فتحي مهذب

مواء كتفيك تحت عتمة القميص روحك التي نضجت في المرآة.. يدك الخيرة وهي تطارد غزالة اللمس في المنحدرات الهشة صوتك المفتوح كامل أيام الأسبوع.. كباب خشبي.. للأسرى و المتشحين بغموض الكراكي.. إيقاعه الشتوي وصرير مفاصله المكرور.. وجهك المضيء كلباس الأسقف.. مليئا بقوة النسيان والتذكر.. الذي تحركه زفرتان...
تمر الذئاب بسلال الفاكهة.. أحرر الربوة وأعتقل دموع العذراء.. أقتل خفاشا بريشة أعمى.. وأجر النسيان إلى الوراء.. مثل فهد يسحب جثة النهار إلى قفص البهلوان.. نثركم خافت مثل عيون الموتى.. ويدي إوزة البلاغة.. لما قرصت الوعل طلع الليل من أظافر الأرملة.. لما مدحت القمر خانني هيكل الرب.. لما نظرت لدغتني...
سارق شواهد القبور. الترجمة للكردية: ابراهيم جانكير كل ليلة أملأ بيتي بشواهد القبور اختلسها من مقبرة مجاورة.. لأبيعها إلى نحات مهووس ينحت تماثيل مدهشة لأموات شرفاء.. لاحقا أشتري بثمنها سجائر وخمورا جيدة.. أعتلي تلة صغيرة.. أشرب أنا وحصاني الذي مزقته الحروب والعاهات نتسلى بمشية العالم...
قبل موتها بقليل قالت أمي مشيرة لي بعيني طائر مذعور: ستكون خطيرا جدا على دولة الكلمات. سيلاحقك جمهور عريض وفظيع من الخفافيش . سيحاول دهسك قطار مليء بالمومياوات. لا تنظر وراءك. ثم أغمضت عينيها مانحة جسدها هدية إلى غيلان الفقد. En guise d'Adieu, à la plus merveilleuse de créatures. Peu avant sa...
يقيم ( ج ) في شقة جميلة مؤثثة بأروع ما ابتكر من أثاث ومرتبة ترتيبا جماليا رائعا. تقع في قلب العاصمة( ت) أشتهر بتجارة الأسلحة والتهريب وتبييض الأموال.فرت زوجته العصابية النحيلة مع تاجر مخدرات ماكر كان صديقا لبعلها الذي ما فتىء يعاملها معاملة الرقيق ويمعن في ممارسة طقوس جنسية غريبة حيالها معملا...
قبل أن يصل العدم إلى العالم ويفتح النار على الحشود. كنت أحبك. قبل موت شجرة الفستق. الشجرة التي كانت تضحك كثيرا كلما حدقت في ثوبها الجميل. كنت أحبك. قبل أن يخطف الثعلب مخيلتي. قبل أن يسقط الغراب في التجربة . قبل أن يتقاتل الليل والنهار تحت شرفة قلبي. وتعوي الأضداد في الأكمة المجاورة. قبل أن تشرب...
بما أني غريب جدا في وطن مظلم أدع وجهي طوال الوقت داخل المرآة ليفترس المزيد من الضوء ويعلن ولاءه الخالص لسنوات الطفولة العذبة يمعن في التحديق في تابوت المستقبل شباك الأصدقاء السيئين حصان الشك الجامح الذي اختفي في جبال المرآة وحين تقرع نواقيس الخطر أخرجه وأضعه على جسدي كما لو أني نحات ماهر من...
إحفر في كل مكان تجد عشبة الخلود . لقد سقطت من فم الأفعى المتغطرسة لما طاردها عفريت من الجن. إنها مدفونة في مكان ما من هذا العالم. قد تكون داخل حيطان حجرتك المعتمة أو في صحن البيت. أو في أحد شوارع المدينة المحاذية لطابور الموتى. لا تيأس كما يئس قلقامش . الموت على بعد أمتار من حديقة رأسك. لم يك بد...
عند ولادتي لم أكف عن الضحك لم يكن أحد يعلم أن اللامعنى متربص بي وأصدقاء السوء.. العيارون اللصوص القتلة الخونة مصاصو الدماء.. الفقر ينهال على رأسي بجزمته القديمة كان مخيفا جدا مقززا وأحادي العين رغم ذلك كنت أضحك طويلا من حنجرتي تتساقط فراشات نافقة ومن عيني المليئتين بالقذى تتدفق دموع المتصوفة...
المطر ضرير يخبط في صحن البيت المتداعي . البيت الأشيب إلتهم طفولة (م) بفكي حيوان ضار . العتمة تفتح النار عشوائيا على الجيران . رائحة مقززة متعطنة تتطوح في أصقاع الحجرة المليئة بثعالب الهواجس. هنا كل شيء يرغب في الموت. في الهجرة الأبدية إلى أقاليم الغياب الوسيعة. مومياء مسنة تحمل ذؤابة شمعة بين...
أحيانا أتوقع أشياء مباغتة جدا - مطر من النعاس يخطف شياه رأسي يجر مخيلتي مثل جرو.. - كلاب مشوهة تتقاتل داخل قفصي الصدري.. - ناس ملثمون يهطلون من معطفي البني.. -باص مليء بالمجانين يفرقع عظام فراغنا العائلي.. - جنازة عذبة بطعم الفراولو تقلم أظافرها في المبغى.. أحيانا أتوقع أشياء غريبة ظهور الله...
يطل من شباك الحديقة ذاك العجوز صاحب النظارات السميكة والعينين الغائمتين والفم المليء بالضباب والشتيمة. صاحب الوجه المسرحي الساخر القامة الأبدية التي لا تنحني يحمل سيجارا فخما بين أصابعه ويفكر في قتل المزيد من الرهائن يفكر في سرقة أجنحة النور في طرد الشمس من غابة الشعراء إخفاء الرب في معطفه...
لا ترم هواجسك من شباك الطائرة. خشية أن يخطفها طائر العقعق. ثمة ضباب مسلح يتربص بك خارج البيت. دادائيون فروا من كلاب المجرة. يصوبون بنادقهم حول ثعلب نثرك اليومي. لا يبصرون في النهار. لا يجيدون الصلاة فوق جسر الوضوح. سيقتلون حمامتك العائلية لتصيرا واحدا منهم. استعن بالشجرة لقراءة أسرار الغد وفهم...
نشرب ونبكي على موتانا الجدد العائدين من المقابر في شكل فراشات تشربنا كلمات الوداع يشربنا أخطبوط القلق بينما الفراغ هندي أحمر يطلق الرصاص في الهواء أيتها النجمة المتوهجة لا تذهبي بعيدا بصري قيد الإنطفاء وصديقي عيناه المكعبتان مليئتان بالحيرة والقذى والعتمة تحمل فأسا حادا فوق رأسي المهوشة السكارى...
محمول على نقالة الموتى عيناه متجهتان إلى الأبدية متفحما يبدو مثل نخلة ضربتها صاعقة ومع ذلك يرمونه بالحجارة يبصقون على جبهته الساطعة بدلا منه كانت تتقطق مفاصل عظام الأشجار تنتحب الريح بحنجرة مبحوحة أمام جدران المشرحة المتشققة ماذا يقول طائر الدوري على علو منخفض؟ إرحموه إرحموه أيها القتلة رغم موته...

هذا الملف

نصوص
858
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى