آصف فيصل - حَطَمَ عَلَيْهِمُ الْمَرْتَعَ

قَبَل المَوْت يُطلُّ الوُجُود كالمَلاَكِ الطَّاهِر ، بلَوْنٍ أَبْيَض نَصَّاع - رُبَّمَا حَدِيثُ المُحْتَضِر يُبَرْهنَ نَّصُّ الْوَحْيَ ، إنَّ المَوْت هو الْمَعْنَى ، و الْمَعْنَى ما يَجْلِبُه الْوَحْيَ و نحْنُ نَتَطَلَّعَ إلى تَفْسِيرهُ .
اِنْتَهِضَوا جَمِيعُكُم قُبَالَة المَوْتِ ، ليخْتَارَ مِن بَيْنَكُم ظِبَاءً يَفْتَرِسَها ، و اعَمِدَوا إِلَى إِبْعَادِهِ مِنْ مَكَانِهِ كمُنْتَهًى مُحَتَّم ، ليَأْخُذْكُم تَنَاسِيكُم إلى هَفْوَةٍ تَمْرَحُونَ فِيها بجَهْلٍ عَلَى إذْنٍ لِهَذِهِ الحَيَاةَ الزَائِلَة ، و قُومُوا بمُدَاهَنَتة ليَمَنَحكُم فَتْرَةً إِضافِيَّةً . لَكِنَّنِي سَأسُبَّه بوَقَاحَةٍ حَتَّى يقَبضَني مُبَكِّراً لأَنَّني أَكْرَهُ التَرَقُّب .

الإِسْهَابَ في الكِتَابَةِ أَرْفَدَني حُجّةً مُرْهِقةً : عِنْدَما تُرِيد لنْ تَتَمَكَّنَ مِن أنْ تَتَّخَذَ قَرَاراً و عِنْدَما تَتَّخَذَه ذلك يَعْنِي أنّكَ لم تُرِد شيئا سَلَفاً .
لا أرَغَبَ في أنْ أُهَيئ لنِطَاقٍ مُعْتَدِلٍ ، لمَعْرِفَةٍ مُشَاعَةٍ ، لمَفْاهِيمٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا ، إنِّني مَسْرُورٌ بهذا المَدًى و مَسْرُور لإنَّ المَسَرَّة قد تَكون مُتَسْلِيَةً بأَفْئِدَة المُغَفَّلين ، و أنا أتَصَدَّى لأن لا أنْزَلِقَ في حُجْرِها ، لإنْي عَقَدَتُ إِلْتِزاماً أَزَلِيّاً مع الحُزْن .
يُرَدِّدُون دَوْمًا بِأنَّنا نُنْجَب مُبْدِعين ، ثم نتَعَوَّد عَلَى التَقْلِيد من أَسْلافَنَا ، لذا دَوْمًا ما نشَرَع من حَيْثُ ما إِنْتَهَوا . عَلَّمَوني الكِتَابَةِ ، بَيْدَ أنَّني تَكَلُّفتُ ثِّقْل صِّيَاغَة الفِكْرَة من الكِتَابَةِ ، ليس ضَرُورِيّاً أنْ أصَوْغُ شَيْئًا مُمْتِعاً بل أنْ يَكُونَ شَيْئًا فَذّاً أَلْمَعِيّاً .
قِيلَ أنّ الشَّيْطانَ يَبَغَضَ المَوْت و يتَمَنَّى الضُرّ و الشَّكّ و الذَّم ، بَيْد إِنَّهُ إِجْحَاف و تَحَامُلُ عَلَيْهِ لأنّهَ أَلِفَ السَّوَادَ و العُزْلَةَ ، لكنَّهُ عَلَى صَعِيدٍ آخَر مُجْحِفٌ في حَقِّنا لأنّهَ يَنْفَرِدَ وَحْدَهُ بالْمَعْنَى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى