شعر إيروسي إبراهيم محمود - امبراطوريتي المثلى

سأطلق عليك أسمائي
لأكون حصاد أشيائي تباعاً
أسمي شعرك غابة:
في الحال يأتي الأمازون بكل حكاياته الرطبة والسلسة
تتسابق الفهود، الدببة، النمور والأسود
تتقافز تماسيح نهرها سكرى
برمائياتها
طارحة فراءها على فروة رأسك الكوكبي
محذّرة أنيابها، مخالبها
من قلة الأدب
حيث شعرك يرسم دواماتها الشاقولية عالياً
بينما نجوم بالجملة تتدافع بغية المبيت الليلي طي تموجات شعرك المشعشع
أسمي عينك كالمعتاد بحراً منزوع الشواطئ
تأتيك جزر من أقاصي البحار
بنارجيلها وزنجبيلها وكاكاوها
بسعادينها المسكونة بالخفة
ولازوردية الأمواه الحالمة البالغة النعومة
حيث تمارس النجوم هواية الركمجة
وتتسابق الحيتان وأسماك القرش
حول أجمل قصيدة مغناة في فخاخ عينيك المتعويتين
أسمي فمك مداخل الفردوس السبعة
أي أشجار طيب تطلق ألحانها العِذاب
أي سلالات عشبية تهز أجنحتها المنداة
مستدرجة رغبات عشاق مدنفين إلى ظلالها ذات الرنين
أي حشود من العنادل والشالولات والحساسين مجمّلة ريشها في حضرتها
أي تراب يخفق طرباً لكل هذا المعقود في الهواء الطلق
جاءك في المتن البابونج، عباد الشمس، اللبلاب، البلسم، القرنفل، عرق السوس، شقائق النعمان، السوسن، نبات الست المستحية، شب النهار، والزنبق ..الخ، مع تعهد خطي كامل بلزوم ملازمة أنفاسك والاحتماء بك.
أسمّي جيدك منارة، برجاً نافثاً إلى الأعلى:
جاءتك القمم العالية، سارية السفينة، الشهاب الساطع، المسلات المشدودة إلى اللاتناهي
وثمة عقود ورود، مرجان، يواقيت تأخذها البهجة إذ تلامس بنشوة دفء جيدك
أسمّي صدرك سهبا:
ما الذي تخلَّف عن الظهور والسفور عن كمال اسمه وجلاء أمره من كائنات الأرض الطرية والسخية بطعومها وروائحها، أي مراع ذائعة الصيت لم تستقر فيه وتحوم فيها سباع الطير صحبة الضواري وطرائدها. تالله يا الكوكب الدرّي لا أدر خيرات من صدرك !
أسمي القافزيْن من صدرك مرصدين
تأتي إليك المصايف حاجزة أسابيع طوالاً للاصطياف على قمتيهما
بين الداخل والخارج تتناغم درجات الحرارة
للثلج موقعه وللبخار المتصاعد موقعه
تستلقي الليالي الطوال على حوافهما
وهي تحبك النجوم في مغزلها الزمني القويم
تتثاءب ذكريات العشاق مفتونة بالمناخ النموذجي في أعلاهما
وميض من البرق والرعد والشفق الهادي يضيء جهاتهما
أسمي المار بينهما طريق الحرير، شِعباً نادراً
أي مشتى يمكنه مضي أزمناً في الخط الفاصل والثمل بينهما
قوافل يطربها الاحتكاك المغناج بينهما
وهي تتحرك على هدى أجراسها
بينما المعبر يضيق ويتسع اشتهاء للمزيد من الجلبة الآسرة
أسمّي بطنك الممسوح بالعبق والوبر الإلهي حلبة أبدية
أي رغبات تتعالق في المساحة المتجاوزة لإطاره
أي انزلاقات بهية ندية تعد بسرديات لذة قائمة
هناك مركز الكون: صرّتك
ثمة دوامات مائية وجالبات سكَر تنطلق من البؤرة اللحمية الشديدة السخونة
أسمي العالق سافلاً كل ما يمكن للبشرية أن ترسو عليه
أن حدد رهانها
أن تغيب تأكيد غيبوبة منشودة
أو زهد لا يصمد طويلاً
أسمّي قدميك قاعدة أرضية
أي توازن يمكن أن يجاري رقة الخطو فيهما
بدعة الامتشاق اللحمي
ديالكتيك الداخل والخارج
والمرمر الاسفنجي
والحيد المرجاني المعزز بالكرامات المرئية ؟
أبقيك كما أنت
دون أسمائي
امبراطوريتي المثلى
تبقين أنت حيث أنت بأشيائك التي تبز أسماءها
واحدة لا تتجزأ
وكل لغة دونك حطام وانقسام ؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
إبراهيم محمود
المشاهدات
953
آخر تحديث
أعلى