فتحي مهذب - لا أحب الزمن الذي يأكل كتفي في الغابة المظلمة...

لا أحب الزمن الذي يأكل كتفي في الغابة المظلمة
بينما زهرات حواسي تتهدل شيئا فشيا
بينما مزرعة القطن تحتل أقطار رأسي
لا أحب الموت قبل المائة ونيف
الموت الذي يلتهم جيراني بدم بارد
الموت الذي يتسلق شجر الكاليبتوس
ويحاضر في المبغى
يستمني في الطرق السيارة
يبكي في الأماكن الخالية
مثل عبد حبشي
وله أصدقاء حميمون في الحانات
لا أحب فلاسفة الريبة
وهم يحملون المصابيح ويسقطون في البئر الواحد تلو الآخر
أحب الطائر الحزين
الذي يحفر له عشا في قلبي,
الموسيقيين الذين الذين قتلوا بضربة فأس
أحب سلمى
سلمى التي تطير مع الفراشات والكلمات
سلمى التي تخفي كنز طفولتي
في عينيها المدهشتين
سلمى التي تطارد وجهي بضحكة مجلجلة
صوتها الذي يشبه يدين مرفوعتين إلى الأعلى
التحديق في نهديها الثرثارين
أحب اللاشيء في ثوبه الجديد
الشك الذي يتحول إلى حمامة بيضاء
بعد عاصفة من التنظير العبثي
أحب اللعب في ساحة الكنيسة
الضحك مع الأشباح
تعميد متناقضاتي بالموسيقى
أحب دموع قوس قزح
والعرق المتصبب من الأرجوحة
أحب الرعاة آخر المساء
وهم يجرون قطيعا هائلا من الذكريات
يحرسها كلب البلدوغ
أحب شجرة الفستق الأسيانة
ما خلفه جاري المنتحر
تحت جذعها من نجوم وذهب
أحب قبره القائم على طراز سلجوقي
أحب شطائر الهمبرقر
بحيرة صغيرة من النبيذ
قتل نهد متوحش بمسدس كاتم للصوت
ادعاء النبوءة في مقبرة مهجورة
قراءة شواهد القبور
إفراغ مثانتي في صندوق الموتى
إستدراج اللامعقول إلى الهلاك
طرد الندم من قبعة القس
أحب فهد القلق الأشقر
وهو يجوب مرتفعات رأسي
صراخ النسوة تحت كلكلي المتعفن
الكلمات المليئة باللصوص والذئاب
الكلمات ذات المؤخرات المكتنزة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى