محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

ارقصي على ارضية الوقت اثقبيها بحذاء الكلمات اليابسة وارقصي على صخب التوابيت المبعثرة في فوضى تزف العابرين من ازقة الأحلام التي تُنطق بنعاس "اخمل " السخام وتبكي الاشجار التي صُنعت منها كلعنة ارقصي ليتساقط من شعرك العالم ميادين البذرة الأولى للخلق ابليس وعائلته المختبئة في ازقة جسدك الانثوي...
ربما سيأتي يوم نكون فيه قادرين على الإعتراف بالنعش رغم أنف الحبيبة والحياة ربما تغفر لنا الموت حينها حين نُصارحها بالكفن الخفي خلف جدران القبلات الأخيرة وربما في مقهى ما سأستقبل مزاجها المُنعش لأخبرها عن ميتتي الأولى ....... كنت صغيراً أصغر من النعش والموت ومقدمة الرصاصة حين لوحة لجندي عابر لست...
في الخدوش غير المرئية في ذاكرة الكلمات ، و في ذاكرة الصمت ايضاً الذي يضرب صيوان حداده في نافذةِ العتمة ويشُر أشياءه السرية ثيابه المُحِرجة اُغنياته البذِيئة ، ونصف البذيئة يشُر كل شيء ويجلس اسفل كلمات تُنطق بإيماءات خجولة تطلقها ارصفة التشرد و تحيلها الى حتميات مجروحة في السياق التاريخي ،...
الليل يزحف حزيناً منحني الرأس على المصابيح المُصابة بالزكام تتغيا على البراغيث اشعتها الصفراء الباهتة الجنود الجائعون ، باصابعهم المُنهكة من زنادات البنادق يحرسون بوابات القُبلات الخجولة يخافون الحب يخافون ان تنمو على فوهات الصمت ازهار من النرجس والمونوليا يخافون انزلاق الندى على جفن الرصاصة ،...
خرجت منيّ الى الطريق مثل كل الحالمين اقتفي أثر الخُطى ، فوق جسد الارض اداعب المطر الملون بالبكاء الهادئ امشي ورائي باحثاً عني في الوجوه ارى الصباح يحتل اركان الاحاديث الركيكة في الحافلات ارى النساء يُنازعن الوقت في عصر الحليب من نهود الشمس ارى الجميع يُطاردون سراباً ازرق بحثاً عن الماء في وجوه...
أنت أجل انت أيها التمثال الهندوسي في معبدك المتهالك يا " شيفا العظيم " كف عن توزيع الخراب على اطفال الابجدية الصغار لا تعطهم سماً ولا نعشاً فربما بلغوا وتعلموا كيف يحترقون مثل قصائد العشاق في الليالي الدافئة انت اجل انت ايها الصحراء ، بعقاربها السوداء و ينابيعها الكاذبة انزع سرابك ، و أرتدي...
دعينا الآن نفكك هذه الفوضى حصى حصى نفكك اقمشتها ذراً ذراً ونفتح دهاليزها باباً باباً لندخل نحو الحكايات المُملة عن مصباح علاء الدين حين يفتح منتصف ذلك الكهف متسع من الفضاءات الخيالية لنغرق في لزوجة الخرافة نعيد تقطير البلاغة ، بما يُناسب احتفاءنا بالثمالة نقصر لسان الاستعارة لنستطيع القول دون...
لم تكن قُبلتنا الأولى مُجرد قُبلة فالشمس ذلك اليوم استيقظت نشطة ، لم يتساقط عن عينيها الصمغ الاصفر ولم يكن هناك سخام ، من بكائها المسائي قبل ان تودع البحر " مُرهف السفن والامواج" ونحن نُقبل بعضنا جاء الخريف ، ووضع المزارعين البتلات ، والحَب ونمت الحقول في نفس تلك اللحظة ولم تتلف الامطار ثمار...
تقول حبيبة قديمة : أنت لا تُجيد شيء كطحو الجراحات ، لك مخزون من البكاء لم يفرغ يوماً تبدو اصابعك الهزيلة كانصال تمزق بها كل شيء حتى القُبل التي نسرقها بصعوبة وكانت مُحقة فأنا انتمي لأجنة وُلدت ناقصة ، وعاشت ناقصة ابن النصف حيوان منوي ابن النصف صرخة ولادة ابن النصف ليلة وعناق وسرير ابن االعتمة...
كتبنا عن الحب حين كان الموت يمشي حافياً فوق الظلال يقرع طبول الوقت انذاراً بان الصمت فاكهة الحروب والصواعق ليست بكاء الغيوم الحُبلى بالمطر الملون بالخراب هي فقط اعتراض الرب على ذبح الطفولات في مهدها لين البكاء ، والحُلم الحديث كتبنا عن الحب حين حاصرتنا التوابيت مثل اسراب من النحل المناهض للزهور...
يعرفون أننا نعيش هنا بجانب النهر الذي خسر بعض وزنه لصالح البيوت الطينية و حولها لمعجنات ، تتناولها نشرات الاخبار ، منظمات التبرعات ، الصفحات ثرثارة الانسانية المُزيفة نعيش هنا بجانب الاشياء التي هي ثانوية في ضمير السلطة لكنها مُفرطة القداسة في ضمير الانسانية و من يقاتلون ليكونوا صالحين ، صالحين...
تلعق الغيوم أحذية السماء الزرقاء وتدهنها بالرمادي مؤجل البكاء سيكون على الحبيبة ان تكف عن تلقين الفم اسمر العنب عبر فمها لتهدئ رغبتي وتكف عن قذف الغبار ، فوق خطوات العصافير المُحلق بين فمها و قصيدتي المحتجزة قسراُ تحت ابط لثتي السفلى وسيكون عليها ان تُعلمني حرفةً اُخرى ، لانجح في شراء حقيبة...
سامح جراحك حين يهذي الليل بالاشياء وبالاشياء حولك مارس لعبة الغميضة بينك والفراغ اختبئ فيك لعلك في اختبائك قد تجد نفسك في ركنٍ ما تلاعب اخراً لعبة الغميضة او تواعد ذكرياتك خلف منزلق خفي يطل نحو فداحة الاحلام ومشط طريقك يا غريب عيناكَ خلف راسك ، فما ادراك ؟ من أين قد يأتي الحب او الرصاص او الموت...
الى " زينبي " الى الاُنثى المطر ، لشبهة العبور الناعم لطالما اسميتها الاُنثى المطر ، لانها مُتسامحة مع حماقتي ، فلم نسمع عن امطار خاصمة الاشجار بسبب الغبار او لأن عصفور شتمها حين ازعجت مزاجه الأُنثى القصيدة لانها دائماً تبدو كنص غير مدون عندما تبتسم عندما تضحك عندما تتحدث وعندما تصمت حتى...
الشعر يخسر كل يوم ضرساً وكل منفى ، و قذيفة سناً قولوا لي : كيف سيأكل الكلمات بعد الآن وكيف يمكننا مٌداعبة الحقيقة في صمتها المُنهك ، وبأي حنجرةً سنصرخ حين تدهسنا الخيول وحين تقذفنا الشوارع بالرحيل وبالمنافي المشرعات ، نحو فنائنا الحتمي سنظل نكتب للمنافي من هنا ، الى التذاكر الى القطارات السريعة...

هذا الملف

نصوص
641
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى