عبد القادر وساط - الطاغية يرتجل دستورا جديدا لنجدان

جاء في كتاب " إتحاف الخلان ":
حدثنا شيخنا أبو الفضل النجداني، قال:
استيقظ الطاغية من نومه في عز الليل فأمر بإحضار كبير الوزراء في الحال، فلم تمض ساعة زمنية حتى جيء به، فأمره الطاغية بالاقتراب ثم خاطبه بقوله:
يا كبير الوزراء،
لقد رأيت فيما يرى النائم أن دستور بلادنا يحتاج إلى تعديل، فخذ قلما وورقة لأملي عليك ما خطر ببالي الآن من فصول.
فلما سمع كبير الوزراء ذلك الكلام حاول إخفاء استغرابه الشديد وأمسك ورقة وقلما وقال للطاغية: " هات يا مولاي " فشرع صاحبُ نجدان يملي عليه:
الباب الأول
الفصل الأول:
نجدان دولة حّرة، مستقلّة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والطغيان نظامها.
الفصل الثاني:
نجدان دولة لا تعترف بالمواطنة ولا بإرادة الشعب، ولا بسيادة القانون.
الفصل 3:
الطاغية مسعرُ حرب، وهو صاحب السيادة ومصدر جميع السلطات، يمارسها دون منتخبين ودون استفتاء. وأما كبير الوزراء فهو له بمثابة اليد المبسوطة بالطاعة والقلب المعقود بالنصيحة والسيف المشحوذ على الأعداء.
الفصل 4:
عَلَمُ نجدان لا لون له.
والنشيد الرسمي لنجدان هو:
" هنيئا يا بني نجدانْ = بعهد الظلم و الطغيانْ ."
الفصل 5:
نجدان جزء من بلاد العرب، تعمل على تحقيق الوحدة الشعرية، وتتخذ كافة التدابير لتجسيمها.
الفصل 6:
نجدان دولة راعية للشعر، كافلة لحرية الشعراء في اختيار البحور وممارسة الطقوس الشعرية ، وضامنة لحياد الدولة فيما يتعلق بالعروض، وملتزمة بنشر قيم الشاعرية من منظور الطاغية.
الفصل 7:
الشعراء قوة فاعلة في بناء الوطن. وتحرص الدولة على توفير الظروف الكفيلة بتنمية قدرات الشعراء وتفعيل طاقاتهم وتعمل على توسيع ٕاسهامهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
الفصل 8:
شعراء نجدان و شواعرها متساوون في الحقوق والواجبات، وهم سواء أمام القانون، من غير تمييز. ولا تضمن الدولة للشعراء أو الشواعر أي حق من الحقوق أوالحريات، سواء منها الفردية أو العامة.
الفصل 9:
لا تمتنع الدولة عن التعذيب المعنوي والمادي، وتتكفل ببناء السجون حسب المستجدات والحاجيات.
الفصل 10:
كل بريء متهم، سواء أثبتت إدانته أم لم تثبت، وسواء أكانت المحاكمة عادلة أم غير عادلة، أو حتى إذا لم تكن هناك محاكمة أصلا. ولا تكفل الدولة أي ضمانة من ضمانات الدفاع.
الفصل 11:
العقوبة شخصية، وتكون دون نص قانوني وإنما بأمر شفوي من الطاغية.
الفصل 12:
يمكن ٕايقاف أي شاعر أو كاتب، من أي زمن كان، والاحتفاظ به دون حالة تلبس ودون قرار قضائي، ولا يتم إعلامه بحقوقه ولا بالتهم المنسوبة إليه، وليس له أن ينيب محاميا. ووحده الطاغية يحدد مدة الإيقاف.
الفصل 13:
ليس للشعراء المعتقلين الحق في أية معاملة ٕانسانية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى