د. أمين الزاوي

"حجاب الفيلسوف أكثر خطراً وتأثيراً من تحجب الفنانة النجمة" لماذا ينتهي الفيلسوف في العالم العربي والإسلامي إلى فقيه أو داعية في آخر حياته؟ المثقف في المنطقة العربية وشمال أفريقيا هو مثقف "عفا الله عما سلف" بامتياز، "عفا الله عما سلف" في ما ارتكبه وآمن به من قيم في الفلسفة والسياسة والعقيدة...
كلما كثر الحديث "عن الأمن الثقافي" قلّت حرية الإبداع وزادت الرقابة وازدهرت الشعارات وثقافة البروباغندا. كل مجتمع يكون فيه حس المواطنة حاضراً إلا ويكون ذلك متوازياً مع هاجس البحث عن الأمن الغذائي، وهذا موقف صحي ويجب تثمينه والدفاع عنه، فالمجتمع أو الأمة التي لا تستطيع أن تؤمن قوت أبنائها لا...
قال المقري التلمساني (1578 – 1631) في موسوعته الشهيرة “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب” متحدثا عن عامة أهل الأندلس، عارضا موقفهم من المبدع الذي يشكل خروجا عن فهوم “القطيع” وهو ما يعكس الموقف من الكتابة التي تخرق السائد وتكسر الكسل العقلي: «… فإنه كلما قيل ‘فلان يقرأ الفلسفة’… أطلقت عليه العامة...
هو سؤال إشكالي: هل كل ما يُكتب في اللغة العربية الفصحى أو الكلاسيكية المدرسية المعيارية من شعر ورواية وكتب فكرية هو ترجمة، هو نقل من لغة نعيش بها وفيها، اللغة الأم، إلى لغة تعيش في المدرسة والكتب، تعيش على النحو والصرف والعدد والمعدود وطقوس جمع المذكر السالم وجمع المؤنث غير السالم؟ آخر معاقل...
هناك خطأ شائع في فهم الأدب شاع وانتشر بين العامة والخاصة، وهو الخطأ الذي جنى على الأدباء وعلى الأدب جناية كبيرة. ولعل مركز هذه المغالطة الجوهرية هو ربط مفهوم الأدب بمفهوم الأخلاق "النقوية" Puriste. وأول من جنى الجناية الكبرى على الأدب في تعميم هذا الاتجاه المفاهيمي هو المنظومة التربوية...
ثلاثة أمور حدثت أخيراً في الجزائر، في ظرف أقل من أسبوعين، ومثل هذا قد يحدث في أي بلد مغاربي أو عربي آخر، لكن هذه الأمور الثلاثة مقلقة وتدعو إلى التساؤل وتتطلب قرع ناقوس الخطر مرات ومرات، كل ذلك حتى لا يدخل البلد في منطقة الزوابع والتوابع. أيها الناس، إن الفتنة نائمة، فاتركوها نائمة، وسنوات الموت...
كلّما فكّرت في المكانة الاجتماعية والثقافية والسياسيّة التي تتموضع فيها مفاهيم التعدّد والهويّة واللّغة والدّين في الجزائر والعالم العربي اليوم يُصيبني شيء من الرّعب والخوف، نحن فعلاً نفتخر بتعددنا اللّغوي في الجزائر إذ كنّا وما نزال نحلّق بين أربع لغات على الأقل: العربية الجزائرية (لغة أمّي)...
الأدب هو كتابة تاريخ العاطفة في تجلياتها في الحرب وفي السلام، وليس كتابة تاريخ السلاطين أو سير قادة الحروب الطواغيت. هما اثنان، وشما ذاكرة جيل كامل أو أكثر، عليهما ومن خلالهما نشأ تاريخ العاطفة المعاصرة في العالم العربي وفي شمال أفريقيا، في الكتابة والقراءة وفن الاستماع، إنهما: إحسان عبد القدوس...
في زمن غير بعيد، كان لكل قرية مجنونها الذي يجمع في تصرفاته وأقواله ما بين الحكمة والغموض والدروشة، ولا يمكن للقرية أن تتنازل عنه، فهي منه وهو منها ولها، هو رمزية من رمزيات وجودها وتميزها، وتقع مسؤولية التكفل بمجنون القرية أو درويشها على عاتق جميع ساكنة القرية، يأكل من موائدهم ويلبس من ألبستهم...
تفتح "فيسبوك" صباحاً فتلقاك أخبار الموت. الإعلان عن موت القريب والجار والصديق والغريب والبعيد، الصغير والكبير، موت بالوباء وموت في حوادث المرور وموت في حوادث العمل وموت بالأمراض المزمنة وموت الشيخوخة وموت بالانتحار. موت بكل الألوان! تقلب المنشورات، تقرؤها، منشورات الكتاب والجامعيين والفنانين...
يُستعمل مصطلح "الكاتب العالمي" في الثقافة الأدبية والإعلامية العربية، وحتى الأكاديمية، بشكل فج ومغلوط ومخلوط. فهناك كاتب لم تتجاوز نصوصه، قراءة، حدود قريته أو "دشرته" أو مدينته، ونسمع ونقرأ أوصافاً تُلصق باسمه تشبه تلك التي تستعمل في حق كتّاب عبروا القارات واللغات والأزمنة والصراعات والحروب وظلت...
"الجزائر تشبه سفينة نوح" هكذا عبر سيرفانتيس واصفاً مدينة الجزائر العاصمة التي عرفها وخبرها، امتحنها، وامتحنته، وكتبها وكتبته. هل سيرفانتيس كاتب جزائري؟ أي الكاتب الذي عبر عن أهالي مدينة الجزائر بدقة وعمق وفن؟ يبدو السؤال غريباً، لكن العودة إلى كتابات هذا الكاتب العالمي، الذي لا تزال روايته...
كاتبة بحجم أمة: آسيا جبار. امرأة اسمنتية عصية في رهافة فراشة. حين نشرت آسيا جبار روايتها الأولى بالفرنسية في عام 1957، تحت عنوان "العطش" La soif، بحس أيديولوجي تعميمي، شن ضدها الكاتب الصحافي والمفكر اليساري مصطفى الأشرف، الذي أصبح لاحقاً وزيراً للتربية الوطنية في عهد الرئيس هواري بومدين، هجوماً...
كالعادة وككل عام، احتفل العرب العاربة والعرب المستعربة قبل أسابيع، أي في 18 ديسمبر (كانون الأول)، بكثير من الحس الفروسي باليوم العالمي للغة العربية. هذه اللغة الجميلة التي حملت ذات زمان في مفرداتها جوهر الحضارة الإنسانية، يتم اليوم اغتيالها بحبها الحب الأعمى، عن قصد ومن دون قصد، وبدم ثقافي بارد...
فجأة، وبقدرة قادر، أُصيب العالم الأدبي العربي بمرض اسمه "جنون الرواية"، جنون يشبه إلى حد كبير، في أعراضه، مرض جنون البقر! الجميع أصبح يكتب ما يسميه "رواية"، حتى أضحى عدد الروائيين أكثر من عدد القراء العرب جميعاً من الخليج إلى المحيط، من العرب إلى البربر المعربين، في كل أصناف الكتابة من قراء كتب...

هذا الملف

نصوص
107
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى