محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

كانت أمي الطيبة حين تنظف المنزل صباحاً تجمع الغبار وتعجنه ثم تخلق عدة فراشات لألهو بقتلها حتى لا ازعجها حين تجمع الصمت لتعد الفطور ولكن بطبعي المشاغب ، تبولت في الغبار ذلك الصباح في غفلة عن امي وحين عجنت الغبار خرجت البراغيث وفي كل ليلة كما الآن ، تعمل يدي التي امسكت بعضوي لحظة التبول كمروحة سقف...
أنا الضباب اجمعي يديكِ لتقطفيني من ايادي الغيب إن استطعت انا الهواء السام اسير على حواف الحالمين بالبحر اسممهم برائحة الاعشاب البحرية لكي يكفوا عن انتظار الحب حين يأتي من مُخيلة الضفاف انا السخام العالق في جفن الحبيبة ليلاً اوقظها في منتصف البكاء لأستعرض امام نوافذ النسيان صوراً جريحة عن...
الازقة المُظلمة للتبول ومصارف المياه ليست لتصريف المياه بل لتصريف فضلات المنازل وربما لتدفئة المشردين عدما يخرج البوليس السري للشتاء بحثاً عن اجساد مكشوفة الخدوش للعيان ومحطمة البكاء ، ولينة الصمت والحلم بالرغيف الساذج فِيلم إباحي يتكرر بإستمرار في ذهنِ الصدفة اِمرأة تسقط شيئا ما وتنحني فيسقط...
إلى صديق له مزق الصمت المُربك منتصف الضجيج ، له جرح الابجدية حين نتحرش بها لتكتب فاذا بها تنزف دماً ازرق نسكبه على عانة الاوراق احتمالا لقصيدة ما كتب صديقي الشاعر زروق في مقطع ما " ايها الراكبون قصائدنا لارضاء حبيباتكم " وانا اُضيف لارضاء انفسكم لارضاء اصدقائكم لارضاء شوارع اشتكت قسوة الاحذية...
في معُتقل الذات المُبعثرة في اشباه الـ"الذوات " حين استجوبت نفسي تحت ألسِنة اللهب وسياط التناقض والتبعثر في الضياع وانا امُد يدي لاسحب رمح " زوس " واصعقني لاُجيب بما معناه في لغة المجاز " حقيقة " من انت ؟ أسألني لاعرف من انا اجاوبني لكي لا استبد بي ، واسحقني ، كصرصور بلا تاريخ وشيئ من غباء...
غريبُ انا عني وجهي تضاريس لذاكرة اُنثى الضباب ويداي أرض أرهقتها صعوية التشبث بأيادي الاخرين لي خمس اظافر لا تزال تحمل بقايا لحمي حينما جعت ذات ليلة أكلت مني يداً وكِليةً وبعض الذكريات لي فم لا يزال يلعق اللون البنفسجي في الهواء يُغربل الاشعار لعله يجد بقايا اِمرأة منحتني منها حلمةً بعض الحليب...
تقف وحدها تتكئ في ظلها تنفث سجائرها فيتصاعد مطر وشيء من الحُلم البعيد تحمل كتابها وكأنها تحمل جنيناً غض البشرة والحُلم البنفسجي والوعي الناقص في اوج جماله تنفث سجائرها كأنها تغربل الرئة ، من امواس خدشت ذاكرة تلك الليالي الدافئة كأنها غاب قيامة من الحساب غاب خطوة من السقوط في هاوية الوقت غاب جرح...
الى صديقتي الانيقة جداً الى فتاة تجلس على انحناء مرضي لحرف علة ، تشخصه حتى تنتهي علته ويتحول لحرف غزل الفتاة المدينة مواليد بحر مُصاب برعشة اتجاه الموج مواليد اعشاب بحرية اغوتها الرمال فخرجت تتسول الضفة بعض الصدف فكانت انثى من عشب وشيئا من البياض الضبابي صديقتي اللطيفة كحبيبات المطر حين تنقر...
الى زينبي طبيبة الفوضى في خريطة انسان مثقوب اللهجة ، والقلب والذاكرة اقول بكل حب شكراً لانكِ معي وسننجو..... سننجو.... سننجو لأننا ما زلنا نحلم قبل أن يغفو المساء على اكتافٍ هزيلة اِسمها شمساً تُطارد ظلها نحو المغيب ولأننا ما زلنا نضحك حين تنجرح الكناية في القصيدة ولا تعود كما عرفناها تُقارب...
لا تكترث ليس بالأمر المهم سينقشع الضباب اليوم او بعد الف عام وستكون قادرا على جمع الطمي منه لتبني نعشاً لمن غرقوا هناك لتبني مركباً قادرا على الابحار من فوق السراب دون إن يجرح مجدافه سيف الخرافة لا تكترث فالموت ليس كما اُشيع عنه انه طفلُ لطيف ونحن لسنا سوى دُمى فكيف يكترث الصغار للدُمى حين تسقط...
البالطو الأسود القديم لأبي لم يعد يخبئني عني عندما تُداهمني أسئلة الوجود شاخ أبي أمطرت السماء (سيانيد زمني) أحرق وجهه فظهرت التجاعيد وكبرت أنا بلغت أكثر من ألف نص وذاكرة ولم تكتمل لي جُملة مُغازلة قط كنت أتدحرج في فضاءات من الوحدة منذ أن راودتني اللغة عن قلمي وجرت قميص النص وأنا أبحث عن قماش...
سنفهم ذات مَقبرة ، أو ضريح متأنق الطوب والصلاة أننا ما كنا يوماً ها هنا كان الفراغ يُحيك حبكة مسرحيتنا الطويلة والثقيلة اشجار النيم تصنت الرب لصلوات الجنائز في المساءآت اتكاء الضوء على الشمس الملوحة للعصافير في الغياب الثياب المعلقة في حبال المواعيد المؤجلة الحدادون : يطرقون اللاشيء حتى يصنعوا...
كان من حسن حظ القصيدة ان الانبياء لم يكونوا شعراء والا لكنا الآن نطرق نوافذ الموت عبر باحات الابجدية من حسن حظ القلم ان الحبر ، لم يكن نهراً والا لكنا الآن مجبرين على طي الاوراق في كل ليلة لكي لا تمتطيها السفن من حسن حظ المساء ان العصافير ليست فصولاً والا لكنا حملنا المظلات كلما غازل طائر انثاه...
ارقصي على ارضية الوقت اثقبيها بحذاء الكلمات اليابسة وارقصي على صخب التوابيت المبعثرة في فوضى تزف العابرين من ازقة الأحلام التي تُنطق بنعاس "اخمل " السخام وتبكي الاشجار التي صُنعت منها كلعنة ارقصي ليتساقط من شعرك العالم ميادين البذرة الأولى للخلق ابليس وعائلته المختبئة في ازقة جسدك الانثوي...
ربما سيأتي يوم نكون فيه قادرين على الإعتراف بالنعش رغم أنف الحبيبة والحياة ربما تغفر لنا الموت حينها حين نُصارحها بالكفن الخفي خلف جدران القبلات الأخيرة وربما في مقهى ما سأستقبل مزاجها المُنعش لأخبرها عن ميتتي الأولى ....... كنت صغيراً أصغر من النعش والموت ومقدمة الرصاصة حين لوحة لجندي عابر لست...

هذا الملف

نصوص
609
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى