أنت الآن ..
انيق كالعادة ..
بمعطف أسود وشال دافئ على عنقك..
بخطى رصينة اسمع وقعها تمشي ..
ستفتح باب سيارتك باليد اليسرى وتجلس خلف المقود ..
بعد دقائق من الصمت ستحرك المفتاح ليشتغل المحرك ..
لن تفكربي ابدا وانت على طريق الوصول الى المطعم ..
وحين تصل ..
ستختار طاولة قصية
ستكره كراسيها الثلاثة ...
عامودٌ من الإسمنت قد صُبّ في عقلي!
دون لِمَ ، ولا كيف ، ولا أين
هكذا فقط
أحسّ بالإعاقة نافدة ومهينة ، لقد انقلب كل شيء!
حين خرجت لألتقي بالآخر على الرصيف المقابل ، ومعي ما حملت من الهَبل كما يقول الناس الذين يفهمون الغابة.
كيف أفهم الغابة وقد علمني إحساسي أن أتشرب بالحياة مرُة أو حلوة!
أنا عاجزة...
مساء الخير أيها الضوء ، أنت لا تعرفني.
أنا التي كنت أمد يدي إليك ،ثم أردها دون أن ألمسك .
هل شعرت بي مرة ؟!
يدي باردة ، وأنا كنت أخاف عليك من وخزها .
على كل حال ، الآن
جئت إليك مغمضة العينين راغبة في تعريفك بي ،
أنا الوهم
واسمي مُختلَف عليه
ينادون نور فيغضب المعنى ، ينادون حواء فتنتفض امرأة...
من الجيد أن لم نحترق في رقصة مشتركة
وان كل دعوات الرقص باءت بالخيبة
لايهم فأنينا معتادان على الخيبات التي غالبا ماسرنا إليها بكل حماقاتنا
انت تعرف جيدا ،ان الرقص الذي لم نرتكبه معا ،جرح غائر في كيان كلينا
مرحبا ياسيد الغياب .
كيف حالك ؟!!
كيف تتعامل مع النقصان ؟!
اعرف أنك تحرق الكثير من...
الساعة الخامسة تماما..
عندها ..
تدس انفك في كثافة شعري وتشهق رائحة السجائر..
أتخيل ان المطر ينهمر خارجي لتقطر خصلات شعري لونها على صدرك ..
عندها أيضا ..
فكرت اول مرة بالانتحار..
ومازالت يدي اليمنى تحتفظ بالندبة الجميلة ..
وعندها أحبك واشتاقك ..
وعندها اتخلص من يوم كامل واشعر بالراحة لاني ابتعدت...
لم أر انعكاسي على المرآة ولا مرة
لذلك كرهت الوقوف أمامها دائما ..
كدمية محطمة ،كانت عيناي دائما إلى الداخل حيث المرأة التي تشبهني ..
المرأة التي عاشت في زمن سابق ، والتي أنا هي الآن
المندفعة للتعبير عن مشاعرها تجاه الأشخاص والأشياء بشكل واضح، لا يناسب هذا العالم على الإطلاق..
هذه الروح الممزقة...
بفأس إقطعي عنق خيالك الطويل
مديه جسرا لقافلة نمل ،
وبإصبعين غيري ترتيب النسق .
اجعلي النملة الأخيرة في المقدمة ،ثم اقطعي إصبعيك ذاتهما .
ولا تكتبي الشعر
كوني مسالمة
احتفظي بشفرة تحت لسانك دائما،
وحين يحاول الحركة اذبحي عصبه السفلي دون تردد .
لاتكتبي الشعر
في مكان ما من زمن قادم ، وانت تقرئين...
حين يصير لون حنجرتي برتقاليا ، ومغروس فيها خنجر
افكر في يد
يد واحدة تمسكه وتسحبه بسرعة
وانا دون صراخ سأضحك عاليا
ثم
اريد ان ابكي دون لماذا !
