القمر ثابت في عينيك...
نورٌ يهدهدُ نوراً والشجر يكبر...
البحر هادئ فوق فمك،والماءُ يغسل ماءه من ماءِ يديك...
الريح تخلع عني صوتي،وحناجر الطيور تشرب الريح ودموعي...
مطرٌ يجرح شفتي والوقت...
والوقت مثل خشبٍ عتيق يضيع في النهر...
العتبة الأولى للعالم جسدك الناعس تحت الضوء...
والضوء أول صورة حاملة...
كأجنحةِ الإوز المُتكسِّرة في الماء
كان القمر يبتلِع الرياح الصدِئة من الهواء...
حتى تورَّم وجهكِ الحزين يا أمي...
يداكِ لم تحمِلْ سوى أكاليل من النجوم...
وانجِرافات عُمري اليابسة كأجنحةِ الإوَز المُتكسِّرة في الماء...
شفاهكِ الناعِمة كبنفسجةٍ بيضاء...
ابتلعت دموع النار والماء الأسود المُنثال من...
أجِّل موتي يا الله...
لِأُعانق وجه أُمِّي بأنفاسي...
كفراشةٍ تُعانق ندى الصبح في السماء...
القمر لا يكتمِل قبلَ أن أشربَ دموعها الفضِّية...
من فوق وسادتي كل مساء...
والفضاء لا يرتفِع إلا على إيقاع ضحكاتها...
أجِّل موتي يا الله...
لأتخلَّص من كُلِّ حبةِ قمحٍ يابسة فوقَ خدَّيها...
وأُجدِّل خُصلَ...
" أتبعك كالغزالة وأتناثر كالفراشة"
بهذه العتبة النصية الشعرية تدعو الشاعرة لودي شمس الدين القارئ للدخول إلى عالمها النصي بوصف العنوان مفتاحا أو بؤرة تحيل إلى الداخل النصي.. العنوان يتكون من جملتين مترادفتين ومتوازييتين في الدلالة من أجل إغراء القارئ في ايحاء دلالي مبثوث في بنية العنوان...
في الساعة الخامسة صباحا...
نهضَ الصُبح كزهرةِ النرجس من فوق صدري...
رقصتُ وحدي كالفراشةِ أمام البحر ...
أستحمَمت بضوء الشمس...
وتركت شعري الطويل يُغنِّي لشفتي الرياح...
رقصت حافية القدمين عند زاويةِ القدر...
حتى انحنت أشجار السرو والماغنولية حول خصري...
وتبعتني طيور النورس حتى آخر شهقة...
ودلَّك...
مُتعبة من النوم ...
السهر يُرهِق الحيوان...
أغسِل وجهي بالدموع...
أمسَح حُمرتي بشفرةٍ حادَّة...
على خديّ قطع من السماء التي تكسَّرت في العتمة ...
وبين صدري آية من الله...
أُحدِّق طويلاً في المرآة...
أتأمل شكل شفتيّ حينَما تغرَق حُنجرتي كحجرةٍ
في بُحيرة الصمت...
خُصل شعري سحابات مليئة بالمطر...