دُفع الباب وانتشر دخان كثيف بالغرفة ورائحة عطر قوي ، قامة طويلة تتقدم نحوي بخطى واثقة .
- من يتقدم ؟ ماذا تريد ؟ توقف وإلا...
- وإلا ماذا؟ ستنادي الشرطة، لماذا ؟ أم انك ستطلق علي الرصاص ؟ أنا ميت منذ زمان طويل .... والله لا أعرف هل أنا ميت أم ميتة .... أنت من سيقرر من أكون .
تقدم نحوي كائن بشري بملابس أنثى وجسد ذكر وشعر أشقر مستعار . ماكياج موضوع بعناية فائقة وملابس فاخرة وأكسيسورات أنثوية غالية . حذاء أحمر بكعب عال وقميص أسود طويل بفتحة تظهر من الساق إلى أعلى الفخذ. وعلى كتفيه رمى بفرو حيوان كرمز للثراء والأنوثة .
-من أنتَ أم من أنتِ؟
-أنا مسخ بشري ولد من رحم المعاناة ، لا ديانة ولا هوية ولا جنسية لي ، كل ما اعرفه عن نفسي إني ولدت في زمن الخيبات المتكررة ، ولدت بمستنقع الإنسانية تحت مظلة حقوق الإنسان في لحظة أزمة قيم ، مشيت فوق الجمر على حافة الفشل ،ورغم ذلك كافحت لأصل لمنصة التتويج وحينها أدركت أني كنت بطل لعبة رخيصة اسمها النضال أو الكفاح . نظرت عن يميني وجدت بطانة متملقة وعن يساري أصدقاء مصالح مزيفة وأمامي قرد يهديني صولجان العز لأتربع على عرش الأنوثة . تراجعت للوراء وانسحبت بما تبقى لي من الكرامة مفسحة المجال لواحدة أخرى ورائي لعلها تصدق اللعبة . أتظنين أن هذه هي الإنسانية؟
-أنتَ جنس بشري ثالث إذن ؟ الواقع لا أعرف إلا جنسين بشريين ذكر وأنثى ... اعذرني سيدي
رمى الشعر المستعار جانبا وأخذ علبة سجائر من حقيبته اليدوية الحمراء الغالية . أشعل سيجارته بتوثر واضح وأخذ نفسا عميقا ثم نفث الدخان نحو الأعلى بامتعاض وأجاب بسخرية :
- أتظن أن الإشكالية في الجنس ؟ المشكل الحقيقي أكبر من ذلك عزيزي الكاتب
- وما هي الإشكالية الحقيقية إذا ؟
- الإشكالية تكمن في عقلية قوم تعشق هذا الجنس أو المسخ البشري الذي هو إنا ، قوم يعشق عشيقة مثلي و يتمنى زوجة مثل مريم العذراء ختا مثل خولة بنت الأزور ليكتبوا أساطير جميلة في نفس الوقت الذي يعش مغامرات يندى لها الجبين معي أنا، ذلك الشبح الغريب عنهم .... إنها شكيزوفريني العقل العربي .... اليوم أتيت لزيارتك سيدي الكاتب لتكتب عني ....
- لكن أكتب عنكَ أو عنكِ ماذا ؟
- نحن لا نحتاج لكثرة الأصدقاء لنريح أنفسنا ، نحن نحتاج لان نكون صادقين مع أنفسنا لنرتاح ...... والصداقة والإيمان من عيار واحد ، فكثيرون أسلموا وقليلون آمنوا ، كثيرون صاحبونا وقليلون أخلصوا .... وفي مكب نفايات القيم ، الكل يتوجس الغدر من الآخر ، والكل يبتسم للكل والكل يكره الكل
اكتب ما شئت ، المهم هو أن تقول إني زرتك اليوم .......
خيرة جليل
- من يتقدم ؟ ماذا تريد ؟ توقف وإلا...
- وإلا ماذا؟ ستنادي الشرطة، لماذا ؟ أم انك ستطلق علي الرصاص ؟ أنا ميت منذ زمان طويل .... والله لا أعرف هل أنا ميت أم ميتة .... أنت من سيقرر من أكون .
تقدم نحوي كائن بشري بملابس أنثى وجسد ذكر وشعر أشقر مستعار . ماكياج موضوع بعناية فائقة وملابس فاخرة وأكسيسورات أنثوية غالية . حذاء أحمر بكعب عال وقميص أسود طويل بفتحة تظهر من الساق إلى أعلى الفخذ. وعلى كتفيه رمى بفرو حيوان كرمز للثراء والأنوثة .
-من أنتَ أم من أنتِ؟
-أنا مسخ بشري ولد من رحم المعاناة ، لا ديانة ولا هوية ولا جنسية لي ، كل ما اعرفه عن نفسي إني ولدت في زمن الخيبات المتكررة ، ولدت بمستنقع الإنسانية تحت مظلة حقوق الإنسان في لحظة أزمة قيم ، مشيت فوق الجمر على حافة الفشل ،ورغم ذلك كافحت لأصل لمنصة التتويج وحينها أدركت أني كنت بطل لعبة رخيصة اسمها النضال أو الكفاح . نظرت عن يميني وجدت بطانة متملقة وعن يساري أصدقاء مصالح مزيفة وأمامي قرد يهديني صولجان العز لأتربع على عرش الأنوثة . تراجعت للوراء وانسحبت بما تبقى لي من الكرامة مفسحة المجال لواحدة أخرى ورائي لعلها تصدق اللعبة . أتظنين أن هذه هي الإنسانية؟
-أنتَ جنس بشري ثالث إذن ؟ الواقع لا أعرف إلا جنسين بشريين ذكر وأنثى ... اعذرني سيدي
رمى الشعر المستعار جانبا وأخذ علبة سجائر من حقيبته اليدوية الحمراء الغالية . أشعل سيجارته بتوثر واضح وأخذ نفسا عميقا ثم نفث الدخان نحو الأعلى بامتعاض وأجاب بسخرية :
- أتظن أن الإشكالية في الجنس ؟ المشكل الحقيقي أكبر من ذلك عزيزي الكاتب
- وما هي الإشكالية الحقيقية إذا ؟
- الإشكالية تكمن في عقلية قوم تعشق هذا الجنس أو المسخ البشري الذي هو إنا ، قوم يعشق عشيقة مثلي و يتمنى زوجة مثل مريم العذراء ختا مثل خولة بنت الأزور ليكتبوا أساطير جميلة في نفس الوقت الذي يعش مغامرات يندى لها الجبين معي أنا، ذلك الشبح الغريب عنهم .... إنها شكيزوفريني العقل العربي .... اليوم أتيت لزيارتك سيدي الكاتب لتكتب عني ....
- لكن أكتب عنكَ أو عنكِ ماذا ؟
- نحن لا نحتاج لكثرة الأصدقاء لنريح أنفسنا ، نحن نحتاج لان نكون صادقين مع أنفسنا لنرتاح ...... والصداقة والإيمان من عيار واحد ، فكثيرون أسلموا وقليلون آمنوا ، كثيرون صاحبونا وقليلون أخلصوا .... وفي مكب نفايات القيم ، الكل يتوجس الغدر من الآخر ، والكل يبتسم للكل والكل يكره الكل
اكتب ما شئت ، المهم هو أن تقول إني زرتك اليوم .......
خيرة جليل