حسونة فتحي - - هروب

هربتُ تُجاه الشمال

لكنّ سياجًا من أغاني الصيادين

وأهازيج البحارة

حاصرني.. فعدتْ


توجهت نحو الجنوب

والجنوبيون كرماء

كلما التقيت واحدًا

أهداني قطعة من قلبه

حتى أرهقني الحِمل

فأبتْ


وجهت وجهي شرقًا.. وسرت

وكلما التقبت نخلة

أهدتني رطبا

وظلالاً وحكايات

حتى التقيت النخلة العجوز

لم تعطني ظلاً ولا رطبًا

قالت: خذ ما شئت

لكن يحزنني أن تذهبَ

فرجعتْ


لم يبق إلا الغرب

لكنّ من توجهوا غربًا

لم يرجع منهم أحد قط

قست عليهم الحياة

ونسيتهم البلاد

فصاروا أشد قسوة

من البلاد والحياة

وصرت- بعد كل هذه الحروب

ليّناً

فإن قسوتُ.. متّ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى