كمال أبو النور - إلى أين تتجه الطائرة..

الشوارعُ ضيقةٌ ومتسعةٌ جدًا
المائدةُ فارغةٌ ومزدحمةٌ بالطعامِ
الضَّحِكَاتُ لاملامحَ لها
المنازلُ مُصَابةٌ بالتَّوَحُّدِ
وضجيجُ الأطفالِ أرواحٌ شريرةٌ
تسندُ الجدرانَ من السقوطِ
نجتهدُ كثيرًا كي نعودَ إلى الخلفِ
نعودَ إلى عالمٍ من القرودِ
يعيشُ في مستعمراتٍ كمرضى الجُذَامِ
إلى أينَ تتجهُ الطائرةُ؟
إلى فراشاتٍ يتيمةٍ
بلا نهدٍ ولا كوبَ لبنٍ ولا مأوى؟
إلى أعمدةِ إنارةٍ تُوارِي سوءاتِ الشمس؟
إلى ميادينَ متهمةٍ بإيواءِ الحريةِ الجريحةِ؟
إلى أينَ تتجهُ الطائرةُ؟
إلى منزلِ قائدِها ؟
إلى آهةٍ أفلتَت من ضلوعِهِ؟
تَذَكَّر أيُّها القائدُ وأنتَ تُطلِقُ الصواريخَ
أنّ الخريطةَ تتآكلُ بأظافرِ نَجمةٍ مارقةٍ
وأن أوصالَنا هشةٌ ومُهَدَّدَةٌ بالفناء
لماذا تُصِرِّين على تمزيقِ ثيابي
وأنا غِطَاؤكِ؟!
لماذا تَضعِينَ الشوكَ في طريقي
وأنا أهرولُ لأخلصَكِ من الحبلِ الملفوفِ
حولَ رقبتِكِ؟!
افتحي الصُنبُورَ
لتَشُمِي رائحةَ الموتِ
تَجَوِّلي في الأسواقِ
مثلَ كلّ الجوعى
الذين يَأكُلون بعيونِهم فقط
ادخُلِي في الشوارعِ والحاراتِ
لن تجدي رؤوسًا ولا أحذيةً
ستجدين أجولةً من الصرخاتِ الصامتةِ
يحملُها الناسُ على ظهورِهِم
من فَضلِكِ ياحبيبتي
تعالَي نبحثُ عن مفاتيحِ هذا المنزلِ
فبداخلِهِ رؤوسٌ وأحذيةٌ وصرخاتٌ
تكفِي لأن نُخَلِّصَ هذا العالمَ من الألمِ


كمال أبو النور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى