فتحي مهذب - عند ولادتي العبثية.

عند ولادتي
لم أكف عن الضحك
لم يكن أحد يعلم
أن اللامعنى متربص بي
وأصدقاء السوء..
العيارون اللصوص القتلة الخونة
مصاصو الدماء..
الفقر ينهال على رأسي
بجزمته القديمة
كان مخيفا جدا
مقززا وأحادي العين
رغم ذلك كنت أضحك طويلا
من حنجرتي
تتساقط فراشات نافقة
ومن عيني المليئتين بالقذى
تتدفق دموع المتصوفة
كان سوء الحظ
يمضغ إسمي الملعون
ويرميه من النافذة
بعد سقوط شظية
واحتراق أمي بالكامل..
حتى المسيح إختفي تحت السرير
ولم يرم كلمة جميلة في الهواء
لتهدئة الخواطر
وجبر الساعات الحرجة
رغم ذلك كنت أضحك حد الجنون
يضحك الممرضون والأطباء..
عند ولادتي
دقت طبول الحرب
فر أبي المتقاعد
على جواد من القش
باتجاه مملكة الفراغ الأبدي
أطال الشتاء لحيته
حدادا على موت أخي الأحدب
برصاصة قناص
في ساحة الشهداء
صار العالم مليئا بالأشباح
الأقزام يحركون العالم
من وراء ححاب
والفقر يوزع خبزه اليومي على الفقراء
الحمقى والمنتحرون يصفقون
أمام المبغى
العميان يقطعون خشب الصلوات
بفأس اللاجدوى.
عند ولادتي
المستوطنون يطلقون الرصاص على الوراء
مرتعبين من ضحكي المدوي
كما لو أن صواريخ مجنحة
تنطلق من حنجرتي
باتجاه إسطبلاتهم
رغم ذلك دائما أضحك
كما لو أني مهرج من القرون الوسطى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى