حواء فاعور - منذورة هذه البلاد للخراب مثل قلبي ،

منذورة هذه البلاد للخراب مثل قلبي ،
الرصيف ، الطريق ، المحال ، والناس
كلٌ يلفظ أنفاسه الأخيرة وحده ،
سماؤها أيضاً عالية
واسعة
رمادية وتختنق.
ينسدل الليل مثل غطاء على وهج الغروب ، ويختفي الضوء
الضوء الذي تعبنا من البحث عنه ، والركض خلفه
مثل واحة في صحراء ،
كنا نصل إليه في كل مرة ولا نصل
نجثو، ونبكي
ثم ننهض لنواصل الركض!
لم تبق افعى دون أن تجرب نابيها!
لم يبق جرح دون يأخذ لنفسه مستقراً في جسد أو قلب!
ولم تبق قدم دون فقاعة حارقة ومملوءة بالماء!
صار الركض مشياً
صار ترنحاً
صار زحفاً ، صار سحلاً
وقفنا تحت الشمس بنظر ثاقب ،
هناك واحة ،
هناك ضوء أو حريق!
تعبنا من النظر .
اغمضنا واستلقينا تحت الشمس
وفي القلب كلمة،
والله مازال يهمس ونحن لا نفهم!
نزلت السماء إلى الأرض تبحث معنا عن الضوء ،
عن الرصد
لا روح غضة،
ولاقلب يقظ!
و نار الغروب مشتعلة في روحي ، غطني بكَ لنجد الضوء
أو
نملأ من زلال روحينا القِرب وننام إلى الأبد!
ليكمل الجمع الركض بعد أن يشرب.
مرحى أيتها اللعنة
عيشي أيتها الظلال!
في البلاد ،
للبلاد!.


حواء فاعور



Bei Facebook anmelden

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى