فتحي مهذب

مثل الكنغر يصعد الموت إلى قمة جبل رأسك البائس لم يدرك أن ثمة حراسا كثرا قافلة من الكلمات تفتح النار يمينا وشمالا لطرد ثعبانه من شجرة المعرفة لا يجدي نفعا أن تشحذ فأسك أيها الموت تشومسكي غابة كثيفة من الكلمات محصنة بمصابيح الفلاسفة ألق مسدسك الأشيب يمم وجهك شطر بحيرة الموتى تشومسكي لن تطاله...
أتفكر مثلي في الموت في شساعة العالم الداخلي أتفكر في مصير الروح في اغترابها الجبلي ونأمة ورقات عباد الشمس في طرد القلق الفلسفي بضحكة مريبة أتفكر مثلي في الإنتحار داخل شقة مهجورة ملآى بالأشباح والأصص المتشققة أتفكر في قيامة الأموات أتفكر في حركات النجوم والكواكب أوركسترا النوارس على ذؤابة المراكب...
أعرف جيدا أيها الزمن دبيبك تحت جلدي المغضن آثار محراثك اليدوي على أسارير وجهي إستدراجك عيني الجميلتين إلى العتمة الأبدية نهش عظامي مثل كلب البولدوغ كلماتك الساخرة على وجوه المارة ضحكتك المريبة في الباص نباحك الليلي في بستان الأرمل أيها الزومبي الذي مزق ألبوم العائلة شرد طفولتي البائسة دهس...
الذي يقتسم معنا الخبز والنبيذ والصلاة الذي يطفو في مياه المرآة متوجا بمجوهرات اللاجدوى الذي يجرح القارىء المطمئن يحرض ثيران الأسئلة في الممر الهلامي الذي يجأر بالشك في الأوتوبيس الذي تكلمه الأشجار عندما ينضج لوز العزلة يتلاشى الناس في النوم يختفي الشر داخل الجدران الذي يشع وجهه في بستان الماء...
كان أبي لا يضربنا بالكرباج عند ارتكابنا الهفوات وسقوطنا في فخ الشيطان. كان يضربنا بالكلمات ضربا مبرحا بعد شحذها وإيداعها مسامير حادة مقدودة من معدن الدلالة الجارحة. بينما أمي تقوم بتضميد بقع الكدمات الزرقاء المنتشرة على جلد الروح التي خلفتها لذعة كلماته الحارقة. كانت عيونه تتكلم بقسوة وتلدغنا...
يا رب إغفر خطايايا الموحلة والكثيرة في العتمة أفنيت أطفالا كثرا رميتهم الواحد تلو الآخر في بئر العدم أنا مجرم حرب يا رب أقتل كل يوم أشياء كثيرة فراشات يقيني الملونة الساحرة التي تراودني في منحدر قوس قزح بجعات المخيلة المتوهجة أرسم نهودا عذبة ثم أطلق عليها وابلا من صقور الغريزة أنا متوحش يا رب...
على الرغم من توفر الاختلاف في كتابات الشاعر المأخوذ بالأخيلة والفنطازيات ضمن قراءاتي الكثيرة ومتابعاتي المنتمية لمقدرات الشعراء في صناعة الميتافيزيقات فقد كانت كتابات الشاعر فتحي المهذبي تنحى وسط حالات من الانفلات من واقع يعتمد الأزمات في علاقاته مع الانسان ،كائن يجلس في الزاوية الضيقة من...
** يحملون صخورا عظيمة على ظهورهم المقوسة وفي أسفل الجبل يحولونها إلى ذهب خالص.. السحرة الذين تقفز الفهود من أعينهم. الذين يملأون سلال المخيلة بالأحجار الكريمة. يطلقون الزمن مثل كلب سلوقي وراء أرنب التفكير. **** طائرك جن صوتك متجمد مثل بوذي غاطس في سيمياء النور. طائرك يطارده عرافون نساء برؤوس...
أولى المبادرات الذاتية من خلال التنقيب الخيالي، تذهب نحو وضعية تكوين الصورة، فمساحة الخيال قادرة على إيجاد العديد من الصور الشعرية وتوظيفها كنصّ يحمل منظوره وأبعاده الفنية من خلال الأداة الرئيسية، وهي حركة المتخيل واستقلاليته وعلاقته بمساحة الخيال المتواجدة، ولكن لانتخلى عن انطباع المحسوس...
الأصدقاء الأعزاء... يسعدني مشاركتكم بهذا النص للشاعر التونسي فتحي مهذب المأخوذ بالأخيلة والفنطازيا وأحد كبار صنّاع الميتافيزيقات الذين عرفتهم وقد شرّفني بترجمته إلى اللغة الإنجليزية. في الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد ( ٥ نيسان ٢٠١٦)، بعنوان : "أمير نائم في زورق هادئ...
لما طردني الناس ذهبت إلى الكنيسة. بكيت وقلت يا رب : لا تذرني وحيدا على حافة الهاوية. صليبي على ظهري ودمي يشرشر في العتبات. لما طردني الناس ذهبت إلى الغابة حزينا. بكت شجرات الصفصاف طويلا جاءني فهد محملا بالهدايا عزاني بوم الدوق الصغير وأسلمني الهدهد خاتمه الذهبي بينما فراشة ملآى بالنور تئز في كم...
الهواء عبد حبشي . يفرقع أصابعه ويكبو أمامي. المانيكان متأثرة للغاية. دموعها مثل مكعبات الضوء. ذهبوا جميعا على أطراف هواجسهم. -كل شيء باطل وقبض الريح- صمتي إوزة نافقة على الرصيف. والنسوة يمزقن ذوائبهن. يسقطن مثل قوارب مكسورة في قاع التجربة. حججي واهية أمام بلاغة اللاشيء. ستون رصاصة في جعبتي...
لا تقتربوا كثيرا من نصوصي في الليل. إنها مسكونة بالأشباح الشريرة. بريش حمامة مكسورة الخاطر. بإيقاع الموتى في قاع الجحيم. ببنادق تنبح طوال الليل. تنادي جنودا ماتوا مشنوقين في حجرة النسيان المظلمة. بزئير شعراء ماتوا مختنقين في خرم الإبرة. لا تقتربوا كثيرا من نصوصي في العتمة. أنا ملعون ملعون...
** أيها الرب تفضل بالجلوس إنزع قبعتك الشبيهة بقبعة المهرج جزمتك الخلقة معطفك المليء بالغبار والعناكب لم يعد ثمة متسع من الجنون على الجسر أموات كثر يرشقون حياتي الضيقة بالحجارة صنعت لك كرسيا من جوهر النار والمطر لنشرب قليلا من نبيذ المتصوفة نتناول شطائر بيتزا طازجة جدا نحدق في ذوات الأشياء...
** لا أرغب في التخفي في بلكونة معتمة .. أو تحت سرير غاسلة ثياب الموتى.. هامدا مثل غريغور سامسا.. أو جزمة سركون بولس المليئة بكوابيس المسافة.. لا أرغب في رغيف ساخن من أصابع شماس يصنع توابيت في الليل لرعاة الضوء.. لا أرغب في اختلاس مفاتيح المومياء.. أو جلب غيمة جريحة من عيني قبار.. أو فتح النار...

هذا الملف

نصوص
848
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى