منذ أيام كنت أعد إحدى الدراسات النقدية حول مجموعة قصصية، وبعد قراءتى لأحد نصوصها الذي يتشكل وفق طابع ملحمى تاريخى، وتنهض بنيته على مجموعة من الرموز، شعرت بالظلم العميق كامرأة، هناك شىء منافٍ للطبيعة والمنطق في اللغة ومنظومة المجاز والرمز. وورد إلى ذهنى تساؤل أحسب أنه من الأهمية بمكان: هل أضرّت...
هي الأقراص التي أعطيتني إياها، الأقراص المنومة التي كادت أن تتسبب في تَركِ كُرسيّك شاغرا أعلى المنصة في الجامعة الأوربية العريقة منذ شهور. عشر دقائق فقط هي ما استطعتُ الحصول عليه من يقظة نائمة. رأيتُ أعلى أحد الأرفف المصقولة فيما يشبه حجرة معمل إناءً به بضع ثمرات صفراء لا أعرف لها صنفا محددا،...
جلستْ على ذاتِ الطاولة التي شهدتْ لقاءهما عدة مرات بريستوران أحد الفنادق، تساءلت الأعين عنه.. يتذكرونهما معا، لم تُجب، فقط حبست دمعات حييّة بعينيها.
شعرت ببرودة تسري بكتفيها وأطرافها بالرغم من اشتعال أفكارها التي تخبط بأركانها وتسيل من القلب والعقل معا، انشغلت تلملم شالها وتضم جسدها على...
كان أن خلق الله القادر المقتدر نبعَ مياه عذب، يتدفق سلسبيله من باطن الأرض كأنه الضوء الرقراق، مذاب به البَرَد والعسل. لم يُنزّل الرحمن الرحيم، الباسط الواسع أحد مخلوقاته من السماء ليحدد من له حق التمتع به واستخدامه، أو من ليس له.
منذ البدء حلقت فوقه سحابة طير تروح وتجيء، يغردون كل آن، وروى...
طاولة منخفضة بين ثلاثتهم، جاءت جلستها في المنتصف بينهما، عاشقان؟ ربما. صديقان؟ لا تعرف. حين همت تلتقط “الفيوتشيني” بشوكتها انحنت برأسها قليلا فتهدّل شعرها الذهبي، مباشرة امتدت يده بخفة بالغة نحو خصلاتها المتساقطة خشية أن تلامس الطبق، أزاحها للخلف، ثم تباطأت أصابعه لبرهة لا تُذكر..
نظرت إليه...
هل لو قرأ لاعب الكرة المتحرش، أو المخرج، أو الكاتب، أو رجل الدين، أو السياسي، أو رجل الشارع الأدب بأنواعه: الشعر والرواية والقصة والمسرحية والمقال هل سيمارس التحرش، وهل يمكن أن يكرره البعض منهم على هذا النحو الفج لو اعتادت ذائقتهم الجمال النابع من الأفكار والخيال وأساليب اللغة، لو تغلغلت في...
عبّر ماركيز عن شجونه بعد ملاحظته تناقص عدد قراء الأدب الذي لمسه في حفلات توقيع كتبه، كما اتسع أسفه عندما لاحظ زيادة نسب قراءة نساء الطبقة الوسطى للأدب عن الرجال، وكذلك انتظامهم في الدراسات الإنسانية، وتضاؤل إقبال الرجال على تلك التخصصات، وهو ما لاحظته بالفعل في مؤتمرات اللغة العربية وفنونها...
تروي صديقتي الشامية قصة عشقها لجبل، تُقسم أنها بالفعل قد أحبت جبلا، وأنها عندما كانت ترغب في تدليله كانت تناديه: جبل بن صخر بن جدار بن حجر. تقول: وقتها كان لا يفعل شيئا سوى أن يميل بجسده المدكوك ناحية اليمين، ثم ينظر إليها مليا، ربما بشخوصه إليها على هذا النحو كان يحفر عميقا ليثقب صدرها بإحدى...
كان المركب يقطع النيل من جزيرة الدهب إلى المعادى فى طريق عودتنا بعد حضور احتفال بزواج إحدى الصديقات، جلست بجوارى سيدة فى عقدها الخامس، تحدثت متمنية للعروسين أن ينعما بحياة هانئة، وأن يحظى زواجهما بفرص النجاح والاستمرار..
ومباشرة، كأنها تبرر ما قالت، انطلقت تحكى عن تجربة انفصال ابنها وزوجته التى...
عَلقتْ صورة كبيرة له في غرفتها ذات الحوائط الشفافة، يغمرها الفرح عندما تنظر إلى ملامحه الجذابة التي تأسر عينيها، في مساحة اللوحة تلك تفوح رائحة أزهار شجيرات البرتقال نفسها التي زرعتها بحديقتها، في مساحة النبض يجلس على مقعد وثير واضعا ساقا فوق الأخرى،
من قلب الصورة تتجه عيناه صوب معنى كأنه يراه...