سأعيش ألف مليون سنة..
سأطارد الموت في غواصة..
أقطعه إلى نصفين بسيف أخيل..
أرمي جثته لوحوش البحر..
ولتلعنه كل السمكات التي فرت
من بحيرة صدري..
ثيراني المجنحة..
جيراني النائمون في اليقظة..
ستكون لحيتي مثل ذيل طاووس
أتباهى بها أمام كائنات فضائية
إختارت أن تجاورني
وتقاتل إلى جانبي بأسلحة خارقة..
حين...
** سأجلب بركانا مريضا على ظهر فهد ..
ثمة مصح سري جوار بيتي..
تديره أشباح من العصر الوسيط..
***
في عز جنوني..
أقطع أغصاني المترامية..
أبيعها في مصبات الأنهار
لمتصوفة يعانون من الصرع..
***
مضطر
لإيواء شجرة عمياء..
تبكي أمام البيت دون
دون سند عائلي.
***
مضطر
لغسل حصاني بدموع الأرمل..
تهدئة...
تؤلمني جدا ضحكة النسر المحنط...
تمتمات الباب آخر الليل..
رائحة الغابة في أظافره الطويلة..
صورة الضرير التي تتخبط في الماء..
عيناه المرشوقتان في لحم مخيلتي..
الخفاش الذي يمضغ الظلمة بأسنانه الصدئة..
هذيان الذين لم يظهروا أبدا..
الذين يروضون ظلالنا بتنظيرات
سريالية..
يفركون أصابع الساعة الحائطية...
** العدم يقترب كثيرا من ضيعتنا
يقفز مثل كنغر في السافانا
السنة الفائتة
قتل شجرة لوز معمرة
ضربتها صاعقة من إصطبله السماوي
وبرغم موتها التراجيدي
لم تزل تأخذ هيئة صليب
سابلة جناحيها المتفحمين
كل طائر يمر بمحاذاتها
يرسم علامة الصليب في الهواء
ويمضي.
****
العدم لم يترك أحدا في البيت
ابتلع قارب...
غير معني بسيرة الهدهد..
أو لون قبعة المسيح .
أو طعم سم الشوكران في إناء القس..
أعمل حلاقا عبثيا في ماخور .
يساعدني فهد على ركل الفراغ..
فتح النار على طيور الجسد..
هو ينقر فستق الساعات الحلوة.
وأنا أشذب آباط البغايا بأسناني..
ألتقط صورا سرية لميتافيزيقا الزبائن.
أطارد قططا تنط من فم المومس..
وفي...
أمام بيتنا البدائي
الوجود الأبله العبثي
الأحدب ذو العين الزجاجية يحرسنا
من السحرة الذين يطيرون في الظهيرة
يقتلون أرانب المتناقضات بالعصي
يحرسنا من فهود المخيلة الضارية
(وعلى كتفيه خفاشان)
في البداءة
كان أبي يعامله مثل أسير حرب
يعيره جزمته الطويلة
برنسه القطبي في الشتاء
مطريته المرصعة بالنوايا...
صرت بوابا في معبد..
أقشر الكلمات مثل الفستق..
أطعم حمامة جريحة
تئن فوق كتفي تمثال..
كان بوذا يبتسم بطلاقة..
-هل أنت بوذي ?
-أنا بستاني في حديقة اللاوعي..
-أشذب شجر الهواجس..
- أغني في الليل مع ملائكة لا تطير..
**************************
Gardener
Fathi Muhadub / Tunisia
From Arabic Dr...
رائحة حمامة ميتة.
رائحة الغياب الأزرق.
رائحة دموع النافذة
وهي تتلقى طعنات متتالية
من عيون القطط..
رائحة أصابع الأم المحترقة
على الشماعة القديمة..
رائحة ضوء الشمعة وهي مجرد أشلاء ..
مادة مدهشة لصنع إلاه
على مقاس المخيلة..
رائحة شرشف اليتيم الزنخة.
اليتيم الذي فقد مفاتيح النهار
في غابة الهامش...
عائدا من جزر الفلبين
بمخطوطات مملحة..
بجرار نبيذ من صنع عروس البحر..
حطب لتدفئة أسماء القتلى..
وفواكه جافة لإغراء حصان..
صليب لتهدئة أرواح المفقودين..
هاهو يتمطى تحت سرير الأرض..
بعد أن هشم بيت صلاح فائق..
واغتال تمثالا موهوبا..
كهنة وموسيقيي جنائز..
مراكب ملآى بمهربي قصائد..
مسلما مفاتيحه...
قد تجن دفعة واحدة..
تعوي مثل فكرة سيئة عن العالم..
أو تمزق ريش دموعك في حانة..
يرتادها نائمون على أطراف هواجسهم..
أو تقفز مثل كنغر على حبل المتناقضات..
أو تدوي مثل طائرة نفاثة..
قد يعضك قبر بأسنانه البارزة..
أو يحملك متصوف على ظهره باتجاه المخيلة...
(الأمس) وعل جريح في قبضة الهندي الأحمر...
إلى الشاعر الفلسطيني القدير الدكتور يوسف حنا.
** بعد اختفاء شجرة العائلة
انتهيت بواقا في مستشفى
أدعو جميع المرضى إلى حصتهم من المورفين
لاستدراج شياه ضريرة في النوم
لزجر النسر العالق في مضيق الخلايا
أدعو نيزكا صديقا لتغيير وجهته
وأخطط لاغتيال صحن طائر
يلعب النرد في بيت الأموات
في...
مثل غيري من المحاربين
أهرب من زئير قطار يركبه فاشيون جدد ..
أقزام من كوكب متعفن..
يطلقون سهاما ..قنابل يدوية..
حماما ميتا باتجاهي..
أعدو مثل نيزك يناديه عالم آثار في ربوة..
يهاتفني رسول في معتقل..
لا تيأس ..لا تقف.. لا تصمت..
أمتط حصانا ملطخا بالدم ..
يتكلم مع ظله برموز سومرية..
يغسل متناقضاته...