يا رب
إغفر خطايايا الموحلة والكثيرة
في العتمة أفنيت أطفالا كثرا
رميتهم الواحد تلو الآخر
في بئر العدم
أنا مجرم حرب يا رب
أقتل كل يوم أشياء كثيرة
فراشات يقيني الملونة
الساحرة التي تراودني في منحدر قوس قزح
بجعات المخيلة المتوهجة
أرسم نهودا عذبة
ثم أطلق عليها وابلا من صقور الغريزة
أنا متوحش يا رب...
على الرغم من توفر الاختلاف في كتابات الشاعر المأخوذ بالأخيلة والفنطازيات ضمن قراءاتي الكثيرة ومتابعاتي المنتمية لمقدرات الشعراء في صناعة الميتافيزيقات
فقد كانت كتابات الشاعر فتحي المهذبي تنحى وسط حالات من الانفلات من واقع يعتمد الأزمات في علاقاته مع الانسان ،كائن يجلس في الزاوية الضيقة من...
** يحملون صخورا عظيمة
على ظهورهم المقوسة
وفي أسفل الجبل
يحولونها إلى ذهب خالص..
السحرة الذين تقفز الفهود من أعينهم.
الذين يملأون سلال المخيلة
بالأحجار الكريمة.
يطلقون الزمن مثل كلب سلوقي وراء أرنب التفكير.
****
طائرك جن
صوتك متجمد مثل بوذي غاطس في سيمياء النور.
طائرك يطارده عرافون
نساء برؤوس...
أولى المبادرات الذاتية من خلال التنقيب الخيالي، تذهب نحو وضعية تكوين الصورة، فمساحة الخيال قادرة على إيجاد العديد من الصور الشعرية وتوظيفها كنصّ يحمل منظوره وأبعاده الفنية من خلال الأداة الرئيسية، وهي حركة المتخيل واستقلاليته وعلاقته بمساحة الخيال المتواجدة، ولكن لانتخلى عن انطباع المحسوس...
الأصدقاء الأعزاء...
يسعدني مشاركتكم بهذا النص للشاعر التونسي فتحي مهذب المأخوذ بالأخيلة والفنطازيا وأحد كبار صنّاع الميتافيزيقات الذين عرفتهم وقد شرّفني بترجمته إلى اللغة الإنجليزية.
في الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد
( ٥ نيسان ٢٠١٦)، بعنوان : "أمير نائم في زورق هادئ...
لما طردني الناس ذهبت إلى الكنيسة.
بكيت وقلت يا رب :
لا تذرني وحيدا على حافة الهاوية.
صليبي على ظهري
ودمي يشرشر في العتبات.
لما طردني الناس
ذهبت إلى الغابة حزينا.
بكت شجرات الصفصاف طويلا
جاءني فهد محملا بالهدايا
عزاني بوم الدوق الصغير
وأسلمني الهدهد خاتمه الذهبي
بينما فراشة ملآى بالنور
تئز في كم...
الهواء عبد حبشي .
يفرقع أصابعه ويكبو أمامي.
المانيكان متأثرة للغاية.
دموعها مثل مكعبات الضوء.
ذهبوا جميعا على أطراف هواجسهم.
-كل شيء باطل وقبض الريح-
صمتي إوزة نافقة على الرصيف.
والنسوة يمزقن ذوائبهن.
يسقطن مثل قوارب مكسورة
في قاع التجربة.
حججي واهية أمام بلاغة اللاشيء.
ستون رصاصة في جعبتي...
لا تقتربوا كثيرا من نصوصي في الليل.
إنها مسكونة بالأشباح الشريرة.
بريش حمامة مكسورة الخاطر.
بإيقاع الموتى في قاع الجحيم.
ببنادق تنبح طوال الليل.
تنادي جنودا ماتوا مشنوقين
في حجرة النسيان المظلمة.
بزئير شعراء ماتوا مختنقين في خرم الإبرة.
لا تقتربوا كثيرا من نصوصي في العتمة.
أنا ملعون ملعون...
** لا أرغب في التخفي
في بلكونة معتمة ..
أو تحت سرير غاسلة ثياب الموتى..
هامدا مثل غريغور سامسا..
أو جزمة سركون بولس
المليئة بكوابيس المسافة..
لا أرغب في رغيف ساخن
من أصابع شماس
يصنع توابيت في الليل
لرعاة الضوء..
لا أرغب في اختلاس مفاتيح المومياء..
أو جلب غيمة جريحة من عيني قبار..
أو فتح النار...
مرة أخرى
سيعود الربيع
ليس هرماً مثلي.
نص ذهني أحادي المشهد إتشيبوتسوجيتاته ولد هذا المشهد العميق في بؤرة الحياة المظلمة بكل قساوتها، رغم أن الحياة بريئة من كل ذلك، فمن خلال السطر الأول /مرة أخرى/
يوحي الكاتب إلى إمكانية ورود الاحتمالات العديدة التي صادفته في الماضي، ولكنه لم يفقد الأمل من أن...
لا أحب الزمن الذي يأكل كتفي في الغابة المظلمة
بينما زهرات حواسي تتهدل شيئا فشيا
بينما مزرعة القطن تحتل أقطار رأسي
لا أحب الموت قبل المائة ونيف
الموت الذي يلتهم جيراني بدم بارد
الموت الذي يتسلق شجر الكاليبتوس
ويحاضر في المبغى
يستمني في الطرق السيارة
يبكي في الأماكن الخالية
مثل عبد حبشي
وله...
لا أحب الزمن الذي يأكل كتفي في الغابة المظلمة
بينما زهرات حواسي تتهدل شيئا فشيا
بينما مزرعة القطن تحتل أقطار رأسي
لا أحب الموت قبل المائة ونيف
الموت الذي يلتهم جيراني بدم بارد
الموت الذي يتسلق شجر الكاليبتوس
ويحاضر في المبغى
يستمني في الطرق السيارة
يبكي في الأماكن الخالية
مثل عبد حبشي
وله...
من المطر
يصنع الأزرار
ومن النيازك العكاكيز
والجبة والكوفية
من خيوط القمر.
الفراشة تسرق الفضة من الحقول
والأقحوان ملطخ بالدم
موحش مسرح الجريمة
الهواء يخشخش على أعمدة التليغراف
الحمامة تجر الهواجس
النهار العذب يؤكل بملعقة الراعي
النور يفكر في الشيخوخة
طرد المعزين من الألبوم العدمي.
أوقعنا الينابيع...