د. جورج سلوم

هذه ليلتها .. ليلة دُخلتِها .. ويقولون يدخلُ عليها .. وشرعاً يدخل بها .. إن هذا الدّخول بحدّ ذاته هو ما يُخيفها .. والإدخال يُقلقها .. بل ويؤرّقها .. أنه تداخلٌ عليها وتدخّلٌ بها .. ولذا كانت متداخلة في بعضها .. ليس كإدخال السيف في غمده فذلك إخمادٌ للحرب .. وليس كإدخاله في الخصم فذلك طعن ٌ...
الشخشخة صوت ٌ .. وأيّ صوت .. لكنه آيلٌ للزّوال ! والله لم أخترع هذا الصوت من بنات أفكاري .. جاءت به المعاجم ! هو صوتُ القرطاس إذا انقلب .. فيُقال شخشختِ الصّفحة الورقية اذا قُلِبَتْ أو خشخشت .. وهو صوت ٌعذب إذا ما قَلَبْتَ الصفحة في روايةٍ جذّابة تسعدُ بنهايتها ... وممتعٌ إذا ماتناهبْتَ...
كلما رأيتك تكتب لا أسأل عن المحتوى .. فهذا شأنك .. لكني أتساءل .. لِمَن ؟.. ولماذا ؟.. وإلامَ .. وحتّامَ .. وحتى متى ؟ لماذا تهدر وقتك في تسويد أوراقك ؟.. تعتزل الناس .. تخربش كلماتٍ تمحوها وتشطبها .. أظنك تحلم بتصفيق الجماهير .. وتهافت دور النشر .. وتلاسن النقاد في فهم وتقييم السطور وما...
- هل تعرف كم تنتظر يومياً على بابِ الفرن؟ - لم أحسب الوقت ... أصبحت عادةْ - طيّب... هل جمعتَ ولو مرّة السّاعات التي تصرفها على باب الجمعية الاستهلاكية أو ضمن طوابير الانتظار للحصول على المواد المقنّنة ؟ - مثلي مثل بقية الخلقْ. - ولو أضفتَ إلى ما سبق انتظارك على موقف الباص.. وانتظارك على باب...
مسرحي هذا .. بُني للحب فقط .. لذلك في زمن الحرب غدا مهجوراً .. فالحب والخوف لا يجتمعان .. إلا إذا كان الحب اغتصاباً. أبطال هذا المسرح كانوا عازفين مهرة مرهفي الحس.. لكنهم اليومَ مشغولون بالعزف على البنادق والمدافع .. ومقطوعات البنادق ليست مكتوبة .. هي سماعية فقط وقائمة على ردّ الفعل .. وهي...
كأنكَ تمرّ بنوبة عصبية .. أو حالة اكتئابية .. أو مأزقٍ انفعاليّ ماهذا الانحراف الذي حلّ بك ؟.. تدخل معتركاً ليس لك وملعباً ستضيع فيه ..ماذا ستفعل بين فرسان الكلمة إن امتشقوا عليك سيوفهم ؟.. حتى الآن يلعبون معك إذ لا يرونك منافساً أو ندّاً .. حافظ على ماء وجهك وابق ضيفاً بينهم .. ولا ترفع صوتك...
كانت معلّقة بين السماء والأرض على شفا جُرفٍ يقود إلى الهاوية .. فصاحت متوسّلة: -لا تفلِت يدي أرجوووووك . أجاب وكان واقفاً فوقها .. ممسكاً بيدها وقد خارت قواه : -إذا لم أفلتكِ ... سنسقط سوياً ! - دخيلك ..أتوسّل إليك .. رأسي تدور عندما أنظر إلى أسفل .. لا تتركني.. ابقَ معي قليلاً . - وأنا...
المرء بأصغريه .. قلبه ولسانه .. وهما على الخط المنصف للرجل .. وعندهما يلتقي النصفان الأيمن والأيسر للمرء.. والنصفان ليسا بحالة تعادل ولا تكافؤ .. ولا يتطابقان إلا ظاهرياً هناك نصف أقوى من نصف .. وأكثر مهارة ونصفٌ أكبر من نصف ..وأكثر جسارة فالذراع الأيمن أضخم عضلياً .. وأكثر قوة .. وأدقّ...
