فتحت صندوقي الأسود لأجد فيه: بقايا من نزق طفولي أحتفظ به بعيداً عن أيام الكهولة، بعضاً من طيش مازلت أمارسه بحذر شديد خوفاً أن ينفد مخزونه لدي، طفولة أمارسها عندما أكون وحيداً: أقفز ببلاهة مثلاً في غرفة نومي، أو أرقص بعفوية ورشاقة على موسيقى باخ، أتدحرج على العشب في الصباح الباكر عندما أمارس...
وصيتي لكم:
آن يزورني الموت
أن يمسح فمي بورق الريحان
حتى تخرج روحي عَطِره.
قال لي الموت سرا:
من يموت أولاً ، يُبعث أولاً.
الموت،
ورقة تسقط عن شجرة
ولا تصل إلى الأرض أبداً .
الموت الذي يصل متأخرا
أكثر حضورا
ترى الموت
يعاني من
الأرق مثلي!
عندما كان الموت يمر سريعا
من هنا،
تعثر بحجر في طريق...
أقرأ عليك الفاتحة، فاتحة النشيد الذي غنينا، فاتحة التاريخ، وكم فزعنا عندما علمنا أن كل الطرق تؤدي الى تراث الدم، وفقه الرجم، ونهايات الزمان.
-اقرأ علي فاتحة الأشياء .اقرأ .
- ما أنا بقاريء .
وتقرأ أنت ما بدر مني اليك، وما خطر لك عند أول قبلة لحبيبتك، ذات الشعر المشدود من شعاع الى سحاب،الى قمر،...
هل أسريت لملاك الموت أن يأتي ويخطفني؟
أخي هل همست في أذني اليمني:
سأدعك وحدك تنتحر بهدوء...
لاتلوث قميصي الأزرق الجديد؟
***
هو أنت
أستثنيك من لوثة الكون
من قشرة الحياة
هي هشة
هو أثرك عندي في مغامرة البراكين تحترق
لترى كم هي رائعة
***
أخي كي تقرأني لتتلو جسدي
أو ترى البرق في عيني يلمع
في...
الى يمام
9
مطر مازال لم يغادرني... مطر في الذاكرة... مطر في الأحلام... مطر يتساقط بين الذكرى والذكرى ليجعلها تسيل من بين أصابعي... ذكرياتي تتسايل ولا أستطيع أن أمسك بها... لا أقوى على الاحتفاظ بخصوصيتها، وسريتها، وانتهاكها الآن بفعل التطهر ربما، أوبقصد الوفاء للجميل من الذكرى الجميلة التي كانت...
في اللحظة الهنيهة رفة العين، وبعد أن انغرزت في ذراعي، وقبل أن يسري في دمي سائل النوم الطويل قال الطبيب، وقد كانت أواخر كلمات
ماذا تريد أن تفعل غداً؟
غداً كما هو اليوم السماء من حجر، ومن رمال يابسة... أعشاب ضارة تنمو على شقاء العمر المتبقي.
غداً، وبعد صمت نال مني أكملت:
سأعترف أمامه وبعينين...
أخرج من عباءة نومي عارياً من الأحلام مرتدياً صهوة الصحو. أضجر من التفاصيل التي تحوطني. هي متجددة كل يوم، ولا أمل لي بألفة أشتاقها للمكان. سريري ليس هو ما تعودت أن أعانقه كل نومة لي، خزانتي لا تحوي ملابسي التي اشتريتها ذات فراغ جنسي، رائحة احتلام ما معلقة في سماء الغرفة . أنتشي بأن الشيب لم يعلق...
أيمن مارديني - عطر ماما.. قصة
فتحت صندوقي الأسود لأجد فيه: بقايا من نزق طفولي أحتفظ به بعيداً عن أيام الكهولة، بعضاً من طيش مازلت أمارسه بحذر شديد خوفاً أن ينفد مخزونه لدي، طفولة أمارسها عندما أكون وحيداً: أقفز ببلاهة مثلاً في غرفة نومي،أو أرقص بعفوية و رشاقة على موسيقى باخ، أتدحرج على...
طالما أحببت و أنا صغير أن أختبيء أسفل طاولة الكتابة في غرفة أبي، و التي أسماها مجازاً " غرفة المكتب".
هناك لعبت بغبار الشمس المتسلل من نافذة الغرفة، و قطفت منه الكثير لألوكه، و معرفة طعم الضوء. تسللت الى عوالم ألف ليلة و ليلة، و كتب أبي الفقهية، غرقت في عدم الفهم لإبن عربي، والنفري، الا أني...
كانت تمارس بي الجنس ، و لم أبلغ السابعة بعد .. كانت تتفجر أنوثة… تعانق .. تتحسسني.. تكتم فمي بلسانها اللزج الرطب ، وكنت طيعا ” غير مستباح.. غير البلوغ المبكر الذي آلمني فيما بعد.
كثيرا” ما كنت أصحو ، وجبلُ جاثمُ فوق صدري، أو غولُ يجرجرني فوق رمال من عرقِ و نار، و وجهُ محمد يتفرسني، و هو غاضبٌ...