فتحي مهذب - القتلة يضرمون النار في مخياله المضيء.

محمول على نقالة الموتى
عيناه متجهتان إلى الأبدية
متفحما يبدو مثل نخلة ضربتها صاعقة
ومع ذلك يرمونه بالحجارة
يبصقون على جبهته الساطعة
بدلا منه
كانت تتقطق مفاصل عظام الأشجار
تنتحب الريح بحنجرة مبحوحة
أمام جدران المشرحة المتشققة
ماذا يقول طائر الدوري
على علو منخفض؟
إرحموه إرحموه أيها القتلة
رغم موته الفيزيقي
وسكونه المريع
لم يزل أعداؤه يرتجفون من الخوف
قاب زفرتين من الجنون الخالص
يطلقون الشتائم ممزوجة بسم الشوكران
يقذفون الحجارة باتجاه قميصه المتلامع
ودمه الذهبي المضيء
هذه الحفر القذرة
مليئة بالعميان والمجانين
بالغيوم والتجاعيد
هذه الأماكن المقززة
الخالية من ضوء الينابيع
المليئة بالأشباح والطحالب
لم يصدقوا موته الفيزيقي
ظلوا يرمونه بالحجارة
حتى في مناماتهم
يغلقون مخيالهم في الليل
لئلا يعبر من هناك
مثل حزمة من الضوء
لئلا يخطف أبصارهم
ويمضي إلى لامكان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى