هربتُ تُجاه الشمال
لكنّ سياجًا من أغاني الصيادين
وأهازيج البحارة
حاصرني.. فعدتْ
توجهت نحو الجنوب
والجنوبيون كرماء
كلما التقيت واحدًا
أهداني قطعة من قلبه
حتى أرهقني الحِمل
فأبتْ
وجهت وجهي شرقًا.. وسرت
وكلما التقبت نخلة
أهدتني رطبا
وظلالاً وحكايات
حتى التقيت النخلة العجوز
لم...
لم يذكر التاريخُ
أن أمرًا عظيمًا حدث في مثل هذا اليوم
الثامن عشر من فبراير/ شباط
لم يولد نبيّ،
لم يَعُمّ السلام بين متحاربَيْنِ،
لم بتضاعف دخل أبي.....
لا شيء يُذكر
ليكون مبرِّرًا مناسبًا لأن يختاره كتاريخ لمولدي
فأنا- كما رَوَت أمي- وُلِدتُ قبيل انتهاء ليلةٍ مقمرةٍ ذاتَ صيف قديم...
بالأمس كتبتُ لكِ قصيدة جديدة
كان الوقت متأخرًا
وضعتُها في سريرها، وجلستُ أتفرّسُها
قررتُ أن أتقاسمَ أشياءَها معك
لحّفتها بغطائها الحريريّ
أحكمتُ إغلاقَ النوافذ والستائر
وجلست أفكر في القسمة
سأعطيكِ ضحكتَها
فهي مشتقَّةٌ من ضحكتِك
وسآخُذُ الوردةَ التي تُزَيّنُ شَعرَها
لتذكّرني برائحتِك
سأُعطيكِ...
كتبت إهداءً للشاعر/ احمد عبد الحميد
قبلَ أن ننتهي
علينا استرجاع أوّلَ حركةٍ،
لم تمنحْنا اللُعبةُ كثيرًا من الوقت
ولا كثيرًا من الحُرِّيَّةِ
خَطوةً واحدةً فقط
في اتجاه وحيد
ربما؛ كانت تنقُصُنا شجاعةٌ ما
لنبدأ بخَطوتين
أو
هذا ما أرادَ اللاعبُ
نخطو؛
عَلَّ حَرَكَةً احترافيةً واحدةً...
بحذاءٍ؛ من سوق البرجوازيين
اشتريتُهُ ذات لقاءٍ بوزيرٍاعتاد النظر لأسفل
وقميصٍ
يواري سوءات القلب
أَعجَبَ امرأةً لا تُحسن إخفاء شبقها
بأفكارٍ مرتبةٍ بحِنكةِ سياسيٍّ
مطعَّمَةٍ بأقوالِ بعض أصدقائي الوجوديين‘
مرتكزًا على قول "كامو":
"سيكتُبُ عنا مؤرخو المستقبل:
كانوا يجامعون ويقرءون الصحف".
بعددٍ من...
لن تصدقوني
إذا ما حدثتكم عن الرغبة
والشهوة والشبق والقدرة والطاقة
فأنا رجل مسنّ
تجاوزت الستين وفق السنوات الميلادية
وأكثر منها وفق التقويم الهجري
لي عُمران كما ترون
لكني عشتُ واحدًا منهما فقط
في سنواتي الأولى؛
كنتُ رجلاً صغيرًا
أُتقن عملي
وأستمع النصائح والآراء
ثم أخالفها جميعًا
مرت سنوات طوال...
كواحد ممن تجاوزوا الستين
ومن الذين إذا أصابتهم مصيبة
تذكروا مصيبةً تشبهها
أو تزيد عنها لعنةً وقسوةً
ومن الذين جاءتهم الحرب
من بين أيدبهم ومن خلفهم
دون أن يغضبوا الله
بقهر نسائهم
أو بترك عقولهم للجاهلين
ومن الذين تخلصوا من مهامهم الوظيفية
بفرح طفولي
كيف لي أن أكون ليّنًا مطيعًا مستسلمًا لأوامر؟...
ماذا سأفعل ..؟!
سأسلك نهج أمي،
وأوزع الحب بمقادير مختلفة.
وسأكمل المسيرة
وأفعل ما لم يفعله أبي
- أجرب كل أنواع الخمور
- أطارد النساء؛
بيضهن وسمرهن وحمرهن وصفرهن
هكذا قررت.
لكن أول كأس شربته كان خمرًا مغشوشًا
فكاد يقتلني
وأول امرأة أعجبتني كانت أوروبية
ممثلة في فيلم" عصابة النساء"
فحلمت بالذهاب...
كواحد ممن تجاوزوا الستين
ومن الذين إذا أصابتهم مصيبة
تذكروا مصيبةً تشبهها
أو تزيد عنها لعنةً وقسوةً
ومن الذين جاءتهم الحرب
من بين أيدبهم ومن خلفهم
دون أن يغضبوا الله
بقهر نسائهم
أو بترك عقولهم للجاهلين
ومن الذين تخلصوا من مهامهم الوظيفية
بفرح طفولي
كيف لي أن أكون ليّنًا مطيعًا مستسلمًا لأوامر؟...
صباحٌ شتويّ هادئ
مرّت شهور طوال
وأنا أنام دون أحلام ملوّنة
ولا كوابيس تداني قسوة الواقع
في زمن سحيق
وصباح شتوي مشابه
قالت:
“رأيت الليلة عمّي في الحلم”
قال:
“روح أبي إذن تطلب صدقة، سأذبح ذبيحة أوزعها”
وغادر إلى عمله
قلتُ – ببلاغة ابن الخمس سنوات:
“وأنا رأيت الله يا أمي”
قالت- بنبرة حادة:
“لا...
لم يذكر التاريخُ
أن أمرًا عظيمًا حدث في مثل هذا اليوم
الثامن عشر من فبراير/ شباط
لم يولد نبي،
لم يَعُمّ السلام بين متحاربَيْنِ
لم بتضاعف دخل أبي
لا شيء يُذكر
ليكون مبرِّرًا مناسبًا لأن يختاره كتاريخ لمولدي
فأنا- كما رَوَت أمي- وُلِدتُ قبيل انتهاء ليلةٍ مقمرةٍ ذاتَ صيف قديم
وكمولود سابع
لم تروِ...
كُلّ ما عليكَ فعلهُ
أن تَرجع للماضي البعيد
إلى تلك اللحظة المجهولة المبهمة
قبل بدء الخلق
تلك اللحظةُ ذاتُها
ربما مَرّت بك في الماضي القريب أيها الشاعر
أو هكذا تظنُّ
للشِّعرِ.. لحظة تكوينه
التَّفَتُّتِ والتَّباعُدِ والانطلاق
لذرّاتهِ ومكوّناتهِ الأوَّليةِ
لتَصيرَ، على مهلٍ، مَجَرّةً
أو...