سناء الداوود

أظنُّ أنني استهلكت الكثير منّي.. من داخلي.. في عجينة حُبك.. حتى أنها خلّفت فجوة عميقة . كل أحواض الورود التي زرعتها ثم وضعتها فيها، لم تكف لترميم أطراف جدران القلب المتهالكة.. فجوة كانت على مقاسك أنت فقط.. أنت وحدك.. وهذا وحده نوع من الجريمة بحق هذا القلب. الآن.. و في زمن الجبهات المشتعلة للرمق...
طقس عبادة سريّ كان حُبك.. حينما أسرق صحناً وأملأه طعاماً و أمي تفتقد الصحن! يحمله لكَ قلبي سراً ثم تهزأ منه لحماسته... حينما أعثر على قطعة قماش مزركشة من تنورة أمك.. مخبأة في حقيبتي لسنوات.. وتنسى أنت ذاك الأمر . حينما أجلس لساعات الليل أرسم وجهك... ثم أرسم وجهي. و أرسله لك على ورقة بقلم رصاص...
جربتُ أن ألونها صورتَك الباهتة منك. إلا عينيك.. أصبحتا بلون سماء شتوية جربت لمسها،ثم أفتش عن الأزاهير هنا ..هناك.. صورتك القاحلة مني.. و يديّ المثخنتان بالخوف من بُعدك .. من قُربك الجارح من الجفاء في كلماتك الضامرة.. من صوتِك المُثخن بالكبت حتى من صمتك المحيّر ومن احتمالات التفسير!! أرأيت ؟؟...
الشعبُ المتخم باللؤم ترياقه الجحود الجهل ؛ طفله المدلل ! يترفّع عن الرحمة. حتى بكلمةٍ مجانية.. و هل ندفع ثمن كلماتنا..؟! ربما لأنها مجانية.. نذبح و ربما ندواي قلوب.. نرفع شراً.. أو ندوس طيبة ! واقعٌ.. مغلف بخيوط ذهبية وفضية من الرّياء.. كلٌ نَحَتَ عناوينَ حياته؛ طبقاً لوصفات الحروب.. في الشارع...
باتت كلُّ أمنياتي الصباحية و كل مناجاتي لخالقي ليلاً.. مع كل هلال ٍ جديد و مع كل غروب..... أن ألبس ابنتي ثوباً مزكرشاً بزهور ربيعية! و أشتري لإبني ناياً،علّه يتعلّم التحليق كلّما عزف جملة موسيقية. تركتُ الأحلام المخملية والموائد العامرة.. لناسِها.. فالناسُ منازلٌ.. و المحبةُ منازل.. حتى منزلتي...
ليتكَ تأتي.. كنتُ سأحبكَ بجرأة الموت.. بعدما أغلقتُ معظم الطرق الفرعية.. بالشمع الأحمر. باتَ طريق القلب جلياً.. ليتك تأتي مخضباً بي، كابتسامتي اليتيمة حينما تطلُّ وارف الحزن ، على عيني. ليتك تجرب اكتشاف الجيل الرابع للحب.. وتحاول تعلم لغته الجديدة.. لأشرح لك كل نغمة حرف منفرد.. و أغني لك كل...
بين أول و آخر القبل.. تعاظمت أساطير؛ ثم انهارت. كان القلب فيها متسولاً يجوب الدروب ... يفتش عن أعشاب برية على جوانب الطرقات نبتت من ضحكات غارقة بالحب. و ربما من أمنيات معلقة في الهواء. و كلما رأى صباراً تراءى له مرج من القرنفل. فجمع منع غمراً ثم وزعه على الأصابع المهجورة. بين أوّل لمسة يد؛ و...
أخي الصغير يُلبسُ بيتنا القديم حلةً جديدة .. فرِحا" يتباهى.. و أنا ، ألمحُ دموعاً تتساقط من خلفِ (سيراميك )الجدرانِ حيث ُ أنفاسنا المختبئة و قبلاتنا المسروقة من خلف الباب .. كانتْ تجولُ في هواء الدّار ك أرواحٍ هائمة فوق ترابِ أجسادها المزدحمة بالتعب. أصوات طفولة تتراكض و يدٍ صغيرة تطال مسمار...
