محمد عبدالعزيز أحمد ( محمد ود عزوز) - سامح جراحك

سامح جراحك
حين يهذي الليل بالاشياء
وبالاشياء حولك
مارس لعبة الغميضة بينك والفراغ
اختبئ فيك
لعلك في اختبائك قد تجد نفسك في ركنٍ ما
تلاعب اخراً
لعبة الغميضة
او تواعد ذكرياتك خلف منزلق خفي
يطل
نحو فداحة الاحلام
ومشط طريقك يا غريب
عيناكَ خلف راسك ، فما ادراك ؟
من أين قد يأتي
الحب
او الرصاص
او الموت المعلق في احتمالات تحاصر واقعك
واعرج الى أناك / في منفاك
وكن حيادياً
حين "تشتبك " امنياتك مع الحبيبة
وتلوم عينيها
على دهسها نجمةً
تفتحت من شرنقة الرب لتوها
او حين
ينفجر السراب الى شظايا من الرمال
ومن الاشياء المُمكنة
شارك مزامير الرعاة
عزفهم
خلف جدران المبالاة
حين يمضوا
نحو مذابح الجنود ، ونحو محارق الاوطان
ونحو مزارع النسيان
احرث بساعدك الهزيل
الضباب
ازرعه قمحاً ابيض
ازرعه تابوتاً يليق بمن يموتون
خلف اسوار المنافي معلقين على السياج
انزل حصانك
عن المتاهات المعلقة في الطريق
اغلق فمك
حتى تنام الحنجرة ، حين يعتصرها البكاء قصيدةً من مقبرة
وحين يستدرجك
قلماً سيء اللغة والسلوك
نحو فخاخ الكتابة لامرأة
دهنتك بالحلم الجميل
وتعلم
أن تروض ظلك
كي لا يفر ، الى الضياء الفاحش الحلمات
واصنع سلامك
من النزوح المُر ، من التاريخ
من تكشيرة الوهم في وجه الحقيقة
من تذمر " اللاشيء " من الاشياء
من اتكاءات القطيع
على جدار الايديولوجيا
من صدام الرب مع اكواب الخمور
من الصباح
حين ينسى فوق اظفره بقايا عتمة سوداء
اصنع سلامك
ثم احمله في " صرة " من الغبار
كي توزعه
على العالقين في ارصفةِ النزوح
والموت
والى المشردين
من خانهم في البرد احساس الرغيف
وامض لحتفك حراً
جميلاً
مثل كل الانبياء

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى