بحر هائج في نوفمبر، ريح تقلب الكلام في فمنا
نهدك يتصلب من البكاء،
ضربات سريعة علي البيانو؛
وتضعين يدي الباردة في ظهرك
لتردين الوحشة عن الباب.
آدم بلا خطيئة والبحر،
برأس مائل كأجداده،
وقلب يضخ الدم في الطريق.
يدي عاطلة!
أحصى الخسارات بخشونة:
ساعات ميتة، والكلمات عرجاء
برد طوبة، والذبيحة تحت...
أنا مريض يا الله! كصخرة في قمة جبل فوقها وعل وحيد.
جسدي يعمل كماكينة جيدة بموديل قديم
فأصحو كدرا كعادتي القديمة
أمشي بأحذية بالية،
في شوارع قد تنتهي فجأة كذبابة دائخة
أنا مريض..
ولا يمكنني أن أجاهر به في خلائي الأبدي هذا
أنا وحيد.. أكره العالم،
وأكره الآخرين الذين كروث كلب جاف
يدي معطوبة بدم يجر...
في هذه الليلة، والبرد يتخللني كالفيروس، تمر ذكرى ميلادي الزائف، لا أعرف متى ولدت، ولا تاريخ ميلادي، الذي اختلف فيه أمي وعمتي _ عندما سألت عن تاريخ ميلادي الفعلي_ قالت أمي: ولدت في موسم حصاد الغلة، تقصد القمح. قالت عمتي: سالم ولد في الفول، أي موسم نضج الفول. مما زاد الأمر غموضا وارتباكا، لكنني...
عالم كمؤخرة الخرتيت، وجود الكائن:
الحيوان الذي جعل الصوت
إشارة لوجوده.
والضباع تبتسم لي:
ها يدي مشرعة بحجر،
وقلبي لم يزل نيئا كسمكة
أريد أن أصرخ عااااااليا
وليكن الصراخ نفيري
أنا لا أحب ولا أكره..
أريد أن تمضي الحياة؛
شريطا بلا أي رتوش زائفة
ولتكن صحراء غير مقدسة
وبحر لا يخفت
بفعل الحنين
أنا...
لست الوسيم كما تظنيني، خراب يجتاحني.
وحش يتلمظ داخلي، وأورايه بالكلام
رجل خراب
أمضي بلا أثر
ولا هدف
كقط شوارع
يلعق جراحه ويظن حياته
في أفق قريب
فتدوسه سيارة مسرعة.
أنا رجل خرب
بلا خوف أمضي
هذه كارثتي؛
أنني رجل بلا مخاوف.
أظن الحب فردوسي المفقود.
أغرس أصابعي في صدرك
لألمس قلبك.
لست وسيما...
الموسيقى ليست دليلاً
علي قداسة اللحظة
والجمال لا يبرر ما يعتري الغرفة
كل شيء علي حاله:
السرير العتيق،
المرآة المشدوهة،
والأرق.
تصعد الموسيقى
أفق النشوة وتذوي...
ما كان سيكون
نحن راقصان على الحدّ؛
فالخيانة ليست حاضرة
قَدْر ما هي محاولة للتجريب،
وتوريط القلب،
القلب الذي عانى من الإجهاد
وعواطف...
الأغنيةُ من دمٍ، لا.
وليستْ من أفولٍ،
الصّباحُ زقزقةُ تكنولوجيا،
وخرافةُ البعدِ تنمو
أو تذوى كبندولِ السّاعةِ.
أخافُ المجازَ الذي قدْ يأخذُكِ
إلى حيزٍ أبيضَ،
أو أذرعِ رجالٍ كثرٍ؛
لا تكترثين لهم؛
فأصنعُ متاهةً من الكلماتِ
وأحبسُكِ فيها،
أشاهدُكِ شبقًا،
وأنتِ تعلقينَ في شراكي؛...
في هذه البقعة المباركة من أرض الرب
الله ملكية خاصة لمن لا قلب له
ونساء منتقبات بالكذب
والطاعة العمياء لرجال غلاظ
مغرورين برجولة زائفة
تمشي في الوادي المقدس كل يوم
والأثر القديم يلمع علي الرمل
كبقايا النقود المعدنية
وطيف أجداد عابرين كالفهود
بأقدام مشققة مدماة
إلى الأرض الحمراء الضائعة
يبرق في...
1
كفانِ على الطاولةِ في الركنِ
القصيِّ
يحتضنان كوبًا باردًا،
وينتحبان في صمت.ٍ
فيما ظلان نحيلان يبتعدان..
كان دفء اليدين
يشغلُ حيزًا صغيرًا،
في الفراغِ البارد.ِ
والمطرُ الذي يَهمِي
يغسلُ الرصيف،َ
من بقايا خُطواتٍ متباعدة..
2
القصصُ القديمةُ
تنثالُ أمامَ عينيهِ بشراهةٍ
أصابتْهُ بالوساوسِ
ذلك...
لم تكن صدفة أن تزورك أمك فجأة، في هذه الليلة الطويلة.
لتقول لك: تعالي لقد أوحشتني، أنا أنتظرك،
وأعد مكانك جانبي، أبوك معي، ولم يعد غاضبا، فلا تحزن
لم تكن صدفة أن يقول لك الطبيب ضغطك مرتفع
وأن قلبك الحصان العجوز يتنظر طلقة الرحمة.
لم تكن صدفة؛ فالوجود يسير بقانونه
والألم ضريبة الماضي، "فالإثم...
تجلس في الظلام باسترخاء كأنك في كهف "غرنوي" بطل رواية العطر لزوسكيند، ولأن الظلام هو ما يكشف داخلك بحدة وحنان، الظلام الأصل الذي منه خرجت إلى ضوء العالم الصاخب وحيدا وكثيرا في وحدتك، يخرج من أصابعك، شفتيك، وعينيك أشخاص كثيرون، ينزعون خلايا جلدك ودمك، كل له سؤاله وقطعة منه يرميها علي كتفك بعنف ثم...
بينما الرصاصة تخترق صدري
كنت أضحك بوحشية
وأنت تفتشين عن رجل
تبكين في حضنه
وتشتكين لوعة الحب
والماء السري يبلل أعماقك
الرصاصة واضحة وصادقة
ولا تعرف الكذب
لها وقع رقصة مباغتة
لرجل أعمى
والحب الذي كشظايا زجاج
في العاصفة
يعيد تشكيل القصة القديمة
حيث القتل هو الأصل
والرصاصة الرشيقة
ترقص في الهواء...
ربّما عمّا قريب
أضع يدي علي صدري
فأجد تجويفا أسود
بحجم قبضة كفّ
وأنني بلا ذاكرة كذبابة دائخة
هل تفرحين بي حينها؟!
ربما استرحتِ من هواجس
تنمو ببطء
حول البيت الذي زرعنا
حوله القلق والحبّ
والرصاص العبثيّ
عما قريب
يبطئ قلبي
وتصاب عيني بالكلل
وترتاحين
من الفطريات الشرهة
التي تقتات أعصابكِ
وتحدبين علي...