في مدرستنا الابتدائية ( مكتب الشيخ بِرَاهيم سابقا) كان سيدنا الشيخ شلبي رحمه الله يحرص في حصة الإنشاء أثناء تعليمنا اللغة العربية في أواسط الستينيات على أن نحفظ كثيرا مما نتعلم لنستثمره في قابل أيامنا ، وكان يصكُّ لنا جُمَلًا نحفظها لننتفع بها في صوغ موضوعات الإنشاء من مثل [ في يوم كانت شمسُه...
كان لنا بمعهد قرطاج الذي زاولت فيه دراستي الثّانويّة أستاذ في التّربية الدّينية اسمه م. النّ. درست عليه في السّنة الثّانية .كان رجلا بدينا وطويل القامة لكن تلوح عليه دائما علائم التّعب، ربّما لأنّه كان يدرّس مادّته لكلّ فصل بمعدّل ساعة واحدة في الأسبوع .ولكي يؤدّي السّاعات القانونيّة المحدّدة...
لم تكن ملابسي الجديدة شافعة للخوف الذي بداخلي التي اخفيتها بفرحة رسمت على وجهي بعفوية وبدون تصنع
كانت حالتي اشبه بحالة عروس ليلة زفافها مبتسمة الوجه ومجلجلة الهلع بداخلها
ولولا اخي الاكبر (محمد) الذي يكبرني بسنتين ومشابكة أصابع يده اليسرى بخمس اليمنى لي ومسيرنا في الشارع الذي بدأت تخطوه أقدامي...
لعلَّ من أحلى الذكريات التي تبقى في ذاكرة الإنسان، دخوله عتبة المدرسة لأول مرة في حياته أو يوم عودته إلى مقاعد الدراسة بعد قضاء عطلته الصيفية بين الراحة والضجر بحسب ظروف كلّ واحد. وهذا ينطبق على عموم الأطفال، ذكورًا وإناثًا في خطواتهم التربوية والتعليمية بدءً من الحضانة ورياض الأطفال...
هل هذا صحيح أنني أشبه الأستاذ عادل الأسطة؟ اليوم أنظر لنفسي لأراني أشبهه كثيرا، وحكايتي مع الأستاذ عادل حكاية طويلة جدًا، ليس عمرها فقط ستّ سنوات، تلك التي قضيتها في الجامعة طالبا في المرحلة الجامعية الأولى والمرحلة الجامعية الثانية في جامعة النجاح الوطنية مطلع التسعينيات من القرن المنصرم.
أعود...
ذات يوم بعد أن فرغ جدي من صلاة الظهر استلقى على سريره ، وظل والدي يلهو فى صالة المنزل ، وبغته طلع عليه أستاذ متوسط السن يلبس بدلة أنيقة وطربوش ، فسأله أين أبوك قال له : موجود .. قال له : قل له حضرة الناظر بالباب .. قام جدي متهللا عندما علم أن حضرة الناظر حضر ، قائلا يا أهلا وسهلا حضرة الناظر...
إلى من أمسكَ بيد قلبي ليخطو في طريقِ الشعرِ رفرفةً رفرفةً إلى من زرعَ الريشَ على أجنحةِ القصيدة إلى معلمي الأول الأستاذ نسيم وسوف كل عام وأنت بألف خير
Для просмотра нужно войти или зарегистрироваться
(ذكريات الصيف 2)
كنتُ في الثانية عشرة من العمر في الشّهر الثاني من العام الدراسي في ثانوية الأيوبي. وكان أستاذ اللغة العربية في الخمسينات من العمر يُعرف بإسمٍ سباعيِ الحروف: "الأستاذ اله….". كان يحرص دوما على ارتداء بذلة دكناء، ويجرّ معه محفظة جلدية متهالكة وبنظرات عابسة مستدامة. كان صوته...
تستطيع أن تصفه بمن وهب مكارم الأخلاق؛ فقد رزقها كما يرزق المرء بأبيه سيرة عطرة؛ ذلكم هو الأستاذ رياض رزق الجرواني؛ عرفته في غدوتي أو روحتي من المدرسة ألقي عليه التحية إذ كان بيتهم ومايزال عند ناصية شارع طويل يبدأ بالزراعية وينتهي بالزاوية؛ أكتشف الناس وأتعرف الأمكنة؛ فيدلني بخبرته؛ ويشجعني...
كثيرة هي الآبار التى امتاح منها الإنسان معارفه؛ تترك في الذاكرة الحنين إليها.
أنا أحد هؤلاء الذين أدركتهم يد الفنان البارع، فمايزال الحنين إلى عالم البراءة يدفعني أن أسجل صفحاته؛ رزقت القلم ومثله معه من فكرة جميلة وخاطرة تدفع بي إلى عالم الكتابة، يستبد بي الحنين إلى البئر الأولى فأتذكر وصية...
المفاجأة كانت مزدوجة, وجهها الأول أن وزارة المعارف العمومية أباحت لنا ـ نحن تلاميذ الفرقة السادسة في مدرسة بلدتنا الإلزامية ـ أن نتقدم مباشرة لامتحان الشهادة الابتدائية جنبا إلي جنب التلاميذ أبناء المياسير الذين دخلوا المدارس الابتدائية في البندر بمصروفات باهظة, حيث يدرسون فيها دراسة أرقي...
كان اسحاق ابراهيم قلادة طالبا في السنة الثانية أو ربما الثالثة في مدرسة طنطا الثانوية, في الوقت الذي صرت فيه أنا طالبا بالسنة الأولي بمعهد المعلمين العام في مدينة دمنهور في العام الثاني والخمسين بعد التسعمائة والألف. عمري آنذاك أربعة عشر عاما وعمر اسحاق دون العشرين بقليل. كنا أبناء حي...
.. في إجازة صيفية تالية كنت قد هجرت قول الشعر والزجل إلا في بعض مناسبات تقتضي المجاملة أو الانتقاد والسخرية.وبدأت أكتب ما تصورت أنه قصة رومانسية; بأسلوب مستعار حاكيت فيه أصحاب الأساليب الرصينة كالمنفلوطي وطه حسين, مع أساليب مستحدثة ذات رشاقة. وأناقة كيوسف السباعي وإحسان عبد القدوس...
إثنان من أساتذتي في معهد المعلمين العام في مدينة دمنهور كان لهما أكبر تأثير في شخصيتي وثقافتي دون بقية الأساتذة رغم اعترافي بأفضالهم جميعا, كل في مادته. ذلكما هما: الأنصاري محمد ابراهيم, وبهاء الدين الصاوي. الأول كان أستاذا للغة العربية وأدبها, والثاني كان أستاذا للرسم...