من سيكتب
بالإنابة عنا
حين تتسخ الأيادي ، بضيق المفردات ، بوحل الغياب
بلعاب الاحلام الشريرة
بألسِنة الكلمات المحرمة
بشرائح صغيرة من الشتاء الجاف ، بأعشاش للافاعي ، بكل الأشياء التي تُرهق ذاكرة الليل والأوراق
من سيمدنا بمٌخيمات مُضادة للوقت
حين ننزح بعيداً عن أنفسنا
و حين نحفر بأظافرنا سراديب...
ساُغلق الدفتر
وأرتشف اخر زجاجة
وأنام
فربما لا يأتي غد
وربما
في النوم اصطدم ، بسحابة مُفرطة في البكاءِ
واغرق
في احتمالات المطر
وربما
ساجدني في ركنٍ ما ، في لاوعي الذاكرة
ساجدني
جميلاً
نقياً
صافياً
مثل الصلاة
اجدني وحيداً ، خاوياً مني
اُعلم الاطفال اناشيد العصافير
اقايض جواربي
بخطوات لم تكتمل...
لست مُطالباً
أن تحفر باُظفرك الصغير ثقباً
لتدخل
في الحقيقة
فما الحقيقة ، في حقيقتها ؟
دعك منهم
ماذا هناك خلف الجدار
لتحاول أن تلج المدينة بكل ما تملك
ايها المصلوب
في موعد طال حد الموت
وحد " اللا حدود "
ايها الجالس لوحدك عارياً
تُغازلك الطبيعة بالعصافير
ايها المحنط مثل ألهة الاغريق
تسخر من...
نحن المشاة
ونحن الحصى الذي يصدر نداء استغاثة
نحن الرمال التي تلتصق بارجل النساء الخارجات من النهر لتوهن
مبللات الشعر
والعانة
والمُضاجعات المحتملة
كشعب المايا
نرى انفسنا في الآخر
نرى الآخر نحن
هكذا ضعنا بين الوجوه الكثيرة ، المفضوحة النوايا
وذات الاقنعة
كمرض جلدي
نزحف على بشرتنا
يختلط الداخل...
حين عبرت بالبقالة
لأشتري " اباً " ، كنت ابحث عن رجل ذو شارب
ويد قوية
تسحبني لأقطع الطريق السريع
يد تحملني
حين انام ، على الكنبة
حالماً بكوكب " زمردة "
وعالم هزيم الرعد
لكنني حين كبرت عرفت انني كنت بحاجة
لابي الذي يحتمل
رائحة الثمالة في فمي ، و فوضى غُرفتي ، وعشقي لارداف النساء
وحين ساومت سمسارا...
حين ركض الشتاء
عارياً في وجه الليل
إنتعلت
الزهور النامية فوق نهديها
استيقظ الربيع الاول وخلع حمالة زهوره
و حين حاصرتني النجوم الشريرة من كل جانب
جلست على الليل
لتبعد
فتياته من الركض منتصف الذاكرة والحنين اللزج
جلست تُدثرني
بقصائد لرامبو واودنيس
كأن الحروف
حين تعبر بشفتيها تستوي معطفاً او...
في قديمِ الجراح
قبل ال "ما قبل"
ببضع لوحات ، وألواح امتطاء الريح
وبضع أصداف تصطك من برد الشتاء
كنت أحشو
مفاتن الضفة بالعشاق الثمالة حتى تمتلىء
و يسيل عشاقها
على حافةِ السفن
كنت أمحو الروج عن شفاه العصافير
قبل أن يمحو نعاسهم
ويغتسلوا لصلاة الترحال
كنت أحصد ثمار التين ، من نعوش الأصدقاء
ثم...
عاطلون
عن كل شيء
سوى
التأمل في التوابيت المُبعثرة
هنا وهناك
مثل اصداف ، مُبعثرة في رخام بُني الملامح
والمنام
عاطلون عن البكاء
ليس لأن الجرح قد فقد انكساره في جدار الليل
بل لأننا عطلنا الطبيعة في طبيعتها
جففنا الرياح
وسحبنا حقائب الامطار
فماتت ما نُسميها " فصول "
عاطلون
عن المساومة
حين تسألنا...
ليس أمامنا حل
سنُطفىء الشمس
من مفتاحها العلوي ____ وننام
وسنمشي في منامنا
بارذل الخطوات
لنحصد من اشجار الحقيقة
فاكهة المسافة
ونتفجر
الى بحار وبعض البرك الجارحة
ليس امامنا سوى ان نكسر الكلمات
لنعصر خمرنا
بعض القصائد الموبقة
ان نعجن خيوط العنكبوت
لنبني قصراً واهن الاحلام
ان نستوي في العرش او في...
نبح كلب
وركض خلف قصيدة سرقت عطر فتاة ما
واختبأت في زقاق على ورق لين الثرثرة
زقاق سيء الاتساع يتوسط سطرين خجولين
ونام شاعر على ظله
حتى انكسرت اضلاع الظل الهشة و سيئة الإتكاءة
ونامت قرية على نهر يابس الظهر
فقذفها بلعاب
مُتصنع اللهجة
وخدشت فراشة نهد المساء
حتى تدفق
الربيع
في كأس الزهرة
وبكت...
هذا التيه
هذا القلق الذي ينخر ببطء
في العتمة
كحُلم يتسرب عبر الأذن
مادة لزجة
ويعلق في اظافر الوسادة " غير اللطيفة " في احتضان الخيالات
هذا الرهاب المُخيف
من الآتي
بعباءته الزرقاء الملمس ، خشنة اللون
وجريحة الخطوات
ماذا لو حدث ما يحدث عادة
اصطدمنا بالعتمة
وانكسر الليل
في الكأس ، وسالت شظايا...
دعينا مع هذا الصباح
ُنرتب الفنجان
نضعه هناك ، قرب صحيفة تستعرض
أصابع "بايدن"
تستفز الخاسر القادم
الكنغرس : يُناقش بورصة الأطفال
ومن منهم له مدفع يمازحه ، ومن منهم سيقرأ اية الكرسي على الكرسي
وسعر الاظفر البشري
وهل لافريقيا
ذيل حصان لنقطعه؟
ام أنها مجض اسطورة
يفوز الذيل بالتصويت
ويخسر جدنا...
العاصفة القادمة من المجهول
حملت حقيبة الصمت
نحو قطار جائع
إلتهم المسافة بيني /وبيني
وترك رمادها
بقايا عظام مُحطمة الوقت والصيرورة
والكلمات المبتلة في الجوف
عجزت عن رتق
حلق الحبيبة
حين نطقت التحية الصباحية
وانزلقت من لسانها بقعة لزجة
غطت ارضية
اللحظة المشوهة بالاضطراب
و رسائل العشاق التي كُتبت...
قلت لسيدة ما في الطريق
اقطفي الندى
من صهوة الصمت
فلو نضج اكثر
سيسقط في شراك الزهور
قلت لمشرد ، مهترئ الكبرياء والتسول
احصي خطاك على الارض
واجمعها في محيطك المزدحم بالخراب
فقد تفقد رجلاً و اكثر
في القريب الجارح
ولا تجد خطوةً تخطوها نحو قمامتك العامرة
قلت لطائر ما قابلته في غصنٍ حزين
لا تتسلل من...