مهلاً .. مهلاً .. لا تقلب الصفحة.. ولا تستهجن العنوان ! ليس إسفافاً وخروجاً عن آداب الحديث .. فلا حياء في الطب .. جسدُك مبنيٌّ من أعضاءَ مزدوجة .. عينان وكليتان ونصفا الكرة المخية وغيرها .. ولكن هنالك أعضاء مفردة لا ثاني لها .. كالقلب واللسان . فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه ... وكم تغنّينا بهما...
عندما تداعى الأنطولوجيون (بعدَ عشر سنوات خلت ).. لإقامة محفلٍ أنطولوجي.. يومها اعترض البعض إذ ظنوا تداعى بمعنى تهاوى أي من السقوط في هاوية .. فقلت لهم صدقتم فأنا أقصدها تهاوى من الهوى والحب .. فهم يتداعون ويتهاوون فيقتربون من بعضهم بعضاً .. كالمحبين يقعون في الحب وقوعاً ويتساقطون سقوطاً...
أنا على ما أنا عليه .. محكومٌ ومسجونْ بإسمي وجنسي وديني .. وكلها فُرِضَتْ عليّ فرضاً.. وكان لزاماً عليّ أن أتحمّل تبِعَاتها كجريمةٍ ارتكبَها أهلي مسجونٌ أنا بعُمري الذي يلتفّ حولي كحبلٍ يزداد تعقيداً .. وكلّ عام تزداد عُراه .. كأفعى لا تلدغك وإنما تعتصركَ ولا فكاك مسجونٌ بالزمن الصّعب الذي...
هذه محاضرة طبية .. وجمهورك من طلاب الطب فقط وبعض الزملاء الأطباء .. وسيبويه اعتذر عن الحضور .. فلماذا تجهد نفسك في ضبط مخارج الكلمات؟.. عهدنا بالطبيب أن يكون جاهلاً بالعربية وهو حريص على ذلك وقد يغالط نفسه قصداً .. وكلماته مخلوطة بين العربية والإفرنجية فيكون أكثر إقناعاً .. وخطّه وجُمَله...
قصة ايروتيكة جورج سلوم - لزوم الشيء
تأتيني والعلكة في فمها .. كلزوم الشيء تضعها عندما أقترب منها وكأنها بداية للحدث.. وهكذا في كل مرة .. تبقى العلكة في فمها وتصدر صوتاً رتيباً من حنكها كعدّاد الثواني .. كمؤقّت زمني يعلِكُ الوقتَ عَلكاً .. كأنّ العلكة تبتلع الكلام الذي لن تقوله .. قد تستعملها كمعطّر للأنفاس أو قد تعطيها نوعاً من...
كنتُ غريباً .. ومغترباً .. ومستغربَ الهوى والطموح! وكانت اسبانية المولدْ .. شرقية الملامح .. ومستشرقة الهوى والجنوح! كانت نظراتي المسمّرة عليها واهتمامي بها .. كافيين لأن يلجَ سهمي إلى قلبها ... فيصيبُ منها مقتلاً. أعجبها فيّ افتتاني الأخرس (كوني لم أتقن لغتها بعد).. وحبّيَ العذريّ...
أنتَ يا مَن تُمسِكُ قلماً وتستند بريشته على ورقتك البيضاء .. ترخي عليه أثقالك حتى ليكاد يغور في النسيج الورقي .. يترك أثراً ولا يرسم خطاً .. كأنه يبحث عن موطئ قدم .. يتلفت ذات اليمين وذات الشمال مستفهماً عن الهوامش التي يُسمح لك بالتحرك ضمنها ... انتبه لنفسك .. إذ أن الشطط خارجها ممنوع ...

هذا الملف

نصوص
182
آخر تحديث
أعلى