شارد الذهن قلبي يناجي أرواح من رحلوا.. عيناي تائهتان في صحارى الأيام لا تستقران بنظرة على رمالها كلما تشبثتا بأصابع الرمال تغوصان نحو متاهات عميقة .. الأصوات الممزقة على أشواك أيامي يصرخ شوقها بملئ فمه.. يتجاذبني بكل الاتجاهات.. وأعاود الغوص بين الرمال.. فتستسلم العيون لزوابع البعد و سراب...
الفراغ.. يخلق حلماً ،أنت فيه ثراء كامل الحب ضمة بفرح ربيع نيسان.. ونصف لوحة مكللة بالخجل.. النصف الآخر واقع يردد : الجبان. الفراغ.. يعيد الحياة ل سجان طفيلي يقتات من فرح الحياة صوت العصافير ينبئ بوليمة عناق وزقزقة.. الأنفاس المتقطعة كانت تصبو لصوت عائلة لكن الأهل غائبون بين المدى و الولائم ...
أهوى التحليق يا أبي لا تُثبّت يديَّ بمسامير فكيف و أنا منك.َ.؟؟؟ أنتَ الذي منحت جسدكَ للرياح يوما" لك كُلّي .. فأترك لي الأصابع لأحيا بلمسةٍ .. و دع عينيَّ تلوحان للأثير.. علَّني أحظى بوميض ابتسامة. صدقني يا أبي.. أنا تِبْتُ عن دين الهوى، و تبتُ عن دين الحياة. إنّه ذنبُ الرياح.. كلما ولدت نسمة...
أحبُّ وجهَكَ في الظل.. لا لا لستَ نورا" و لستَ أبيض البشرة.. إنكَ أرضٌ ونهرٌ جارٍ أنت تعويذة ُحبٍّ و أنا ..أتلوى مع حروفك لهفةً.. نعم إنك سرٌّ قديم.. كان ينقرُ الترابَ في أحلامي حتى بانت له سماء قلبي فابتسم لي و نهضت أولى وريقاته. وجهي يسكن وجهَكَ في الظل بيننا شامة مشتركة ترسل ميراثنا...
من يوقف العناق؟ ك قلب سنونوة فتية تحليقها انعتاق. كنت قد خبأت قلبي الباكي بين يدي غطيت له وجهه حينما ودع وجهك الباسم كان الجمع ينادي : لا عناق ..لا عناق. و صوتي ينادي :ابق ل دقيقة .. بعد أعوام... عاد حنيني ؛ ك سنونوة مهاجرة يقودها قلبها لبلاد الدفء.. أبحث عنك عن ابتسامة نيرة و عن فكر مضيء...
أسائل القلب عنك.. يعاود طمس اليقين بالشك أنت صباحي ؟؟ أو أنك مجرد ضوء عبر عتمتي مصادفة؟؟ أنت بسمتي؟؟ أو أنك سند آني لأيامي المستبدة؟؟ فلتصمت تلك الأسئلة..!! ما أدركه الآن؛ أنني أشتاق لقربك. أسائل كتفي عن التعب و أسند ظهري إلى العدم تتقطع أنفاسي؛ و الشمس تعمي بصري غيابك أطفأ مهجة الروح إلا...
سمراء من لجين التراب خدها.. ومن هضاب الأرض عيناها في شعرها الغجري خبأت أنفاس عشق و هدهدت للفجر على صدرها أبى نهدها أن يكبر متشبثا" بطفولة غير مكتملة النمو كان يحسب النبضات كلما نهض و علا مقيدة كانت بصوت رجل سيج عينيه بأصنام القبيلة.. قلب تقاسم رغيف الدفء مع أذرع أخوة ك جذع زيتونة في بلادنا...

هذا الملف

نصوص
57
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى