آصف فيصل

قَدْ سَرَقَنْي كُل قُبْحٍ عَنْ إِبْصاَرِ الحُسْنِ فِي دَاخِلِي ، أَغْفَلتْني جَمِيعُ التَغَيُّراتِ عَنْ دَلاَلَة التَغَيُّر ، لِأَنْ تُصْغِي للحَيَاةَ المُحْتَمَلة بَعِيداً عَنْ ذِهْنك ، و تَبَحْث عَنْ ﷲ خَارِج الوَعْي الْإِنْسَانِيّ ، ألَّا يَشْغَلُكَ الوُجُود عَنْ اِحْتِمَالَات ظُهورَهُ...
أَظُنُّ بِأنَّي أُشْبهني ، كُنْتُ أمْتَعِضُ مِنْ تَطَابُقِ حَدِيثَي لَكِنَّنِي تَأَكَّدَتُ بِأَنَّهُ لَنْ يَكُونَ مَا أُكَوِّنَه إنْ لَمْ أَكُنْ ! يُغْنَينِى أنَ أَخُطَّ حِبْراً فأَجِدُنِي مُؤَثَّلاً عَبْرَ العُصُور ، أَفْزَعُ مِنْ إِتِّضَاحِي تُجَاه ذَاتَي ، لَا آنَسَ غَيْرَهَا ؛ هَذَا الوُضُوح...
ما خَلَّصَنا المَوْتَ عَنْ المَسْأَلَةِ بل ضَخَّمَ عَرْقَلَتها! لَسْتُ على دِرَايَةٍ بالفَنِّ و لا مُخْتَصّاً في عِلْمُ النَّفْسِ و لا أَطَّلَعَ على الأدَب بِعُمْقٍ إلّا أَغْلِفةً أَلْجَأ إِلَيْهَا حِينْ يَعُضَّني أُفْعُوان الكِتَابَة! إلّا أنَّ جُزْءاً بدَاخِلِي يَعْتَقِدُ بإنّي أَجَلُّ...
اِنْتَهِضَوا عَلَى سَاقٍ مُرْتَخٍ و تَضَوَّرَوا جُوعاً مِنْ أَجَلْ شَهْوَة لا تَبْشَم كِدّوا لتَدْمِيرها إلى أنْ تَتَآزَّفَ بِكُمُ خِفَّوا إِلْتِمَاساً لمَنْفَعَةٍ مُحتَكَرة لَمْ تُشْفِقَ السَّمَاء عَلَيْكُمْ و لَنْ تَحِنَّ عَنْكُم آثَارُكُم ... غَثَّ حَدِيثُ السُّكارَى فِي آخِرِ اللَّيْلِ...
أنا نَطَفَةٌ اِنْقَهَلَت في صُّلْب أُمِّي حِينْ لَيْلَةٍ شَيْباء ، إِبَّانَ لَذَّةٍ ، في أَثْناء تَوَتُّر ، بَعْدَ حِين تَشَوُّش دَبَّ في أَطْرَاف بَدَن أبي ، و مُفْرَدة التَشَوُّش هَذِة سَتَسمِرَّ مَعْي إلى حِينْ ، بها لَبِثتُ أَشْهُر داخل طَيّ أمي ، و عَبْرَها تَأَرَّضَتُ حَيِّزاً في هَذِة...
قَمَسَت الاكَامُ والقِنَانُ في السَّرَاب بَعْدَ رِحْلةٍ مُضْنِيةٍ ، لم نَتَرَبَّعَ فَوْقَ الأَكَمَةِ بل مِتْنَا فحَسْب! أَشاحَتْ الْحَيَاة وَجْهَها دونَهُ ، أَبْلَغَتهُ بقِحَةٍ : لأَفُشَّنَّ وَطْبَكَ أيُّهَا المُتَعَجْرِف! فاسْتَأْصَلَت جَمِيعَ مَصَادِر إِشْباعِ جُرْحَهُ النَّرْجِسِيّ ، حِينْها...
قَبَل المَوْت يُطلُّ الوُجُود كالمَلاَكِ الطَّاهِر ، بلَوْنٍ أَبْيَض نَصَّاع - رُبَّمَا حَدِيثُ المُحْتَضِر يُبَرْهنَ نَّصُّ الْوَحْيَ ، إنَّ المَوْت هو الْمَعْنَى ، و الْمَعْنَى ما يَجْلِبُه الْوَحْيَ و نحْنُ نَتَطَلَّعَ إلى تَفْسِيرهُ . اِنْتَهِضَوا جَمِيعُكُم قُبَالَة المَوْتِ ، ليخْتَارَ...
بَغْتَةً آضَت عِيْشَتي غَيْهَبَانً ، تَحَوَّلتُ مِن سَلِسٍ يَحْيَا مَنِيَّته في كُلَّ حِينٍ إلى مُطَبِّب يُجْهِز على أَدْنَاف العُشَّاق خَيْبَتهم ، فيمَّحِي ما إِسْتَبْقَى من صَبَابَةٍ ما انْفَكَّت تَرَّفْسِ مُحتَضِرةً . انْتَبَرَ السَّماءَ عُصْفُورٌ ضَالّ ، اِنْمَرَطَ رِّيشَه جَرَّاءِ...
لا يُوجَد أَصْعَب من التَأَلُّم مِن صَّحْوَةٍ في عَالَمٍ ما انْفَكَّ يَغَطُّ في سُبَاتٍ عَمِيق! ثَمّة مَعَانٍ بدَاخِلي لم تصُنْع كَلِمَات حتى الآن لوَصَفِها . كانت تُؤَرِّقني باسْتِمْرَار مَسْأَلة التَّطَبُّع! فَفَوْر إِقْتَرَأَي لأي كِتاب أجِدْني قد تَخَلّقتُ بِما خُطَّ فيه ، على سَّبيل...
إنّ الحُزْن لا يتَعارَضَ مع تَّعْبِيرات الوَجْه كالتَجَهَّمَ و الإِفْتِرَار عَنِ الأسْنَانِ و ذَرَفَ الدَّمْوع ، لذا يَصعُب التَّمْيِيز بينه و بين الغَضَب الذي عَادَةًُ ما يكون عَابِراً . جُدّ حُزْنٍ و بُسْتَان شَجْيٍ أنا صِراط شَجَنٍ و دَرْب جَوًى يقْتادَني إلى مِشْنَقَتي كان مَصِيري ...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى