محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ما عدت اجلس في المساء

ما عدت اجلس في المساء
إيمم الوقت
بالصلواتِ واللغة الخراب
وما عدت اجلس في النوافذ
اصطاد الهواء
انزع البحر عن الاصيص وازرعه
خارج المنزل
لارى ظله يبتل برائحة الفصول العابرة
والاغنيات
تقتال السجائر
ثم تطحن ما نسميه مزاج
وانا وحدي
مستلقياً
بين الخُرافة والحقيقة
واسألني
امازلت احلمُ بان ترد ملامحي التحية الصباحية
حين اسألها
النعاس
وأين تسرب الحلم المُدخر للبقاء
اين انتحر
سيف الشنفري
من قتل رب الصمت في الليل ليبدو مُزعجاً هذا السكون الحاد
يقول احد الغرباء
صادفته
في ناصية ضيقة
عند مفترق حُلم قديم
" لا تبع جروحك البكماء لشراهة الشعراء و جنون الاغنيات "
ماذا تعرف عن جروحي اسأله
فترتد كلماته لغة متلعثمة
كأنه يشتمني بنفاذ وقت وابجدية
" احمي جراحك فحسب ، احمها "
يقول سائق الباص المتذمر من الزحام ، انت الذي تجلس في المقعد الجانبي
ترجل عن الباص
سألته
انه حلمي ، وانت هنا الدخيل
الحلمُ حلمك ، والباص لي
لا احتمل لغة الوجوه البائسة
انزل واغتسل
ضحكت ، رمقني الجميع بنظرة استنكار
فترجلت
انهم دخلاء على حلمي
ولكني اكتفيت بالمغادرة
واضعا يدي اليسرى في جيبي والاخرى تُدخن في الشتاء
وتنسى أن تشعل سجائرها
اسير على ذلك الحُلم
ارى مُشرداً
يقرأ لكافكا ، لراي برادبيري
و يجادل حمالاً حول فكرة المطلق
حول الرب
وديمومة الاشياء
في حلمي
متطوعون ، يرمون الزهور على العابرين
يدسون الضحك ، والاغنيات المعلبة في حقائب الصغار
وحدي في حلمي افتقد المُغزي
لما اسميته حلماً لطيفاً
ودونته في اليقظة كي يصبح قصيدة

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى