كمال أبو النور - طوفانٌ مصابٌ بالجفاف.. شعر

اللهُ لم يكن غائبًا
كنتُ غائبًا تحتَ الترابِ
ومازلتُ مختبئا تحت جلدِ قنفذٍ
أنتظرُ الربيعَ للقضاءِ على الثعابين
أحتاجُ فقط أن أكونَ مغامرا
هذا قلبي لا أعرفُهُ يعرفُه بائعُ الروبابيكيا
وهذا قلبُكِ مرتبكٌ وتعيسٌ لم يجرب القفزَ
ولم يتلذذ يوما برصَاصَةٍ طائشةٍ
لم يرقص لحظةً مع الموتِ الساحرِ
كانَ قلبي كحبةِ قمحٍ
كتبَ اللهُ اسمَكِ على بابِهِ
لو أنَّكِ كنتِ تختبرين الهواءَ
منذُ ملايينِ السنواتِ
لوجدتِ إجابةً واحدةً لاتتغيرُ....
الطفلُ لاينسى أوَّلَ قُبْلةٍ بعد الصومِ
لاينسى أوَّلَ ثمرةِ تفاحٍ
تفرشُ حنانَها بين أصابِعِه
لاينسى أوَّلَ تينةٍ تنفلقُ بشغفٍ
أمامَ عمودِ كهرباءَ يكشفُ ظلامَها الواهنَ
لو تعلمينَ طريقتي في الصلاةِ للحشائشِ
لو تسمعينَ ابتهالاتي قبلَ تناول الطعامِ
لسمحتِ لهذا العمرِ أن يكشُطَ الظلَّ
ويلتقطُ السحابةَ الهاربةَ
تنتظرينَ موجةً عاتيةً
تقشِّرُ أعضاءَكِ عضوًا عضوًا
وتشربُ نخاعَكِ المقليَّ في الزيتِ الحارِ
مَزِّقي ثيابَكِ
ثمةَ طوفانٌ مصابٌ بالجفافِ من قرونٍ
لاأعرفُ عددَها
طوفانٌ بملايينِ الألسنةِ
كلُّ الغرامِ الذي عرفتُهُ كان مزيفا
لاتبتعدي فأنتِ منبتُ التواريخِ والحكاياتِ
الأرضُ لم تبتكر لغةً من غيرِ السماءِ
ولم تولد إلا لكلينا
الفرصةُ سانحةٌ لاستخرجِ أسرابِ الغزلانِ،
الرابضةِ حولَ خصرِكِ
انطلقي وحرِّري النجومَ من أسرِها
الغبارُ لايناسبُ وجهَ القمرِ
العاشقون ينتظرون وراءَ الأبوابِ
والفقراءُ بحاجةٍ إلى لثمِ شفتيكِ
وأنتِ في أمَسِّ الحاجةِ
إلى أن يبتسمَ اللهُ في وجهِكِ

--------------------------------------
كمال أبو النور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى