تعالي نستحمّ معاً
نحن بحاجةٍ إلى الماء يطهّرنا
الوضوءُ لا يكفي .. فلن يغسل منا إلا السواعد والأقدام .. وخطايانا أكثر عمقاً
والمطرُ .. آه ٍ منه .. ما عاد كمطر أيام زمان... ماعاد كافياً يا صديقتي
والسير تحت المطر لا يغسلنا .. فقط يكللنا ويجللنا ويبللنا
شعركِ التصقت خُصُلاته .. وضاعت التفافاته ...
الخطورةُ .. كلُّ الخطورةِ تكمُنُ في (الانفصال عن الواقع )..
هي شتيمة عصرية ينعتون بها كل من قرّر الخروج عن المألوف !
الواقع يفرض عليك أن يكون مركز ثقلك في معدتك ..فلا همَّ لك إلا أن تملأها .. ولو امتلأت ينقلون مركز ثقلك نحو أعضاء مادون الحزام .. فتصبح عبداً للغريزة ..
لا يجوز لك أن ترقى...
في كل يوم قصة قصيرة أو بعض كلمات .. يكتبها مع فنجان قهوته الصباحي .. ولم تكن بضع كلمات!
بالحقيقة يكتب ما في نفسه و لنفسه .. لأنه اختار الصمت انصياعاً !
أصبح والكتابة الصباحية على موعد .. كبديلٍ عن ثرثرة الصباح العاطفية مع زوجته وهي بالواقع ثرثرة استعطافية لاستغفار هفوات الأمس وزلاته ..
ولما...
أسعدني كثيراً وزاد في كبر رأسي اعترافها بالرضوان معي .. وكأنه نوعٌ من العرفان بالجميل .. وأيُّ جميل أقدّمه لها .. كانت صديقة قديمة وتزوّجت لرجلٍ آخر منذ سنين .. وعادت مياهنا إلى مجاريها منذ سنة تقريباً .. إثر مطالبتها ببعض المال يفكُّ ضائقتها .. مع بعض الحب من خلف حدود الزوجية كأي عاشقة تمارس...
آهٍ يا كاتيا .. ويطلبون منك الكثير
يطلبون منكِ أن تكبري وأنت أكبر منهم جميعاً
- ما هكذا تجلس المرأة !..
هكذا قلن وقالوا...
قبّحكم الله جميعاً.. كاتيا بعفويتها تجلس كيفما تريد .. وجلوسها أجمل وأشرف وأصدق من جلساتكم الكاذبة
هي إن فردت ساقيها للريح ببراءة الطفلة .. لا تعرف أنّ عيونكم...
عندما يصل إليك مكتوبي أكون قد سافرت وصرت خارج مدينتك.. وخارج مدارات أفلاكك .. وخارج تغطية شبكاتك الخليوية ..
لن تطالني يدك الطولى .. ويدك ما كانت طويلة إلا إليّ
ولسانك لا يخرج من فمك .. إلا عليّ
وأظافرك ما خرمشت .. إلا بشرتي
مكبوتٌ أنت ومكتوم .. محبوسٌ ومنطوٍ على نفسك ..ظلاميٌّ وضلالي ...
في لحظةٍ ما .. ترى كلّ شيءٍ انتقاماً منك ..كأنّك مذنبٌ في حقّ الآلهة
كلّه يجري عكس ما تريد وعلى غير ما تشتهي ..
كلّها جرعاتٌ انتقامية ..فالشمس إن أشرقت تحرق جلدك .. والمطر يفيض بزرعك ويهدم بيتك من أساسه ..والبحر الجميل غدّار .. والوردة الحمراء تدميك بشوكها .. ووراء الأكمة ما وراءها...
لا يرتكسنّ البعض للعنوان .. فالمستضعفون قساةٌ أيضاً لو أتيح لهم أن يمارسوا القسوة .. نعومتهم ولطفهم ودماثتهم ما هي إلا نواتج ضعفهم .. هذا هو سلاحهم
يعلّمونهم أن اليد التي لا يمكنك أن تعضها .. قبّلها وضَعْها على رأسك .. وادعُ ربك أن يكسرها لاحقاً فهو القوي على كل قوي .. لذلك ينكبّون على الأيادي...
