مصطفى معروفي

لم تعد الأرض لمن يملكها الأرض لمن يفتض بكارتها يحتل براءتها و لمن يضع اللكمة تسبح في الدم فوق محياها و على حاجبها الناعم يكتب ملحمة تمتح من هولاكو شرعيتها، هذا ما قال به سِفْر المحتل و هب على رجليه يمشي في الجولان و في القدس و ما زال العالم في سابع نومةْ.
لديَّ صديقٌ أراه على كتف الجسرِ يجترُّ أيامه ويبلل واقعه بندى الذكريات، وفي جيبه غيمة هي ما عنده من نقودْ، وكان إذا حل ركب المساء يلوذ بكهف المنى ويصيح: "وداعا أيا قرية العنب المرِّ منك تعبت...وداعا إليك أنا لن أعودْ". يساوره قلق العمرِ حتى إذا صدره ضاق آوى لحصن السكوت كيَمٍّ يموج ببطن المحارْ،...
لي ناصية الغيم ولي وطن يعشق مطرا تكتب أشعار الخصب على شفتيه، فلا مأوى لي غير الذكرى تترعها إشراقات براءة طفل كان أنا وقصائد كنت أسوق قوافيها للوطن الرابض في القلب، أنا لا أستجدي الريح بهذا الريح لها رأي آخر ما دامت لا تملك كسرة خبز للفقراء ولا بوقا يحمل صوت المقهورين، فمنذ تقلدت القول تعلمت بأن...
في مجتمعنا العربي الذي تعاني فيه الديموقراطية وحقوق الإنسان البؤس والفجيعة يكون الكاتب مضطرا ومدفوعا لأن يفرض على نفسه رقابة ذاتية تهيب به وتمنعه من ولوج أبواب محرمة ،ومن النبش في مسائل وقضاياغير مسموح له بالخوض في الحديث عنها ، والجهة التي تقف وراء هذا الوضع الاستثنائي الذي يعيشه الكاتب هي...
قافلة تمضغ فاكهة الهاجرة على ثبج الأرض تـنوس وفي حوزتها عسل الغايات..... تغادر ماضيها عند حدود الذكرى البائسة تجالد قلق الوقت هوادجها غيم يتوحد في رعشته، يسقط نجما في غسق الأجفان. تطوي البيد ، على ضفتها يقعي الزمن الراكد ، يسمق شجر الأحزان، أنى اتجهت ثم سقوط أو ثم غبار أو شئ أشبه بالغثيان...
لا تحرق أوراقك ما زال لظلك أن يتمدد في ظل الآخر ما زال كلامك يبحث عن نجمته في جوف الحلكة، أنت العراف و تلك قبيلتك المهووسة بالثأر و شرب الخمر تريد لها أن تنفض عنها غفوتها، لست الأول لست الآخر كل نبي مر عليها يحسو كفر مشايخها، ها أنت الآن وحيد و تتقد الغربة فيك فتأكل من لحمك كي تنسى وجه طريقك كي...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى