يوم يكاد يكون أقل من العادي، حيث رتابة أحداثه ومرورها الجزافي السقيم، ذاك اليوم الذي ارتدت فيه (عطف) ملابسها بشيء من الفتور وقد كانت أنيقة بعض الشيء وتوجهت نحو الحافلة تستقل مقعدًا للتوجه إلي الجامعة... في حالة إعياء وملالة من سعال لازمها أطول من المتوقع.
لم تتنازل عن المكان الملاصق للنافذة كالعادة في المقعد الأخير، بلطف جلست.. فتاة أخري بجانب النافذة المقابلة لها، وبقي المقعد في الوسط شاغرًا..
ثوان.. حضر رجل خمسيني، أبيض اللحية أجعدها، يرتدي عمامة بيضاء وجلبابًا رمادي اللون نظيفًا إلي حد ما، ألقي التحية.. أجابت.. جلس يحملق أسفل قدميه.
كانت قد وضعت سماعة الأذن وأخذت تتابع بعض الأغنيات مع سير عجلات الحافلة وانعطافها شاردة.. فجأة! سعلت سعالا حادًا سمعت أثناءه غمغمة لم تفسرها، أغلقت الموسيقي وقالت:
-أسفة... حضرتك بتكلمني؟
قال: هو أنتي بتكحي من بدري ولا لما قعدت جنبك
ردت مدافعة: لا أبدًا والله يا والدي، أنا عندي التهاب رئوي؛ الدوا أهو
لماذا ظن أن رائحته تضايقني؟ همهمت في خاطرها ذعرًا...
أخذت تفتش في حقيبتها عن الشراب... لم تجده، تعاتب نفسها علي نسيانه حتي يوقن أنها بالفعل مريضة... وقد أيقن وأخذ يسترسل معها في الحديث عن ضرورة شراب ماء ورق الجوافة مغليًا وشيئًا من الزنجبيل..
تعيره انتباهًا أكثر حتي يتأكد أنه سعال لا غير..
ثم ابتسمت ابتسامة ساذجة شاكرة له نصحه والتفتت إلي النافذة وعادت إلي حالها السابق.. وهو من حين لآخر يفتح معها حديثًا قصيرًا سرعان ما تتفلت منه بابتسامة قبول ساذجة وتعود.. حتي أوشكت علي الوصول قال لها نصحًا علها تقبله - كما وصف - من أراد الفلاح عليه أن ينحي العواطف جانبًا وهي تؤكد له موافقتها تمامًا علي ما يقول..
رسالة لم تفسرها أحدثت في القلب هزة..
ودعها بإشارة من يده بعد أن أبدي أسفه علي إسهال لسانه وعدم مقدرته علي الكتمان.. ونزل!
تغلق الهاتف وبرفق تنزع السماعة وتتهيأ للنزول في شبه أسف علي أنها لم تعره الاهتمام كما يجب أن يكون..
فتشت عنه في الشارع حتي تودعه مبتسمة، لكن سعالها شغلها حتي ما كادت تدركه الأبصار..
أشارت إلي سيارة أجرة حتي لا تتأخر؛ مرددة في ذهنها:
» من أراد النجاح عليه أن ينحي العواطف جانبًا» !.
لم تتنازل عن المكان الملاصق للنافذة كالعادة في المقعد الأخير، بلطف جلست.. فتاة أخري بجانب النافذة المقابلة لها، وبقي المقعد في الوسط شاغرًا..
ثوان.. حضر رجل خمسيني، أبيض اللحية أجعدها، يرتدي عمامة بيضاء وجلبابًا رمادي اللون نظيفًا إلي حد ما، ألقي التحية.. أجابت.. جلس يحملق أسفل قدميه.
كانت قد وضعت سماعة الأذن وأخذت تتابع بعض الأغنيات مع سير عجلات الحافلة وانعطافها شاردة.. فجأة! سعلت سعالا حادًا سمعت أثناءه غمغمة لم تفسرها، أغلقت الموسيقي وقالت:
-أسفة... حضرتك بتكلمني؟
قال: هو أنتي بتكحي من بدري ولا لما قعدت جنبك
ردت مدافعة: لا أبدًا والله يا والدي، أنا عندي التهاب رئوي؛ الدوا أهو
لماذا ظن أن رائحته تضايقني؟ همهمت في خاطرها ذعرًا...
أخذت تفتش في حقيبتها عن الشراب... لم تجده، تعاتب نفسها علي نسيانه حتي يوقن أنها بالفعل مريضة... وقد أيقن وأخذ يسترسل معها في الحديث عن ضرورة شراب ماء ورق الجوافة مغليًا وشيئًا من الزنجبيل..
تعيره انتباهًا أكثر حتي يتأكد أنه سعال لا غير..
ثم ابتسمت ابتسامة ساذجة شاكرة له نصحه والتفتت إلي النافذة وعادت إلي حالها السابق.. وهو من حين لآخر يفتح معها حديثًا قصيرًا سرعان ما تتفلت منه بابتسامة قبول ساذجة وتعود.. حتي أوشكت علي الوصول قال لها نصحًا علها تقبله - كما وصف - من أراد الفلاح عليه أن ينحي العواطف جانبًا وهي تؤكد له موافقتها تمامًا علي ما يقول..
رسالة لم تفسرها أحدثت في القلب هزة..
ودعها بإشارة من يده بعد أن أبدي أسفه علي إسهال لسانه وعدم مقدرته علي الكتمان.. ونزل!
تغلق الهاتف وبرفق تنزع السماعة وتتهيأ للنزول في شبه أسف علي أنها لم تعره الاهتمام كما يجب أن يكون..
فتشت عنه في الشارع حتي تودعه مبتسمة، لكن سعالها شغلها حتي ما كادت تدركه الأبصار..
أشارت إلي سيارة أجرة حتي لا تتأخر؛ مرددة في ذهنها:
» من أراد النجاح عليه أن ينحي العواطف جانبًا» !.