- ماذا يفعل الأموات الآن؟
- يرشقون أرانب الذكريات بشواهد القبور.
- بماذا يفكرون؟
- في شرح غيوم الأبدية للغرقى
- في علة زمن اللاشيء
- في شراء سيارات ليموزين
والذهاب إلى البحر.
- الشمس متهورة جدا هذا الصيف
- الهواء خادم سقط من شرفة الجحيم
- ماذا تفعل أمك في عزلتها ؟
- تقلم أظافر النسيان...
البارحة
الخامسة مساء
رأيت حفرة عميقة في السماء
جناحا محروقا يتدلى
يكاد يلمس ذؤابة رأسي
وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا
مثل فراشة تتخبط في الهواء
الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة
الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم
عرق الله يغسل نوافذ السيارات
آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق
مثل عجلة...
البارحة
الخامسة مساء
رأيت حفرة عميقة في السماء
جناحا محروقا يتدلى
يكاد يلمس ذؤابة رأسي
وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا
مثل فراشة تتخبط في الهواء
الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة
الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم
عرق الله الذي يغسل نوافذ السيارات
آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق
مثل عجلة...
أنا لست صيادا ماهرا
ولكن كلما أقترب أكثر يتخبط نهداها في السوتيان
مثل أرنبين مذعورين
وأرى الله في عينيها
يلوح بمنديله الأبدي
هذه المدينة خليط من الطين والنار
من الملائكة والشياطين
لا تقترب أكثر
ستمطرك بصواعق من الشهوة
ويخطف بصرك برقها الثاقب
لا ينقذك السحرة
ولا يدلك المنجمون على أسرار الهاوية...
في الصيف أبني بيراميدا من النساء
وأعلن أني توت عنخ أمون
محصن بالموسيقى والخيمياء
في الصيف تبدو مخيلتي مثل عجلة مشتعلة تمر فوق رؤوس المجانين
في الصيف أذهب إلى الكنيسة
بلباس يسوع
وبجرعة زائدة من المورفين
أفرغ غيومي المتلبدة في جرن مثقوب.
في الصيف أشتم السماء كثيرا
متوعدا إياها بقطع أصابعها...
ولدت برصاصة في القلب
بخطم تمساح وعينين مذعورتين
بوجه أبشع من القرون الوسطى
وذيل معقوف كأيام الربيع العربي
مفتونا برائحة الخفافيش والأفاعي
الأماكن الخربة وأوركسترا الغيوم
برقصة الزنوج على صفيح القلب
وبينما كانت أمي تطبخ الشاي
على أثافي أعصابها
وحيدة مثل خادمة حبشية
في ماريستان
حيث تغسل الريح...
كان على الطبيب أن لا يوقظني سنة ١٩٩٤
كان عليه أن يعلن وفاتي على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
أن يقرع النواقيس ويجلب الغيوم
أن يضحك طويلا مثل غوريلا
بما أن رأسي مسطح ومليء بالذئاب النافقة
كان عليه أن يثقب رأسي شاقوليا لتقفز شياه كوابيسي الواحد تلو الآخر
يعتني جيدا بذكرياتي المريضة
يشرع النوافذ...
لماذا لم تتدخل يا إلهي؟
بسبب سناجبك المتعفنة
سقطت شجرة العائلة
سقطت فاكهة الفلاسفة في البئر
سقط اليقين في شرك الظن
ملائكتك تقلم أظافرها في البهو السماوي
غير آبهة بإيقاع الجنازة
وحاجبك الأبله مكفهر أمام بابك
أنا جائع ومريض ومشرد
مثل فهد الجبال البعيدة
يطاردني الموت
يضرب قفاي بقبضته
ويحمحم داخل...
بعد موتي
يا ميخائيل
إملأ باحة البيت بالحجارة
أو ذر بندقيتك على استعداد تام
محشوة بالدموع والخرادق
سيطرق بابكم وافد غريب
بعين جاحظة وسط جبينه
وضحكة مجلجلة
وقميص مليء برائحة القش والنميمة
سيذرف دخانا هائلا من النوستالجيا
ويبكي مثل عبد حبشي
خانته قافلة المتناقضات
حذار يا ميخا
افتح النار على...
** بعد اختفاء شجرة العائلة
انتهيت بواقا في مستشفى
أدعو جميع المرضى إلى حصتهم من المورفين
لاستدراج شياه ضريرة في النوم
لزجر النسر العالق في مضيق الخلايا
أدعو نيزكا صديقا لتغيير وجهته
وأخطط لاغتيال صحن طائر
يلعب النرد في بيت الأموات
في جعبتي رصاصة يتيمة
والموت تنين برؤوس لا تحصى
****
تنامين بعيدا...
غالبا ما أقف مسمرا
أمام شجرة السرو العملاقة
محدقا إلى الأعلى
لساعات طوال.
لم أك أبحث عن مصباح ديوجين.
أو أنتظر ملاكا طيبا يمر من هنا مصادفة
ليحمل بريدي إلى الله.
أو لعلي أرى فلاسفة الريبة
يقفزون من شباك الطائرة.
أو روحا خيرة تنتظر لحظة التناسخ.
كل هذا لا يهمني إطلاقا.
أنا متجمد هنا منذ السنة...
يوما ما
سيطردون النسيان مثل طفل ضرير.
سيحلمون بنا
نجمع النور مثل حبات الفستق
في سلالنا المثقوبة
يشرب الفلاسفة من دموعنا
ويفكرون جيدا في ميتافيزيقا حياتنا المنتهية..
الجنون الذي يتسلق قامتنا بخفي لاعب الجمباز
الذي يرافقنا إلى التهلكة بشبابة هندي أحمر
الضباب الذي يشرب الويسكي في دار الأوبرا
الضباب...