محب خيري الجمال

من أجلكِ أنتِ فقط أحاول أن ابتسم جيدا.. وأنتِ تمرينَ علي قصيدةٍ مشوهةٍ، تحمل ندبة رصاصةٍ طائشةٍ.. تتصببُ كومة عويلٍ من حنجرتي حنجرتي خيمةٌ من حرائق وقتلى. تأملي جيدا وأنتِ تخبئينَ غيمة بين نهديكِ.. لتلتقطها مناقير الحمام الجبلي ولصوص الغابات.. كيف صنعتُ لكِ قِرطا من غربتي؟ كيف نسج الصفصاف من...
تبدأ كل الحكايات بعبارة واحدة.. ذات مرة.. أو في يوم من الأيام.. أو من لا شيء.. في الأيام الاعتيادية.. المكررة.. المملة.. الدرامية.. المضحكة.. الأشياء الصغيرة والمتوسطة.. تبدأ الحكاية بشارع طويل يبكي بلا سبب ولا غاية.. فقط.. أحلام ثقيلة تسقط متسارعة من فصوص العتمة وتهالك الضوء.. تبدأ من لا مهنة...
صهيل في الطابق الرابع.. الغرفة B2 تتعثر وتسقط من ثرثرة الكحول.. يوجد جهاز تنفس صناعي يكشر عن أنياب الزمن.. كُتب على بطنه المهترئ تذكروا فلان الفلاني سبتمبر 1970م خسارة كبيرة أن أكون هنا.. لطالما زيفوا وزوروا في إرادة الوقت.. حتى وأنا استعد للرحيل يكذبون علي.. ويقولون أنني بخير.. الفيروس لا يصيب...
لا أمتلك صورا لمناسباتي السعيدة فى الغالب لا أتذكرها تماما.. الحزينة أيضا لم أفكر في حمايتها من أعباء الركض خلف التوابيت.. في الحقيقة كنت أتمرن على طعن الوقت بسكين بارد نكاية في كل موت جديد،، كنت أمارس اصطياد الضوء بلا شفقة وأحفظ عن ظهر قلب مواعيد الجنائز مع كل كفن يحوكه البحر،، كنت أحفظ مثلا...
أجلسُ إلي أصابعي وهي تبكي وجعها وحزنها الطري للعتمة.. القصيدة مُتعبة تَجرُ جثتي علي جُرف الروحِ كنطفةٍ غامضةٍ.. تحملُ أسماء مُستعارة لحيوات فائتة.. تيبسَ دمي كشجرةٍ علي منحدرٍ يتحشرج برائحةِ صوتكِ وأنتِ تبتلعينَ الحريق.. فينمو عُري الماء سريعا من فرطِ الموتِ ليسَ لديّ ما أكتبهُ لكِ أو عنكِ...
أعرفُ أنكِ في مكان ما.. تتأبطين ظلي مكسور الخاطر تبحثين عن أمجادنا القاحلة.. تفعلين هذا وحدكِ مُتأنقة النحيب.. تنزُ من عينيكِ الملتهبتين حموضة الأشياء.. تقيسينَ جثث الرمال الصفراء وتمنحين غابات الحناء رائحة الدم.. وتقولين ينبغي أن يكون كل شيءٍ علي حالهِ النعش، كحلة الصباح، المناديل، دموع النهر،...
على بابِ حديقةٍ مجهولةٍ تركتُ أصابعي فى عنقِ شجرةٍ بترها البكاء وأنتِ تتناولينَ قصيدة حبٍ بائسة تركها " بابلونيرودا " قبل رحيله بدقائق صوتكِ الذى يتوغلُ فى عشب البرد يحترقُ تحت وسادة الريح تنتظرينَ من يشعلُ لكِ الطريق بالعشق الغائب ويقول أنه يحبكِ أنا رجل متآكل يا حبيبتى لا وجه لي،، اعتمدت على...
كعادتي البائسة بالمناسبة، كنت أثرثر كببغاء عن الحب المفقود في القمصان الشعبية، عن الركام في الجسد ونبوءات الدم والحروب، الرخاء في دموع القصائد وحدائق الأطفال،،، ساعات التأمل في الشقاء والعذاب والهموم المكتظة بتعب المشي الطويل في أجران الأحلام المحترقة، عن ما سلبته العتمة من أعمارنا والطرف الآخر...
كنتُ أعمل صحفيا أو لا شيء في الماضي، الماضي الذي لا أحبه ولا أطيق سيرته وأرغب دوما برميه تحت حافلة تُحسن دفن الذكريات، تُحسن دفن ما تبقى من قلب متعفن بالأناشيد الوطنية وحكايات الشيوخ،، // كنتُ أكتب الرسائل الغرامية لطلبة الجامعة وأصفق للأيام المذبوحة في رقبة الشعر، رقبة الشعر التي تئن وسط جملة...
كنت أُوبخ النيل وأجلد ظهره ببكاء السعف، أملأ حلقه برمال الصحراء قبل اكتمال الحريق، اخبط ذراعه الذي يلوح بها لأصدقائي المغمورين في أمعائه، أمي التي كانت تقول لي: لا تلوح للنهر ولا تتحدث إليه، النهر به "مارد" به "جنيَّات حِسان" يعشقن الصغار أنا الآن أجلس على صخرة وحدي أصرخ اخرج يا "إبراهيم" اخرج...
بلا مبرر التهمتني قهقهة المقاهي المجاورة التهمتني أجيال الملح المتعاقبة، بعفوية ووجع مزمن التهمتني كغصن مرن وخفيف الوزن،، لذلك ألجأ دوما لذرف ما تبقي مني بكل التفاصيل والذكريات المنسية، الجميلة القذرة/ الواضحة الغريبة/ السعيدة الضعيفة/ الحزينة القوية/ المؤلمة النبيلة/ الشريفة عاتية الإجرام/...
أنا كثير الترحال أخرج ليلا من "سوهاج" بلا ضوضاء،، أمر على أسماء البلاد بلا أصدقاء، أودع الشوارع والبيوت القديمة، البيوت التي يسيل من فمها تلويح الوداع، القبلات المعلقة على حبال الغسيل وقصص الحب على كورنيش النيل، الذكريات المحفورة على خد الجدار وأضواء المحلات التي تمط نوافذها بالإرهاق، أصوات...
( 0 ) مُنْذُ وُلِدت، وفي رأسي الضخم تَكبر الأشياء الغامضة على حنجرتي تستريحُ جمرة الفقد المساحة بين البيت وقبْر العائلة حكّتني بدكة ميت كنت أشاهدهُ مطلع كل فجر يتوضأ العتمة بابي الوحيد مثلا، يتَّكئ علي جدار عجوز نابهُ أكلت عليه الدنيا وشربت وكل بنتٍ أعرفها يغلبني تأويلها أبحث عنها في متن التمر...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى