في جوف الليل أقفز من سريري ، يتأتي عليّ الآن أتخذ الخطوة الأولى، أن أكتب الرسالة. أخيرًا وجدت الحل لأني فهمت السر، لم تعد رجلاً بالنسبة إليّ، تحولت إلى أسطورة. الساعات القليلة التي جمعتنا ، حكاياتك وخيالي ، في كمال الأسطورة جمدتك. ولا خلاص من الجنون الذي أعيشه دون المواجهة، مواجهة الرجل لا...
وقفت الأم في النافذة بعد الظهر تستعجل عودة ابنتها من المدرسة. وانحنت بجذعها خارج النافذة لعلها من بعيد. وتلبث أن اعتدلت … القبطان. بيت رمادي قديم على متن عدة بيتين يسد. ولن تظهر سهام ومني في مرأي البصر إلا بعد اجتياز الممر الضيق، سهام تلقي برأسها إلى الخلف وشفتاها مطبقتان في إصرار ، ومني تلهث...
11 ديسمبر 1974
تلقيت مكالمة تليفونية مفاجئة من سامي اليوم. قرر كما يقرر عادةً قبل أن يسافر بعيدًا وطويلاً أنه في حاجة إلى أن يلقاني. لا أعرف أن سامي في الوطن إلاّ وهو على وشك أن يرحل بعيدًا وطويلاً. قال ربما لا يعود, كما يقول كل مرة, وأزعجني القول لأول مرة. (يقترن الشعور بالشيخوخة والخوف من...
هذه يوميات كتبتها من عشر سنوات وسقطت في أوراق منسية. تعديل هذه اليوميات لتعبر من منظوري الحالي للحياة كامرأة وككاتبة وتبينت واستالة ذلك. فكل شيء يتغير ويتبدل وخاصة في المرحلة العمرية ، ومنظور امرأة في الستين المتقدمة في الخمسين ، وإن وندرج الاثنان في مختلف الجوانب ، وواجهات النقاش.
وقررت نشر...
خريف عام 1995 وصلتني دعوة للمشاركة في حفل تكريم الأديبة المناضلة لطيفة الزّيات، ولأسباب تتعلق بوضعي العائلي اعتذرت. خريف عام 1996 وصلني خبر وفاتها. رحلت الأديبة التي التقيتها ذات يوم في المغرب لتولد من جديد في عالم ذكرياتي الذي أثرتْه بحضورها فيه.
كان ذلك أواسط الثمانينات في المغرب الذي توالت...
وقفت خلف باب الشقة التي تقيم فيها تستعجل الرحيل ورغبة قديمة تلح عليها في الإفلات من الشقة العالية تطل على النيل, ومن دائرة نفوذ زوجها الذي يرقد في السرير إلى ساعة متأخرة من النهار كعادته.
وفي انتظار مرور المضيفة صاحبة البيت الريفي في قرية سنور وزوجها الكاتب المسرحي ليصحباها إلى محطة الأتوبيس...