مصطفى معروفي

على الـــــــنـــــــــــــــتّ ألصقَ خنفسةً**و قـــــــــــــال لهم إنني شاعرُ فــــــصــــــارت بــــــضاعته في رواج**لــــــهـــــا كـــــــلما قرئت ناصر فــــــــــــــــــــــهـــــــذا ب(لايكٍ) يحبذه**و ذاك بــــــــمــــــــــــــــدح له ناثر إلى أن رأى نفسه في القريض**هو المعدن الأنفس...
لا شك أن الكاتب سواء كان أديبا أو مفكرا يبقى في نهاية المطاف إنسانا يجوز عليه ما يجوز علي البشر من النقص و التوق المستمر إلى الكمال. إننا كثيرا ما نرى الكاتب في كتاباته يطرح قضايا و مشكلات و يضع لها حلولا أو يطلب من القارئ سواء كان معنيا أم لا بوضع تلك الحلول ، و أيضا كثيرا ما يتجلى لنا هذا...
أعتقد جازما أن ليس كل كلام موزون مقفى هو شعر حتى ولو دل على معنى، فمن أبرز خصائص الشعر التصوير الذي يلعب فيه الخيال دورا رائدا لا يخفى، كما أعتقد أن العروض لا يجعل من المرء شاعرا، فالقصيدة إن لم تتوفر على المواصفات التي تجعل من الكلام شعرا فهي تكون نظما في أحسن الأحوال ، ولا صلة لها بالشعر...
(هو الشعر شعري بما أشعر)=يجئ كما الصبح إذ يسفر و أتــرعـــــــه بالـــغـــرام لذا=(يبوح هياما ولا يضمر) (وما الشعر يا شعرإلا الذي)=به الكون ،إن صغته ،يسكر و ما أرتئي الرأي إلا الــذي=(كـتـبـت يـقـيـنا بما أظهر) (هوالشعرفي سابغات الرؤى)=ترابط في بهوه الأعصرُ دأبـــت على قـــــــرضه ولعا=(وما فيه...
أهداني الصديق الشاعر المغربي الكبير إدريس الملياني ديوانه: [ حداداً عليّ]، فكتبت في تقريظه هذه الأبيات: لم أزل أحتسي بكأس البيـان = من "حدادا عليّ"خمرَ المعانـي سفْرُ شعر ذو نبرة لا تجارى = رقـةً بالــــهـزار والـــكـروان صاغه كالياقوت هـاروت شعر = فانبرى سفْرا ساحرَ الألحان همسـاتٌ...
عندما يقرأ المرء قصيدة جميلة ويتذوقها ينبهر،إنه الانبهار الذي يأتينا حينما نكتشف شيئا جديدا ،شيئا مذهلا ورائعا،فنحن نطل على المجهول بواسطة القصيدة الجميلة، ولذا كانت بهذا المعنى بمثابة القارب السحري الذي نبحر به لاكتشاف كون يظل دائما في حاجة مستمرة إلى اكتشاف … القصيدة الجميلة تحمل معها بذرة...
عجب الغابُ من صعود الحمار = لمقام الأشخاص أهل القرار كيف أمسى هذا الغــبي وزيرا = في يديه زمام أمر الضواري لم يجــد حـــاضرٌ لهذا جوابا = وبقوا في دوامة المحتار فانبرت بومة و قالت بصوت = ناهل من منابع الأسرار: "إن خرابٌ يوما أريد بأرض = جره نحوها سلوك حمارِ".
يا سائلي عن موطني سأجيب عن = ما السر في شمم و طيب المغرس شمم الأنوف لدى المغاربة استقى = شمما تــتــــيه بـــه جبال الأطلس قوم قــــباب العــز تضرب فوقهم = و على بســاط الجود أكرمُ جُلَّس من يبغ كسْبَ النور كي يزهو به = فوجوهـهـــــم للنور أطيب مقْبَسِ ركبوا العلا و الفضل سادته همو = بارَوْا...
كم تشتــهي تصفو لـــك الأيــامُ = فتعيش لا تأسى و لست تضامُ تحيا و طرفك لا يرى إلا الرضى = و السُّخْط عنك به نأى الإحجامُ يا أيها الغافي اشتـــهيت عباءة = حـــيـــكتْ و خاطتها لك الأحلامُ هذا هـو التاريخ فاســـأله أهــلْ = قد عاش قبلــك في الهــــــناء أَنامُ عجـــبا لمن في نومه مستغرق = و...
من فمه جمع الذوق لوازم خيمته و مضى لم يعد المطبخ يسعفه إلا بالشعرية و العدس الكيميائي القسماتْ فماذا يفعل ذوق في فمه و هْو صباحا و مساء يتلقى اللكمات قد اتسع الرقع على الراقع فيه لا لحمَ و لا كعكةَ تحيي منه الأرض و هْيَ مواتْ آلى ليس يعود لصاحبه حتى ينفضّ معسكر تلك الشعرية حتى يأفل نجم العدس...
في شاشة عيني ليس هنالك غير سمادير تجوب عراء الأرض، ما يبقى ليس الوردة أو عطر الأقدام على ناصية الفرح العابر ما يبقى هو الوخز اللابث في الأعماق إذا استيقظ يوما قمر لكن لم يلق سوى الريح تحاصره، هو الوقت يغازل حبل العمر بما في عضد السكين من الحدة يقضمه يدرسه يذريه حتى آخر رمق يسكن فيه، ما الفائدة...
إن الكثيرين من كتاب ما يسمى بقصيدة النثر يريدون أن يصبحوا شعراء بين عشية وضحاها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة الشعر على الأقل، فمن خلال متابعتي لما يكتب منها لم أكد أجد ولو نصا واحدا جميلا مقنعا تتوفر فيه شروط الشعر كتبه أحد هؤلاء الكتبة النثريين. وقد كنت أستغرب من كل هذا العداء منهم للقصيدة...
لم تعد الجرائد والمجلات تطالعنا بالقصيدة/الحدث التي تشغل بال الرأي العام من قراء ونقاد على السواء. ففي وقت سابق كنا أحيانا نستيقظ على قصيدة أحدثت دويا في الوسط الأدبي ، فتتناولها الألسنة والأقلام بالحديث والتحليل والمناقشة ، وتستمر هذه المناقشة لأيام وأعوام ،وتبقى خالدة في الذاكرة نظرا للصدى...
قهوتي ما فتئتْ تضطـرم = بينما فنجانها يـبتــــسم لكأني حين أحــسو ما به = عن حشاه يتنحى ألــــم ربما البنُّ غدا كــــابوسَـه = فمتى داهــمه لا يـرحم و أنا قد جـئتُ أحميه.. لذا = هو بالبشْرِ أمامي مفعمُ و يحييني على رشفي له = ويرى أني الفتى المحترمُ *** أيها الفنجان طوبى لك...
كل نص يفترض وجود قارئ،ونحن عندما نكون أمام نص ما ،كان نصاً شعرياً أو أي نص آخر،نكون في مواجهة معه،مواجهة تتطلب منا أن نكون مسلحين بالأدوات اللازمة كي ننفذ إلى أعماقه،أوعلى الأقل نقاربه ونلامسه.ذلك أن النص يتخفى ولا يسلم نفسه بسهولة إلى القارئ،لذا فهذا الأخير بحاجة إلى قراءة ماكرة تجعله في مستوى...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى