تسير فاطمة الشيخ أمام بحر الأنفوشي، فيتوقف صانعو شباك الصيد عن العمل ليتابعوا جسدها الطويل العريض الذي يهتز مع دقات حذائها العالي فوق بلاطات الرصيف، ويخرج سالم الصعيدي من الكازينو بعد أن تبتعد الشمس عن المدخل. يضع عماله شيشته وكوب الشاي الثقيل فوق مائدة صغيرة بجواره ويبتعدون عنه،...
لا تنكر وحيدة أنها أحبت حسان فى يوم من الأيام، يوم بعيد جدا، أيام كان نحيفا كعود بوص، يسير فى حواري وأزقة " الطابية " بجلبابه الهفهاف وقامته المديدة كالنخلة. كان يعمل لدى مقاول أنفار ُيدخل ورق الدشت إلى شركة الورق، أو يَرفع العجينة المتخلفة من الصناعة، لكن بعد وقت قصير اقتنع به المقاول وجعله...
نشطت المسابقات الأدبية في الإسكندرية – خاصة بالنسبة للقصة القصيرة – فكان فتحي الأبياري يعلن عن مسابقته السنوية في القصة، فيشترك الكثير في المسابقة، يقوم الأستاذ محمود- سكرتير نقابة الصحفييين – باستلام القصص المشتركة في نقابة الصحفيين بشارع طلعت حرب، بعد دفع رسوم الإشتراك. ويحدد فتحي الأبياري...
للدعاة الإسلاميين في مصر منزلة كبيرة تصل إلى حد التقديس، ويصل ذلك التقديس عند البعض إلى درجة أن يكونوا طائعين لهم وينفذون أوامرهم مهما كانت قاسية. ويصفونهم بلقب " شيخ"، وهناك مبدأ لدى بعض الملل مفاداه: " أن تكون في يد شيخك، كالميت في يد المغسل ". ولقبْ شيخ ليس قاصرا على الديانة الإسلامية وحدها،...
كل شيء جميل في الإسكندرية، فجوها أفضل جو - ليس على مستوى مصر – وإنما على مستوى العالم كله. ولجمال جوها، فضل أصحاب شركة قناة السويس وكبار إدارتها؛ ترك مدن القناة الثلاثة – بور سعيد والسويس والإسماعيلية- وأداروا شركتهم الكبيرة من الإسكندرية.
وفي مسابقة عالمية لاختيار أجمل مدينة في العالم، كانت...
بكيت وأنا أكتب هذه القصة، وأبكي كلما قرأتها:
مصطفى نصر
كانتا تجلسان في الطرقة الطويلة الضيقة لبيت جدتي، تمدان ساقيهما وتستندان على الحائط وتغنيان: " شرشر حليمة بان ".وباقي الفتيات يجلسن مثلهن ملتصقات بالحائط، ويرددن عليهما.
لا أذكر الآن ما هي المناسبة،ربما قرب موعد زواج خالي.
تسكن فوزية فوق...
كان ذو الكفل من أغنياء بني اسرائيل، يعيش بمفرده، بين خدمه وعبيده، وبينما هو في متجره؛ جاءته امرأة جميلة راغبة في إحسان منه، فرغب فيها، وطلب أن تأتيه إلى بيته. فترددت المرأة بعض الوقت، لكنها قبلت على مضض. أخذ يصف لها الطريق إلى بيته، وهي شاردة حزينة.
جهز ذو الكفل المكان لزائرته، المساند، والأريكة...
النشأة
ولد نيقولا يوسف في مدينة دمياط عام 1904، التحق بمدرسة دمياط الابتدائية عام 1912.
عمل مدرساً بمدرسة أهلية بحي السيدة زينب بالقاهرة عام 1925، ثم بمدرسة الجمالية الأميرية، ثم بمدارس أسيوط والزقازيق والمنصورة والإسكندرية، ثم بمعهد المعلمين بالإسكندرية.
أتقن العديد من اللغات الأجنبية مما...
يذهب جوته لزيارة تلميذه وصديقه "كارل أوجست"– أمير فيمار، لقد دعاه لزيارة إمارته لعدة أيام، أخذه إلى قصره الكبير، فقابل أمه، ارتبك عندما رأي وصيفتها "شارلوت"، شد على يدها قائلا:
- أعتقد أنني رأيتك من قبل.
- لا أظن يا سيد جوته.
- لا، رأيتك، أقصد رأيت صورتك لدي صديقي "تسيمر".
- ذاكرتك قوية ـ فقد...
بعد أن تناولا طعام العشاء؛ ربت الوالي عباس ظهر ضيفه الألفي بك ودعاه إلى الجلوس في الشرفة الواسعة؛ حيث وضع الخادمان الشابان المكلفان بالخدمة في الليل؛ بعض الفاكهة والمشروبات فوق طاولة صغيرة بجوارهما.
أستطاع الألفي بك أن يكسب قلب عباس حتى صار أقرب صديق إليه، لا يرتاح إلا له، يرسل إليه من القاهرة...
قطاع غرب ووسط الدلتا الثقافي يبدأ من محافظة المنوفية حتى محافظة مطروح، ورئاسته مكانها الإسكندرية، وكانت أمانة كل المؤتمرات الأدبية تتكون – عادة - من أدباء الإسكندرية، ومعظم أعضائها من كتاب القصة والرواية. لأنهم أكثر شهرة من غيرهم، مما كان يثير الإعتراض على ذلك، خاصة من أدباء المحافظات الأخرى...
يسير تولستوي على مهل، لقد أنهكه التعب، فقد بذل مجهودا كبيرا هذه الأيام، يقرأ ويكتب كثيرا، تطارده الأيام بتتابعها، تطالبه بأن يسرع بفعل المزيد.
اقترب من بيت أندريا – طبيبه والمقرب إليه – هو من أسرة فقيرة، أحس تولستوى بمواهبه؛ استيعابه السريع للأشياء، وميله لقراءة كتب الأدب؛ فساعده، أعانه حتى...
خرجت النسوة المسنات معظمهن في سن الثمانينات والتسعينيات؛ ليتظاهرن أمام السفارات اليابانية في عدد من العواصم الأسيوية منذ يناير 1992 للمطالبة باعتذار من طوكيو، فقد تم إجبارهن على ممارسة الجنس مع الجنود اليابانيين في الحرب العالمية الثانية.
فقد قام الجيش الياباني الإمبراطوري بتجنيد نساء من...
يتحدث رفاعة رافع الطهطاوي في كتابه " تخليص الإبريز في تلخيص باريز " عن معاناة المصريين الذين رافقوا الفرنسيين العائدين لبلادهم بعد انتهاء حملة نابليون على مصر، فقد رحب الفرنسيون بهم أول الأمر ودعوهم للسفر معهم حتى لا يعاقبهم المصريون على خيانتهم واشتراكهم في الحرب ضد الأهالي، فأطعموهم في باريس،...
كان أسود الوجه وجسده قوي، طويل وعريض، وشعره أكرت، يضحك كثيرا وبصوت مرتفع يسمعه سكان الحارة وهم داخل بيوتهم، يمازح أصدقائه بصوت مرتفع، يناديهم بأسماء غاية في السخافة يخجلون منها، ويغضبون منه لأنه يناديهم بها. ويخطف الطاقية من فوق رؤوس الباعة الجائلين الذين يدخلون الحارة ويجري بها، وإذا ما جاء...