لماذا تعود إليّ دماء الحيض بعد طول انقطاع ؟.. لقد نسيتُ الدورة الطمثية وفقدتُ ارتباطاتي بميعادها الشهري .. فلماذا تنزف مجدّداً أيها الرحم ..أم أنها دموع الوداع؟
ما تلك الإفرازات الموشّحة بخيوط الدم المُقلق ؟
كأنه سعالٌ رحميٌّ مدمّى ..هل سمعتم سعالَ الرحم ؟
وعطاسَه يسيل مخاطاً من قيعان جسدي...
كل ما سأقوله وجهة نظر
قد تختلف عن وجهاتكم وتوجّهاتكم (المُصيبة ) .. لكن اسمعوا قليلاً للفقير إلى الله
ملامحكم تغيّرت قبل أن أنبس ببنت شفة .. ودارت وجوهكم وشخصت أبصاركم وسُدّت مسامعكم .. لا لن أقول وجهة نظري
سأكتبها لكم كتابة رغم علمي بأنكم لن تقرؤون .. لكنّ الكتابة لها ما يشفع لها فلا أحد...
وجاؤوا يطلبون يدها فقط.. للزواج ولم يقولوا قدمها
وبحضور مأذونٍ له .. تتناكح يدا العريس وولي العروس أولاً تحت منديل .. لأنّ السّترَ مطلوبٌ في النكاح .. وتلتقي عيونهما ويتبادلان كلمات الوفاق والاتفاق.. وما غيرُ الأصابع يعرف ماجرى تحت المنديل ..
إنه نكاح اليد !
فعندما أضع يدي على يدها يسمونه...
لم أعُدْ أخجل من فتح المواقع الإباحية .. بل والجَهْر بأنني أستمتع بها .. وليقلْ لي أحدكم ماهو الجُرم الذي أرتكبه؟ .. وبحقِّ مَن ؟
ماالمشكلة في التحديق بلوحة إعلاناتٍ معلّقة في الشارع لحسناءَ تشرب القهوة ؟ .. ياسيدتي أنتِ جميلة وقهوتكِ طيبة ولذيذة بدون أن أشربها .. صوّروني معها لو سمحتم ...
في سن الخمسين يبدأ البعض بالنظر إلى النصف الثاني من العمر بطريقة انسحابية .. وكأنّ المخطط البياني للعمر وصل إلى ذروته وبدأ بالانحدار .. وقفةٌ عابرة أمام المرآة تجعلكَ تستشعرِ الفرق .. وكأنّ شيئاً ما بدأ بالانسلال من بين أصابعك .. إنه العمر الذي يزداد تفاقماً وبقاياه التي تتناقص انسحاباً..
أين...
كلما ضاقت بيَ السبل تذكّرتها ..
وكانت تستجيب لندائي .. تترك ما في يدها مهما كان وتأتيني.. كطبيب يلبّي نداء الإسعاف قبل أن يسأل عما يشتكيه المريض .. يحاول علاجه ولو كان المرض من غير اختصاصه .. لهفته تكفي ..مساندته تعطيك دعماً ..
وقد يسكّن الطبيب ألمك فقط .. بجرعة مخدّرة وذلك ما ترجوه منه في...
إصرار الأطباء على التنظير الهضمي يوحي بأمرٍ جلل ..وتمّ كل شيء على عجل ...و لابدّ أن تستكين وتستسلم وتسترخي وتغمض المُقل ..وتستعد للمفاجآت فلن يطول الأجل .
وهل هي بمعزل عن كل تلك الأمراض التي تسمع عنها ؟..
ها هو السرطان الذي سيقضم حياتها سريعاً..قف مكانك ..لا تتقدّم ..سأطلق النار ..ولا يخاف...