أدب السجون والمعتقلات

حرص سجين مصري كان ينام بجواري في عام 1991 في سجن التسفيرات، على أن يأخذ ديوان شعر باللهجة المصرية مني، بعد أن تعرف على سجين مصري، اسمه "زبيبه" وأعطاني ديوانه الشعري خشية أن يضيع، لأنه سيحاكم بعد ايام مع ثلاثة من المصريين بتجارة المخدرات، قرأ لي بعض أشعاره بالعامية المصرية، وكان يحضر بيننا الشيخ...
الطريق إلى السجن قصير إذا ما قيس بالمسافات والزمن العادي لرجل الشارع ، لو لم يكن مؤدي إلى السجن فبالكاد أن يشعر به أحد ، لكن حين يقود إليه يكون طويلاً حيث تستحث جميع حواسك في محاولة لسرقة مشاهد أخيرة من الحرية ، الطريق إلى السجن في حال لم تكن معصوب العينين يعني النظر في الشوارع ، المارة ، الوجوه...
الكتابة عن التجربة الإعتقالية ليست جديدة على الساحة الفلسطينية والعربية وحتى العالمية، وممن كتبوا بهذا الخصوص: خليل بيدس صاحب كتاب”أدب السجون” الذي صدر بدايات القرن العشرين، زمن الانتداب البريطاني، وكتب الشيخ سعيد الكرمي قصائد داخل السجون العثمانية في أواخر العهد العثماني، كما كتب ابراهيم طوقان...
المعتقل عالمٌ عصيٌّ على الاختراق من دون أن تُحفّ َ الروحُ بالسواد والغياب. والكلام فخ؛ أجل كيف أكتب؟! كيف أكون راويًا يجْمع آلافَ الأصوات ويحرص على ألاّ يذيبَها في صوته؟ وكيف لي أن أرسمَ مشهدًا عامّاً داخليّاً، وأن أحتفظَ بخصوصية كلّ روح، وهي خصوصيّةٌ تتفاوت إلى حدود التناقض أحيانًا عند الشخص...
مهمةُ لارا أن تستجوب السجناء. هكذا تقرّر الأمر من الأعلى. في الواقع، كانت لارا تريد أن تدرس، علم النفس مثلاً. بدا لها الأمر لطيفاً – فيما إذا كانت الكلمة هي «لطيف» – بأن تفهم الناس. كانت قد فكرّتْ في التاريخ أيضاً. من يعرف التاريخ يفهم الناس. لكن حدث حينها شيءٌ ما. لم تعد تستطيع أن تتذكر ماذا...
يخال أن الإنسان الطيب اليوم ممقوت من الآخرين، وعليه فوق ذلك أن يدفع ثمن طيبته وبساطته ورقته وهدوئه للناس الذين يحيطون به لأن الله جبله على هذه الطباع الجميلة الوادعة المحبوبة سمعته وحريته ويحارب حتى في رزقه ويودع السجن إن تطلب الأمر ذلك!. خلع ضمير مخسوف الخدين غائر العينين بأيدي مرتجفة بجلسته...
« إنه لمما تعجز عن وصفه الكلمات كم كان ذلك الوادي مقفراً وشائكاً وعصياً على العبور». دانتي - النشيد الأول من «الجحيم» كنت أجلس على الأرض في زنزانتي في سجن الحلة ألعب الشطرنج مع زميل لي حينما سمعت الحارس ينادي على اسمي، فنهضت لأرى ما يريده مني. قال لي الحارس، مستعجلا إياي: - هيا جهز نفسك،...
مرّت مياه كثيرة تحت الجسر، أو على الأصح: مرّ مئات آلاف الرجال والنساء والأطفال عبر زنازين وسجون المحتلين الإسرائيليين منذ ظهر كتاب "أوراق سجين" وهو من تأليف الدكتور أسعد عبد الرحمن، الذي يروي فيه تجربته في السجن الإسرائيلي، إثر اعتقاله هو وعدد من رفاقه الفلسطينيين بعد هزيمة حزيران 1967 . كذلك؛...
مرأى من كتاب مرائي الصحراء المسفوحة صحراء السماوة ، سجادة مسفوحة بلا إطار ،منسوجة من الرمل ، والحصى ، والحجارة ، والزواحف ، مفروشة في خيمة الله ألتي لا يعتلي أسكفتها إلا جناح براق ، ولا تكشف أسرارها إلا أنفاسُ روح ٍ مقدسة . هناك في ألأعالي السامية ، النائية ، بؤرة ألإيحاء ، ومكمن الغيب ،...
بعد أن وقع في السجل المخصص ل"إثبات الوجود" الخاص بمن صدرت ضدهم أوامر الاحتلال بالإقامة الجبرية، ككل يوم، طلب منه ضابط الشرطة المناوب أن ينتظر خارج المكتب. فهم الأمر، إنه اليوم الأخير في فترة الإقامة الجبرية الحالية، ستة شهور انقضت، إذن هناك أمر عسكري بفترة إقامة جبرية أخرى، هناك ستة شهور أخرى...
- كتاب الحيران في أحوال أهل عمان للشيخ سعيد بن حمد الحارثي رحمه الله . الكتاب هذا يحتل فصلا من مؤلف الشيخ الحارثي “اللؤلؤ الرطب” الصادر في مسقط منتصف ثمانينات القرن الماضي ، عوقب الشيخ عليه ، فصل من عمله وتم التهديد بإدخاله السجن ثانية ، لولا عفو جلالة السلطان عنه وإعادته إلى عمله ولكن مع منع...
-1- كان وما يزال السجن مثلما كتب الدكتور محمد حور” أحد الأسلحة الفتاكة التي استثمرتها الأنظمة أسوأ استثمار ، لقمع القوى المعارضة وكسر شوكتها . ولم يكن هناك فرق أو تمييز بين حزب وآخر ، بل إن الجميع اكتوى بنار الأنظمة وسوط عذابها” هذه المؤسسة التي توصل ميشيل فوكو في دراسته : التأديب والعقاب ...
قد تمر عشر سنين أو عشرون، وربما أكثر من ذلك بكثير، قبل ان يأتي يوم تصير فيه الكتب التي ترصد حياة السجون وتجارب الاعتقال في سوريا أدب سجون حقيقياً، وتتحول من مسرح لكشف الانكسارات والهزائم واستعراض البطولة في مواجهة الطغاة، إلى كتب تُطبَّق عليها معايير الروايات والمؤلفات الأخرى. عندذاك، ويا للأسف،...
مثل فأرٍ صغيرٍ وقع في مصيدة , ظالتُ واقفاً , خائفاً , قلقاً , حائراً, متوتراً , مرتجفاً أنظر بعينين مذعورتين, إلي المدى البعيد , من نافذة صغيرة محاطة بأسلاك شائكة صدئة .. والطريق الذي تسلكه العربة يمتد , ويمتد .. ولا ينتهي .. وأنا لا أدري إلي أين ..؟!..أو أين أمضي ..؟!. أو متى ستنتهي هذه...
مضت الحياة علي النحو الذي أشرتُ إليه في العدد الماضي، وإلي جانب الندوات والمحاضرات، كانت هناك إذاعة يومية يديرها زملاء يتمتعون بصوت مخيف في قوته مثل أمير سالم، وكان هناك أحد الزملاء الذي لاتستطيع أن تفرّق بينه وبين السادات وكانت له فقرة مسائية ثابتة، فضلا عن أخبار الحبسة ومانكون قد توصلنا إليه...

هذا الملف

نصوص
411
آخر تحديث
أعلى