محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اُلقي تعويذتي للبحر لكي اُكبل طفولته

اُلقي تعويذتي للبحر
لكي اُكبل
طفولته
شغب اصدافه البحرية
جلبابه الصيفي
خريفه ، وهيجان القمر منتصف الرغبة
اُلقي التعويذة
لكي
اصيبه بالنسيان
وببعض الزبد بريء النوايا والسيلان
اثقب المساء في " حبيبتي "
لكي لا يتكئ في ظلها الاخضر
حين تعبرني إليها
وحين تفك زر صباحها وتستحم في الندى الطلق
وحين تخلع
صمتها
بقصيدةٍ فضية
وحين تُثبت شعرها بالماء وبما تبقى من ظلال الذكريات
اُلقي تعويذتي
في الليل
كي تغفو النجوم على صدري
اسمع شخير
الموتى
يتقلبون على وسائد من بخار
اسمع صراخ الجوعى
في ذكريات الجنود القادمين من الصحاري
وفي احذية المدافع
وفي حدادات العصافير
على الربيع المستلب من عضوه
اُلقي تعويذة على نفسي
لكي لا انزلق مني
كظل خائف
من مهرجان الضوء حين تختلط الظلال ولا تميز وجهها
اُلقي تعويذة للكأس
ليركض في السهوب
يجمع الصدى من البعيد ، ليبني غنية ً
تحمل
بقايا الاخرين
مسافرون
وحدنا
في ذاكرة الغياب
وحدنا
نبتر الطرقات عن اشجارها ، ونجمع ما تدفق في الفصول
من غبار
نهين المحطات ، بالقدوم قبل موعدنا بموعد
وكأننا
نحتفي بالمنفى داخلنا
نُدخن
البدايات القديمة ، ثم نبكي رمادها
كأننا
وُلدنا لنشهد انتحار الأرض
في احاديث السكارى
ونشهد
اغنيات الحُب تُتلى
في التوابيت
ونشهد
انفتاح المعنى
نحو غابات التأويل ، ونحو فوضى الاغنيات
اجمع التعاويذ
ثم اطرحها على وعي البسيطة
ربما اتحدت
وصنعت كوكباً اخر
ربما انكمشت
واعطتنا القيامة
ربما انحنت
وألتقطتنا من فك الغياب
وربما تناثرت
الى شظايا
وقذفتنا الى المجهول

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى