حسونة فتحي - بالأمس كتبتُ لكِ قصيدة جديدة

بالأمس كتبتُ لكِ قصيدة جديدة
كان الوقت متأخرًا
وضعتُها في سريرها، وجلستُ أتفرّسُها
قررتُ أن أتقاسمَ أشياءَها معك
لحّفتها بغطائها الحريريّ
أحكمتُ إغلاقَ النوافذ والستائر
وجلست أفكر في القسمة
سأعطيكِ ضحكتَها
فهي مشتقَّةٌ من ضحكتِك
وسآخُذُ الوردةَ التي تُزَيّنُ شَعرَها
لتذكّرني برائحتِك
سأُعطيكِ حزامها الذي يناسبُ خصركِ النحيلِ
وآخُذُ الخَرَزةَ التي سَقَطَت من عِقدِها
لأطردَ بها وحشتي
سأعطيكِ فستانَها الورديّ بحمّالاتِهِ الرّفيعة
وآخذُ قفّازَها الأسود
فأصابعُكِ آيةُ الله في أرضه
جلستُحتى أدركني النهار
وذهبت فلم أجدها!
أخذَتْ كل أشيائها وذهبَت
لم تترك شيئًا يؤنس وَحدتي
أو أُهديه لجارتي الشقراء
هكذا هي القصائد:
تقرأ أفكارنا، تنبش ضمائرنا، وتعرف نوايانا
فنكون أمامها عراةٌ تمامًا
لا يَخفى منا عليها أي شيء
تَعُد أنفاسنا؛ بل تتخللها
كنت يافعًا فتيًا حين غلبتني قصيدة
وكنت صُلبا جافا غليظا
حين أبكتني قصيدة
وكنتُ لا أعرف شيئًا عن الشعر والقصائد
حين أحببتك.
17/11/2017

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى