كمال أبو النور

الشوارعُ ضيقةٌ ومتسعةٌ جدًا المائدةُ فارغةٌ ومزدحمةٌ بالطعامِ الضَّحِكَاتُ لاملامحَ لها المنازلُ مُصَابةٌ بالتَّوَحُّدِ وضجيجُ الأطفالِ أرواحٌ شريرةٌ تسندُ الجدرانَ من السقوطِ نجتهدُ كثيرًا كي نعودَ إلى الخلفِ نعودَ إلى عالمٍ من القرودِ يعيشُ في مستعمراتٍ كمرضى الجُذَامِ إلى أينَ تتجهُ...
لم أطلب منكَ يوما نزعَ شجرةِ الشوكِ، التي غرستَها في حلقي حينما يتسلّلُ الليلُ، أجمعُ الأكسجينَ، وأدسُّهُ في فمَِك، وأقشِّرُ جسدي بالعسل، وأمزِّقُ ثيابي كما تريدُ؛ ليعملَ موتورُكَ التالفُ بكفاءةٍ، تناولْ طعامَكَ ياحبيبي كيفما تشاءُ، لكن من فضلِكَ لاتدر ظهرَكَ لي بعدَ كلِّ وجبةٍ واستيقظ قليلا؛...
ماذا نفعلُ حينما نرى امرأةً جميلةً؟ نتظاهرُ بأننا عميانُ وننظر في اتجاهٍ معاكسٍ! كأننا نلمحُ شبحا! مع أن قلوبَنا قد فرَّت من أماكنِها وتحولَت إلى تِلسكُوبَ يراقِبُ كلصٍّ حبةَ عرقٍ تتدحرجُ من أسفلِ الرقبةِ إلى ممرِّ ضيقٍ بين قمرينِ أو شامةً أعلى النهدِ تُقَدَّمُ كقربانٍ لاينتهي من أجلِ أن يظلَّ...
اتركِ الوردةَ لا تقطفها؛ دعها تموتُ ببطءٍ أنا الأخرى أموتُ ببطءٍ، أرغبُ أن تشمَّ رائحتي عن بعد ستظلُّ المسافةُ بيننا كفيلةً لإنبات العشبِ أطولَ فترةٍ ممكنة كيف لي أن أكونَ عرجاءَ، وأنا ألبي استغاثة ثورٍ مجروحٍ، بقلبٍ أسرعِ من الصوت لا تقلْ لي يادميمةُ؛ أنتَ أكثرُ قبحا مني العصافيرُ تخشى أن...
السيارةُ المجنونةُ تستبدل لونَها في اليوم الواحد عشرات المرات، إنها لاتمل من مطاردتي، أحيانا تبتسم في وجهي كصديقة عابرة، وأحيانا تقبِّلني بعنف كما لم تقبل أحدا من قبل، وتفتح أبوابَها؛ لأقودَها كيفما أشاء، ثم تركلُني خارجَها، وهي تجري بأقصى سرعة، كأنها تريدُ اغتيالي، تقول: آسفةٌ ياحبيبي على...
تتجاوز قصيدة النثر المحددات والأطر المتاحة والمعدة سلفا، كما تواجه مؤسسية النوع الأدبي بهيمنته وسلطويته وتتيح التعدد واقتراحات الكتابة التي تبدو لا نهائية، وعلى الرغم من حالة السيولة الناتجة عما سبق، والتي تمثل برغم إشكالياتها المتعددة حالة إيجابية؛ وتؤكد على انتشار النص الذي كان إلى عهد قريب...
سأرسل إليك ملايين القبلات عبر التردد الذي اكتشفناه لشفتينا أما قلبي سأضعه على ظهر فراشة فاستقبليه كوشوشة بأناملك القطنية وادخلي به إلى غرفة العمليات التي شيدناها من رحيق أنغاسنا الخجولة هل تتذكرين قلبي عندما كان يتحول إلى " بلياتشو “ يقوم بحركات بهلوانية من أجل وردتين تتفتحان...
الأمراضُ في طريقِها للثأر؛ لاتعجبُها ألعابُ الحروبِ، تجرِّبَ معنا طُرُقا للموتِ بصمتٍ؛ نحن نزعجُها بدوي المدافعِ والقنابلِ؛ ولذلك تتوغَّلُ في الماء؛ لاتعجبُها عيونُ الأسماكِ الخضراءِ تقولُ: لماذا لاتكونُ عيونُ الأسماكِ سوداءَ كالليلِ؛ يجبُ أن يكونَ العالمُ مظلما وأعمى، لا أخلعُ ملابسي إلا...
اللهُ لم يكن غائبًا إنني غائبٌ تحتَ الترابِ ومازلتُ مختبئا تحت جلدِ قنفذٍ أنتظرُ الربيعَ لأتخلص من الثعابينِ التي تطاردني أحتاجُ فقط أن أكونَ مغامرا هذا قلبي لا أعرفُهُ يعرفُه بائعُ الروبابيكيا وهذا قلبُكِ مرتبكٌ وتعيسٌ لم يجرب القفزَ ولم يتلذذ يوما برصَاصَةٍ طائشةٍ لم يرقص لحظةً مع الموتِ...
اللهُ لم يكن غائبًا كنتُ غائبًا تحتَ الترابِ ومازلتُ مختبئا تحت جلدِ قنفذٍ أنتظرُ الربيعَ للقضاءِ على الثعابين أحتاجُ فقط أن أكونَ مغامرا هذا قلبي لا أعرفُهُ يعرفُه بائعُ الروبابيكيا وهذا قلبُكِ مرتبكٌ وتعيسٌ لم يجرب القفزَ ولم يتلذذ يوما برصَاصَةٍ طائشةٍ لم يرقص لحظةً مع الموتِ الساحرِ كانَ...
السنواتُ تسقطُ كقطراتِ ماءٍ من صنبورٍ تالفٍ لم أختر طريقي الصدفةُ وحدَها كانت دليلي الأعمى سئمتُ من ملابسي وطعامي وحجرتي وهُويَّتي ورقمي القومي أنا خائفٌ من كل شيءٍ خائفٌ من اسمي وتاريخِ ميلادي وذكرياتي وأصدقائي لاأعرفُ من أيِّ اتجاهٍ تأتي اللطماتُ المتواليةُ الخساراتُ لاتستريحُ ولاتغمضُ عينيها...
وماذا يفعلُ الجائعُ؟ تحترقُ أعضاؤه في الليل ولا أحدَ يطفئُ هذا الحريقَ الخريفُ مازالَ بعيدًا فلا تكوني بخيلةً ولاتحبسي العسلَ الذي يتسرَّبُ من بين ساقيكِ ذلك العسلُ جنةُ الشيطانِ على الأرضِ وابتسامةُ اللهِ للكائنات ** لاأحدَ ينتبهُ لرائحةِ ألمي للدماءِ السائلةِ من جدرانِ غرفتي لصراخِ الشجرةِ...
اسمعي أيتها الحياةُ قضيتُ عمري أعملُ عندَكِ أجيرا كنتُ مدينا لكِ بضريبةٍ حانَ دورُكِ لتفكي هذا الحبلَ الغليظَ حولَ عنقي وتعملي أجيرةً عندي ستقفين كحارسِ مرمى أسدِّدُ الأهدافَ في شباكِكِ دونَ أن تحركي يدًا واحدةً أريدُ أن ترقصي لي طَوالَ الليلِ حينما أمارسُ الخطيئةَ مع نَجمَة لقيطةٍ أنتِ مَن...

هذا الملف

نصوص
28
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى