمين بدراسته دائما .. كل ساعاته وان تكن كثيرة يقضيها في المطاعم الشعبية يعمل هنا وهناك حتى يحصل على اجور قليلة،فجمييع اصحاب العمل يعتقدون عدالة العمل تكمن في الأجور القلية التي لاتكفي العامل وتسير حياته
هنا وانتهى امره في احد المطاعم الشعبية وطوال النهار يقضيه بين غسل الصحون وتلبية طلبات الزبائن،يلمس خطوات الآخرين حين يقدمون ويأكلون ويرحلون وهو يدندن ن في نفسه قولاً، ” عسى ان اخذ نظرة عطف ” لا أجيد كيف احصل عليها، هي فكرة لاتفارق عيني أتلمسها حين يعطيني احدهم مساعدة، يسري يومه على هذا الحال بين جدران المطعم حاملاً هموم اليوم، والقميص الجديد يسمع اشياء تحمله الى جوف النهار يمر بساعات الصبح والظهر ويتسامى الوقت عند المساء،وقبل ان يعود يبحث في بقايا طعام الزبائن يبحث عن ما هو صالح للاكل تاركاً ملابسه تتسخ بين فضلات الطعام جالسا ارضا،تأخذ عينيه ما قد اشتهاه من الاكل وينظر بعين العطف الى القميص ويقول : ماذا دهاه اليوم كذلك قد اتسخ. يعود الاخ الكبير حاملاً كيسه وقد ملئته بقايا طعام المطعم ويملىء قلبه لمسات من الفرح الضئيل لما احضره معه خالعاً القميص عند دخوله البيت تاركه صوب امه لتغسله وهذا ما تقوم به كل يوم حتى وفي اليوم الثاني يكون القميص بانتظار العبور صوب الأخ الآخر فلم يتركوا خياراً آخر عاد يومهم والأخ الثاني ينتظر القميص وأمهم جالسة تقول : مالكم جميعكم تودون ارتداء هذا القميص، إرحموه .. لقد باد من الغسل هرع الأخ الثاني الى الخارج مرتدياً ملابسه وكان القميص منها دخل بذلك السوق الشعبي يتجول ليبيع ما يحمله من حلوى فهو لايملك عملاً ثابتاً في اي مكان سوى التجوال بين الاسواق الشعبية وعندما تدنو ساعات العودة يجهل كيف يعود بمبلغ قليل، وماذا يعمل وهو محتاج لمبلغ لمساعدة والدته لدفع ايجار البيت وما تحتاجه العائلة – . تستمر اقدامه عند أحد محال بيع الخضار، يوافق صاحب المحل ان ينتقي من بقايا الخضر التالفة يجلس ارضاً ويتكى ء على حافة حاوية ملاصقة لحافة القميص حلت ساعة العودة الى البيت تاركا القميص الى الوالدة كي تقوم بغسله من هموم اليوم وزفرات الحياة … يشهد يومهم وكيف ينقضي لعله جاء من نسيج جدران الوقت التائه ولايزال يحوي ما يحلم به يومهم – . عاد اليوم الآخر وأخذ الأخ الثالث يرتديه حالما ًبطريق نظيف ووقت سعيد بين صفوف المدرسة فهو على غير ما سار عليه اخواه الاثنان فلازالت ترفل أيامه بالمعاناة ويحاسب من قبل المدير على الالتزام بالملابس المدرسية لاسيما وهو لايملك سوى قطعتين من الملابس منذ العام السابق والعمر يأخذ في الكبر والملابس تضيق سنة بعد أخرى .. يخلط الاقلام في جيبه ويسمي جميع اصدقاء الدراسة وكل ما يحلم به هو ان يستقبل عطلة نهاية الأسبوع بحياة معطرة وقميص نظيف وساعات يسرقها من يومه الكئيب ما يعانيه أخوانه وأمه .. حل المساء أخذ الأخ الثالث ذلك القميص في كيس مخفي لم يره أحد من العائلة ذاهباً الى أحد الأصدقاء القريبين اليه وقد احتاج صديقه ان يرتدي ملابس نظيفة لزيارة أقربائة فما كان بهذا القميص الا ان يلبي طلبه هنا وسلمه القميص وهو فرح لأنه استلم ابتسامة صديقه وعاد الى بيته حاملاً تلك الابتسامة خالية من اي شائبة وغير متسخة كمنظر ذلك القميص الذي تعود ان يعود الى البيت متسخاً كل يوم حاملاً هموم الحياة اليومية ..