وانا افكر في وطن له كتف ،
وأكتم انفاسي كلها وانهمر!
وحين يتضخم الفقد في لجة حزن عملاقة،
افكر في الله
الله الذي لن يترك هذا العالم يستمر طويلا
ولن يرضى...
أسعى بجدية لأحقق الانتصار في الانفصال .
انفصال الروح
عن الجسد المتطلب القاسي وظلمه
مساحته الضيقة ..
حيث لا بحر ولا صحراء
لا أرضين ابدا
أمدها _روحي_
لاسماوات أيضا
من أنا ؟
وهل أنا شيء او مخلوق يصح السؤال عن ماهيته حقا ؟!
ثم ماذا لو خلقنا في هالات هلامية او فقاعات صابون ؟!
لاقدمين في قاع البحر
ولا...
لم أر انعكاسي على المرآة ولا مرة
لذلك كرهت الوقوف أمامها دائما ..
كدمية محطمة ،كانت عيناي دائما إلى الداخل حيث المرأة التي تشبهني ..
المرأة التي عاشت في زمن سابق ، والتي أنا هي الآن
المندفعة للتعبير عن مشاعرها تجاه الأشخاص والأشياء بشكل واضح، لا يناسب هذا العالم على الإطلاق..
هذه الروح الممزقة...
كان على الوقت ان يمهلنا قليلا ، لنحفظ اسم الغابة
قبل أن نهجرها مثل أشجار بلا جذور
كيف نبدأ الان ؟!
من نحن في هذا الخواء الشاسع ؟!
إلى أين سنعود؟
**
يهطل المطر بانتظام مدهش
وتزور اوراقنا في حلمها غابة لم تسكنها قط .
يبدو اننا نستطيع الضحك والرقص في ضوء قليل .
بعيدا عن خلافاتهم ،
التي حين...
أنا مئذنة خنقوا في حنجرتها الأذان
انا جرس كنيسة سمروا حجرا في وسطه حتى لايرن
انا عامود في مسجد لا يصلون فيه
انا كنبتة كاردينيا مختلفة بين اخوتها فوحدها لايفوح منها العطر
انا فكر واسع لا يفكر بما يحبه الآثمون
انا مرساة الم لسفينة كادت ان تغرق وانقذها الله
انا دمعة مالحة في صدر الزمان لا تذرف
انا...
ها أنا من جديد ابحث عن ذاتي!
ربما كان هذا عيباً كبيراً في دماغي ، لكن لابأس.
المرأة الخام التي وجدتها منذ سنوات ،أصبحت الآن غريبة عني، طافية على بؤبؤ عيني
خفيفة وحرة وخام مثل الاستيلين!
لقد ماتت!
يا إلهي هذا اقسى ما يمكن أن اعترف به لنفسي، أو اكتبه لأمرّ على هذه الندبة بعد مرور الوقت ،
إلى...
منذورة هذه البلاد للخراب مثل قلبي ،
الرصيف ، الطريق ، المحال ، والناس
كلٌ يلفظ أنفاسه الأخيرة وحده ،
سماؤها أيضاً عالية
واسعة
رمادية وتختنق.
ينسدل الليل مثل غطاء على وهج الغروب ، ويختفي الضوء
الضوء الذي تعبنا من البحث عنه ، والركض خلفه
مثل واحة في صحراء ،
كنا نصل إليه في كل مرة ولا نصل
نجثو،...
الفكرة مسجونة في زنزانة عقلي ،
ومفتاح الباب ليلتين ونهار من اليقظة .
أبدو قاسية وأخاف من نفسي ،
أنانية وأحمل الكثير من الشك حول الحب ، الذي رميته عارياً فما اكتسى لحماً ولا اوكسجين ،أنا فاشلة .
أشمّ رائحة أمي وأتبعها إلى تحت الأرض إلى فوق الغيم.
في لون الليل الكحلي الناعم اللئيم و الهدير في...