أخيرا تراءت القرية، والليل يهبط من ذروة الأفق، والقوم عائدون وراء البهائم ينوؤون بالإعياء، والخلاء المدثر بالمغيب يترامى إلى ما لا نهاية. تقدّم أبو الخير بقدمين متورّمتين نحو القرية. من شدّة الخوف تجمّد قلبه فلم يعد يخفق بالخوف، ومن شدة الألم لم يعد يشعر بالألم. ولمحه العائدون فاتسعت الأعين دهشة...
"هذا المكان يسكن في وجداني.. عندما أسير فيه أشعر بنشوة غريبة جداً، أشبه بنشوة العشاق"، هذا ما قاله نجيب محفوظ في حواره مع رجاء النقاش والذي نشره في كتابه "في حضرة نجيب محفوظ".
تذكرت هذه الكلمات وانا أتجول في القاهرة التاريخية حيث وجدت نفسي محاطا بأجواءٍ خاصة يمتزج فيها التاريخ بصخب الحاضر ...
حين يكون الأديب مصور حياة واقعي الأسلوب على نحو ما يصورها نجيب محفوظ، فلا بد أن يكون للحضيض في صور عالمه -المريض منها على الخصوص- مكان فسيح.
وأنا أعني “الحضيض” هنا بمعانيه الإنسانية كلها، وفي مقدمتها الحضيض النفسي، والحضيض الاجتماعي حيث تتراكم النفايات، بحكم الغرائز تارة، وبحكم النظام...
لا تحظى السيرة الذاتية التي كتبها نجيب محفوظ في بداية شبابه، وأطلق عليها "الأعوام"، وهو في سِنّ الثامنة عشرة عاماً بقيمة أدبية عالية، برأيي، لكن أهميتها تنبع فقط من كون كاتبها هو الحاصل، لاحقاً، على جائزة نوبل للآداب.
هذه السيرة، إن صحّ إطلاق هذا الوصف عليها، لم ينشرها محفوظ مع أنه ظلّ محتفظاً...
مرت ذكرى ميلاد الكاتب نجيب محفوظ 11 / 12 / 1911 بهدوء ، لأن موسم المونديال التهم كل المناسبات ، وقد كُتب الكثير عن رواياته وأدبه ، ولكن من ينظر إلى رواياته يجد صورة المرأة في الوضع الهادىء المستسلم التي تقبل بقرارات الرجل دون تذمر ، لم نجد المرأة الثائرة أو الرافضة .
أثناء لقائي مع الكاتب نجيب...
من المدهش فى كتابة نجيب محفوظ المعمّرة، أنها مرت بمراحل أسلوبية عديدة حتى أصبحت مثل قطعة الماس، الباهرة للأنظار، بأضوائها وبريقها الأصيل، وجمالها الفتان الكامن فى تعدد الألوان طبقًا لاختلاف فى المنظور وزاوية الرؤية، إذ على عكس ما يتصور الكثيرون من أنه قد اتبع أسلوبًا واحدًا التزم به طيلة مسيرته...
يعلم مؤلف هذا الكتاب أن الروائي الأعظم نجيب محفوظ قد صرح يوماً أنه لم يطلع على نظرية رائد التحليل النفسي سيجموند فرويد Freud والتي ضمنها كتابه تفسير الأحلام والذي ترجمه د. مصطفى صفوان وراجعه د.مصطفى زيور. لكنه – أي مؤلفنا الشاب – قد عقد العزم على ألا يلقي بالاً لما يقول المبدع عن خلفياته...
ذات يوم ..29 نوفمبر 1994
كان «أديب نوبل»، نجيب محفوظ، فى غرفته رقم 920 بالدور التاسع بمستشفى الشرطة بالعجوزة يوم 29 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1994، يواصل علاجه من أثر محاولة اغتياله الفاشلة، التى وقعت أمام منزله يوم 14 أكتوبر 1994، وإذا بالشيخ محمد الغزالى يدخل عليه زائرا، حسبما يذكر الكاتب...
ذات يوم.. 20 أكتوبر 1994
انتقل رئيس نيابة أمن الدولة العليا «شريف الحلوانى»، إلى حجرة أديب نوبل نجيب محفوظ بمستشفى الشرطة بمنطقة العجوزة بالجيزة يوم 20 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1994، للحصول على أقواله فى محاولة اغتياله الإرهابية يوم 14 أكتوبر 1994.
ووفقا لمحضر التحقيقات المنشور فى كتاب «أولاد...
ذات يوم.. 14 أكتوبر 1994
محاولة فاشلة لاغتيال نجيب محفوظ ينفذها إرهابى «نقاش» بغرس سكين فى رقبة «أديب نوبل» تنفيذا لفتاوى ضالة من «الجماعة الإسلامية الإرهابية»
كانت الساعة الخامسة مساء الجمعة، 14 أكتوبر، مثل هذا اليوم، من عام 1994، حينما كان أديب نوبل الكاتب الروائى نجيب محفوظ يستعد للذهاب إلى...
ذات يوم ..21 سبتمبر 1959
حصل نجيب محفوظ على «جائزة الدولة» عام 1957، فأقام له الكاتب إحسان عبدالقدوس حفلا فى منزله بشارع قصر العينى بالقاهرة، حضره عدد كبير من الأدباء والصحفيين على رأسهم كامل الشناوى، وفيه بدأت أول خيوط أزمة رواية «أولاد حارتنا» التى بدأت «الأهرام فى نشرها مسلسلة من «21...
كتب أمس الناقد والصحافي المصري محمد شعير، ولعل أهم كتبه هو" أعوام نجيب محفوظ . . البدايات والنهايات. يعمل شعير حاليا مديرا لتحرير جريدة أخبار الأدب، كتب على صفحته وبعنوان: "عندما بايع جيل الستينيات نجيب محفوظ":
بعد أن أصدر نجيب محفوظ «ثرثرة فوق النيل» تعرض لمضايقات أمنية عديدة، وأصدر عبد الحكيم...
عاد إلى الحارة فى أول إجازة بعد فترة غياب غير قصيرة. وهمست امرأة (ذهب يوم الكشف بجلبابه, وهاهو يعود بالبدلة الكاكى .ما أجمله فى البدلة الكاكى). و حذاؤه الأسود الضخم لم يخف على أحد و لا طربوشه الطويل . أجل نحف ولكن عوده اشتد و صلب . اكتست بشرته بسمرة غميقة من شمس الصحراء . وقال عجوز سبق تجنيده...
مضيت أهبط درجات السلم العريض نحو الطريق مخلفًا ورائي العمارة الشاهقة. اعترض سبيلي عند نهاية السلم فتى في الثلاثين من عمره، حدق في وجهي باسمًا. دهشت لغريب يستوقفني، ولكنه لم يكتف بذلك . فمد يده مصافحًا وقال:
- نحن أقارب!
ابتسمت بدوري وقلت :
- حقا؟ ..الذنب ذنب زماننا الغريب
فقال برقة:
-...
اللقاء الأول فى حديقة سان استفانو
جاءني بعض الزملاء لكى نذهب لمقابلة الأستاذ نجيب محفوظ في كازينو "بترو" بالإسكندرية. ذلك المكان الذى كان يجلس فيه - صيفاً- مع الأساتذة توفيق الحكيم وثروت أباظة والعديد من كتاب مصر المعروفين، لكننى رفضت، لأنني لا أستطيع أن أقدم نفسى لأحد على أنى كاتب قصة دون أن...