* عن الزمان
هنا وانتهى امره في احد المطاعم الشعبية وطوال النهار يقضيه بين غسل الصحون وتلبية طلبات الزبائن،يلمس خطوات الآخرين حين يقدمون ويأكلون ويرحلون وهو يدندن ن في نفسه قولاً، ” عسى ان اخذ نظرة عطف ” لا أجيد كيف احصل عليها، هي فكرة لاتفارق عيني أتلمسها حين يعطيني احدهم مساعدة، يسري يومه على هذا الحال بين جدران المطعم حاملاً هموم اليوم، والقميص الجديد يسمع اشياء تحمله الى جوف النهار يمر بساعات الصبح والظهر ويتسامى الوقت عند المساء،وقبل ان يعود يبحث في بقايا طعام الزبائن يبحث عن ما هو صالح للاكل تاركاً ملابسه تتسخ بين فضلات الطعام جالسا ارضا،تأخذ عينيه ما قد اشتهاه من الاكل وينظر بعين العطف الى القميص ويقول : ماذا دهاه اليوم كذلك قد اتسخ. يعود الاخ الكبير حاملاً كيسه وقد ملئته بقايا طعام المطعم ويملىء قلبه لمسات من الفرح الضئيل لما احضره معه خالعاً القميص عند دخوله البيت تاركه صوب امه لتغسله وهذا ما تقوم به كل يوم حتى وفي اليوم الثاني يكون القميص بانتظار العبور صوب الأخ الآخر فلم يتركوا خياراً آخر عاد يومهم والأخ الثاني ينتظر القميص وأمهم جالسة تقول : مالكم جميعكم تودون ارتداء هذا القميص، إرحموه .. لقد باد من الغسل هرع الأخ الثاني الى الخارج مرتدياً ملابسه وكان القميص منها دخل بذلك السوق الشعبي يتجول ليبيع ما يحمله من حلوى فهو لايملك عملاً ثابتاً في اي مكان سوى التجوال بين الاسواق الشعبية وعندما تدنو ساعات العودة يجهل كيف يعود بمبلغ قليل، وماذا يعمل وهو محتاج لمبلغ لمساعدة والدته لدفع ايجار البيت وما تحتاجه العائلة – . تستمر اقدامه عند أحد محال بيع الخضار، يوافق صاحب المحل ان ينتقي من بقايا الخضر التالفة يجلس ارضاً ويتكى ء على حافة حاوية ملاصقة لحافة القميص حلت ساعة العودة الى البيت تاركا القميص الى الوالدة كي تقوم بغسله من هموم اليوم وزفرات الحياة … يشهد يومهم وكيف ينقضي لعله جاء من نسيج جدران الوقت التائه ولايزال يحوي ما يحلم به يومهم – . عاد اليوم الآخر وأخذ الأخ الثالث يرتديه حالما ًبطريق نظيف ووقت سعيد بين صفوف المدرسة فهو على غير ما سار عليه اخواه الاثنان فلازالت ترفل أيامه بالمعاناة ويحاسب من قبل المدير على الالتزام بالملابس المدرسية لاسيما وهو لايملك سوى قطعتين من الملابس منذ العام السابق والعمر يأخذ في الكبر والملابس تضيق سنة بعد أخرى .. يخلط الاقلام في جيبه ويسمي جميع اصدقاء الدراسة وكل ما يحلم به هو ان يستقبل عطلة نهاية الأسبوع بحياة معطرة وقميص نظيف وساعات يسرقها من يومه الكئيب ما يعانيه أخوانه وأمه .. حل المساء أخذ الأخ الثالث ذلك القميص في كيس مخفي لم يره أحد من العائلة ذاهباً الى أحد الأصدقاء القريبين اليه وقد احتاج صديقه ان يرتدي ملابس نظيفة لزيارة أقربائة فما كان بهذا القميص الا ان يلبي طلبه هنا وسلمه القميص وهو فرح لأنه استلم ابتسامة صديقه وعاد الى بيته حاملاً تلك الابتسامة خالية من اي شائبة وغير متسخة كمنظر ذلك القميص الذي تعود ان يعود الى البيت متسخاً كل يوم حاملاً هموم الحياة اليومية ..
* عن الزمان